هل تؤدي الأمطار إلى نشاط زلزالي في البحر الميت؟ .. ابوكركي يجيب
ارشيفية- سيول تصب في البحر الميت
30-12-2025 06:43 PM
عمون - أجاب أستاذ علم الزلازل البروفيسور نجيب أبو كركي، على سؤال البروفيسور محمد الفرجات عبر منتدى الابتكار، حول مدى إمكانية أن تؤدي كميات المياه الكبيرة المتدفقة إلى نشاط زلزالي في حوض البحر الميت، في ظل ما يشهده الأردن من عواصف مطرية غزيرة وسيول غير مسبوقة.
وأوضح الأستاذ الدكتور أبو كركي، أن التأثيرات الأكثر مباشرة لهذه السيول تتركز في الطبقات السطحية، حيث تظهر بوضوح انجرافات وتشوهات آنية في سطح الأرض، وقد تنعكس سلبًا على البنى التحتية والمنشآت القائمة.
وأكد أن هذه التأثيرات تتناقص كلما ازداد العمق، بحيث تصبح محدودة جدًا بعد أعماق تتراوح بين عشرات الأمتار وحتى نحو مئة متر في الوقت الراهن.
وأشار أبو كركي إلى أن تدفق كميات كبيرة من المياه العذبة، خاصة في المناطق التي تحتوي على طبقات ملحية قريبة من السطح، يؤدي إلى زيادة معدلات الإذابة، ما قد يفاقم من ظواهر الانهيارات الخسفية والحفر البالوعية في بعض المناطق الشاطئية الهشة للبحر الميت، خلال الأشهر القليلة القادمة، في حال غياب إجراءات وقائية جادة.
وحذّر من أن غياب نظام إنذار مبكر فعّال—وهو النظام الذي اقترحه وفريقه البحثي منذ نحو ربع قرن عبر أبحاث محكّمة وورش علمية وتواصل مباشر مع الجهات المعنية—يحدّ حاليًا من القدرة على التنبؤ الدقيق والمبكر بالمناطق الأكثر تعرضًا للخطر.
ومع ذلك، شدد على أن الحصافة العلمية تفرض التنبيه إلى أن هذه الكميات الكبيرة من الأمطار والسيول، التي تستقر طبيعيًا في أخفض المناطق، ستؤثر على توازن شواطئ البحر الميت بشكل خاص.
أما فيما يتعلق بالنشاط الزلزالي، فأكد أبو كركي أن هذه الظواهر الهيدرولوجية بحد ذاتها لا تؤدي بشكل مؤكد إلى حدوث زلازل، لكنها قد تفاقم حالة مناطق كانت أصلًا في توازن حرج، مما قد يؤدي إلى نشاط زلزالي محدود، وهو السيناريو المرجّح علميًا في حال حدوثه.
ودعا أبو كركي إلى إجراءات فورية تشمل:
- المعاينة الدقيقة للبنى التحتية والمباني،
- رصد التشققات والتشوهات في مراحلها المبكرة،
- تحليل هذه المؤشرات بشكل علمي شمولي،
- اتخاذ إجراءات احترازية قصيرة ومتوسطة المدى للحد من الخسائر.
كما أكد أن الفرصة ما زالت قائمة لإجراء دراسة شاملة باستخدام تقنيات التداخل الراداري (InSAR) كنواة لنظام إنذار مبكر، تُمكّن من تقييم أوضاع شواطئ البحر الميت وتصنيفها وفق مستويات المخاطر، بما يسمح بتقنين استعمالات الأراضي وحماية الاستثمارات الوطنية من المخاطر الجسيمة المحتملة.
ودعا البروفيسور نجيب أبو كركي الله عز وجل أن يحفظ الأردن وقيادته، وينعم عليه بالأمن والسلامة والازدهار.