عنوان كتاب لافت للكاتب السوري محمد الماغوط, تعرض بسببه للكثير من الهجوم لاعتقاد البعض أنه يحث على خيانة الوطن إذا لم يجد فيه المواطن العدالة والعيش الكريم, رغم أن الماغوط لمن قرأ الكتاب وفهم ما بين السطور يؤكد أنه حريص ويخاف على الوطن ويحذر مما يمكن أن يؤدي بالبعض لخيانة الوطن.
استخدم الماغوط اسلوباً هزلياً لايصال المعلومة وامتاع القارئ وتسليته, فبعض المعلومات إذا ذكرت بأسلوب مباشر تكون فجّة خاصة ما يتعلق بعالمنا العربي, ومن منطلق المثل القائل: (شر البلية ما يضحك).
وهل من يخون وطنه يجاهر بذلك ويعلن على الملأ ؟! غالباً من يخون وطنه يفعل ذلك سراً, يلبس ثوب الوطنية والولاء والانتماء أمام الملأ ويخون وطنه في الخفاء .
ولأن الخيانة تعني نقض الأمانة أو العهد أو الثقة فهي لا تعني فقط ارتكاب جرائم ضد الوطن مثل التجسس لصالح العدو أو تسريب أسرار الدولة وطبعاً هذه خيانة عظمى , فالخيانة أنواع , وابشعها وأحقرها خيانة الوطن باستغلال المناصب ومواقع السلطة , وضع المصلحة الشخصية فوق مصلحة الوطن خيانة, التجبّر وظلم العباد خيانة , التغاضي عن الفساد والمفسدين خيانة , هدر المال العام خيانة , الواسطة والمحسوبية على حساب الكفاءة والاستحقاق خيانة للوطن ,أن تكون السبب بأن يفقد البعض البوصلة نتيجة الإحباط واليأس من الإصلاح فلا يفرق بين المسؤول والوطن فيكفر بالوطن أكبر خيانة .
أن تخفي المعلومات فلا تنشر الحقيقة -لأن فلاناًً مدعوم أو بينكم مصالح مشتركة - خيانة , إذا رأيتهم ينهشون الوطن ويتاجرون بالولاء والانتماء ولم تتكلم فصمتك خيانة .
يقول غسان كنفاني ((حين تخون الوطن لن تجد تراباً يحن عليك يوم موتك , ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت )).
لأنك وطني وحبة عيني لن نفقد البوصلة ,لأنك وطني سنبقى نحبك ولكن لا نحبهم , ولن نجاملهم ولن نسامحهم ,والله ومصلحة الوطن بيننا وبينهم .
ولأنك وطني الأغلى لن أخون وطني.