" المحل مغلق لسفر صاحبه لأداء العمرة " و " المطعم مغلق بداعي تجديد الديكور " وغير ذلك كثير من مبررات لإغلاق المحال . أقتبس العبارة الأولى من زمن كانت فيه مخالفة تسعيرة وزارة التموين تودي بصاحبها للوقوف أمام المحكمة العسكرية ، ومعاقبته إن تمت إدانته ، وصاحب العبارة بائع خضار وفاكهة في الحي الذي أسكنه ، وكان يرفع العبارة على باب محله المغلق لمخالفته التسعيرة ، وكان أن جادت " عبقريته " بهذا النص ليستر به عورة مخالفته ، ويبرر إغلاق محله ، وكان أن صاحبنا " أدى " العمرة المزعومة عدة مرات . وأقتبس العبارة الثانية من صاحب فرع مطعم شهير يقدم وجبات " شعبية " وضعها على باب مطعمه بعد أن تم إغلاقه نتيجة لوجود أعداد من الصراصير وأنواع أخرى من الحشرات كشفت وجودها زيارة مفتش الصحة ، وتستر بدواعي تجديد ديكور المطعم الذي لم يمضي على افتتاحه إلا أشهر قليلة .
يعتبر إغلاق المحل لمخالفته للمعايير والتعليمات الصحية وما نحوها نوعا من العقوبة لردع صاحب المحل من تكرارها . وسؤالي : لماذا لا يكون في الإعلان عن المخالفة عقوبة أخرى ؟ ليعرف الجميع أن المحل تمت مخالفته للأسباب المعلنة ، كما أقترح عدم التستر على اسم مرتش أو لص بعد إدانته قضائيا ، وعدم الاكتفاء بذكر الحروف الأولى من اسمه ، وكذلك عدم الاكتفاء بذكر اسمه واسم والده دون ذكر اسم العائلة أو العشيرة ، وبذلك سيفكر أي إنسان ألف مرة قبل أن يسرق أو يرتشي أو يغش بسبب الفضيحة التي ستلحق به وبأهله نتيجة الإفصاح عن اسم المحل وعنوانه ونوع المخالفة ، وهذا أمر عرف منذ القدم ، ويمكن العودة إليه بعد وضع آلية تعلن للجميع ، وتقوم أولا على توعية واضحة بهذا الأمر تسبق العمل به .
يقول مثل صيني " أقتل أحدهم تؤدب مائة ألف " ، ولا أريد أن يقتل أحد أو يعذب أو يلحق به أذى - لا قدّر الله - لكن ليتحمل كل فرد نتيجة فعلته التي ألحقت الضرر بالوطن والمواطن ، في الوقت الذي أثني فيه على التكريم المعنوي والمادي لكل مواطن أحسن العطاء وأجزله للوطن والمواطن ، وإعلان اسمه على الملأ تكريما له ، وتشجيعا لغيره .

haniazizi@yahoo.com