مبروك لنقابة الاطباء قطف ثمار الحراك النقابي والاعتصامات الطبية والتوقف عن العمل الذي سبق أن أربك النظام الصحي في البلد .

لم يرف لمجلس النقابة جفن وهو يتلقى ثلاثة مناصب في الصف الاول لثلاثة من المناضلين أعضاء المجلس دونما أستحقاق وظيفي حقيقي ,

فالاول أختطف موقع أمين عام المجلس الطبي ( بالوكالة ) – سيتم تثبيته لاحقا - وكلمة بالوكالة عبارة عن – تحميلة - أدارية لخفض حرارة الصدمة التي يشعر بها أصحاب الكفاءة الذين تقدموا الى اللجنة الحكومية وحازوا مركزا أفضل من الزميل عضو مجلس النقابة وتم التنسيب الى مجلس الوزراء بثلاثة أسماء ليس من بينهم عضو المجلس الموقر فأعيدت المقابلات من أجل القفز على تنسيب اللجنة لطبيب شهد له القاصي والداني بالعلم والكفاءة والخبرة والعمل التطوعي

وحين يعين نائب النقيب أمينا عاما للمجلس الطبي فمالذي سيقال عن تضارب المصالح فالخلاف بين الاطباء وبين المجلس الطبي دائم وحين يشتكي الاطباء على المجلس الطبي مباشرة سيجدون خصمهم الامين العام , واذا أشتكوا الى نقابتهم سيجدون الحكم نائب النقيب أمين عام المجلس الطبي , وهكذا يصدق فيهم قول الشاعر ( فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ) .

بصراحة هذا قرار جائر لايمت لمصلحة النظام الطبي بصلة وليس أكثر من جائزة ترضية مقابل الصمت .

أما الثاني فقد قفز من طبيب شرعي الى مدير عام مستشفى النديم وهو المستشفى الذي فشلت وزارة الصحة في أدارته والسيطرة على المخالفات والشكاوى لسبب بسيط وهو أنه حقل تجارب أدارية وجائزة ترضية لمن يغضب , وربما تكون هناك حكمة خفية في تعيين الطبيب الشرعي مديرا لهذا المستشفى المتعثر , فالطبيب الشرعي يتعامل غالبا مع الجثث والتشريح وتقارير الوفاة !! فما الضرر لو كان متواجدا باستمرار فوق جثة هذا المستشفى العاثر .

أما عضو مجلس النقابة الثالث فقد قفز من مدير صحة عجلون , الى مدير ثاني أكبر مديرية صحة في المملكة ( مديرية صحة محافظة أربد ) صحتين وعافية .

الان فهمنا كيف تتم التسويات ؟؟ فحين كان الدكتور ياسين الحسبان وزير الصحة السابق يقول بالصوت العالي أن الهيكلة ستأتي بتحسين رواتب ومنافع للأطباء رفضت النقابة الاستجابة وأنهاء الاضراب وشرع الاطباء المضربون ينسجون قصائد الهجاء في الوزير وقالوا فيه أكثر مما قاله مالك في الخمر !! فمالذي أستجد الان غير جوائز الترضية الثلاث .

**********************

( 2 ) البلديات تدفع ضريبة الصوت الواحد

هكذا وفي أيام معدودة بعد الامر باجراء الانتخابات البلدية أكتشفنا أن الاردنيين ( مش طايقين بعض ) وكل مجموعة من العائلات تريد بلدية مستقلة , فقد ضاعت كل جهود وتكاليف الدمج وتبخرت عند أو بادرة فصل أو أنفصال , الامر الذي جعلنا ننظر مشدوهين ونتساءل مالذي حدث للمحبة والتواد والتكاتف بين الناس ؟؟

الصوت الواحد هو سبب البلاء وهو الذي مزق العشائر والعائلات , وهو سبة الديمقراطية وسبب تعثرها وفسادها .

لقد خلق الصوت الواحد في الانتخابات النيابية على مدى مجلسين نزاعات وعداوات حادة ومزق العائلات , وفي الوقت الذي كانت فيه عملية دمج البلدية قائمة على قدم وساق بمبررات وجيهة أبتداء من توحيد الجهود وتجميع الخدمات والكتل البشرية والتنظيمية , كان الصوت الواحد يعمل تمزيقا في الكتل البشرية وكانت الدوائر الانتخابية تنعكس مجتمعيا ونفسيا ضد التجمع والتوحد , فخلقت العملية بمجملها مئات العداوات والنزاعات التي جاء وقت تصفيتها على حساب البلديات الكبرى .

الصوت الواحد هو المتهم الاول في الازمة التي تجهد الحكومة الان لمعالجتها , ومع ذلك فان الانتخابات ستتم ولا مجال للتراجع أو التوقف .


(الرأي)