facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ناغورنو كرباخ تستصرخ المجتمع الدولي


السفير الدكتور موفق العجلوني
05-06-2016 11:47 AM

ربما لا يعرف الكثيرون في عالمنا العربي والاسلامي وفي الاطراف الأخرى من العالم قضية مأساة ناغورنو كرباخ، فلا تكاد تبعد في مضامينها السياسية والانسانية عن القضية الفلسطينية وربما يصبح مصيرها مصير القضية الفلسطينية وبخاصة بما يتعلق بالقرارات الدولية ومدى تطبيقها والانصياع لها من قبل أطراف النزاع.

فكما يطالب السيد نتنياهو بيهودية الدولة وبالتالي يلاحظ في هذا العالم اطرافا بعينها تطالب بمسيحية الدولة او كردية الدولة او شيعية الدولة او سنية الدولة، الامر الذي يتنافى مع حقوق الانسان والتعاليم السماوية والعادات والتقاليد والاعراف ومنظومات السلوك الدولية. وعلى العالم المتحضر ان يأخذ العبر والدروس من الحالة الاردنية في العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين والمعتقدات والاعراف والعادات والتقاليد والمنابت والاصول. حيث " لا فرق لعربي على أعجمي الا بالتقوى، ولكم دينكم ولي دين، يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم، وامن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله “صدق الله العظيم. هذه هي النظرة الاسلامية الانسانية العامة والشاملة في التعاون بين الشعوب والامم.

ما دعاني لكتابة هذه السطور وبهذا الوقت بالذات, هو انني كنت منذ سنوات قريبة سفيرا في جمهورية اوزبكستان، ومعتمدا لدى ثلاث دول من ضمنهما ارمينيا , وكنت اراقب المشهد المأساوي الذي تعيشه ناغورنو كرباخ، علاوة كانت تربطني علاقة قوية مع اصدقاء من ارمينيا وكان لهم دور في ترويج الاردن سياحيا في اوزبكستان وارمينيا. الا ان الصورة الشاملة كانت غامضة حيث كنت ارى الامور من زاوية واحدة, و لكن شاء القدر ان اكون شاهدا على المشهد المأساوي الاخر في اذربيجان في اللحظة التي ثارت بها حمم ناغورنو كرباخ بعد ركود دام اكثر من عشرين عاما ً.
كان هذا البركان ينتظر اهل الخير والمروءة والقوة والشهامة والكبرياء من اعضاء المجتمع الدولي وعلى رأسهم منظمة الامن والتعاون الاوروبي بردم هوة البركان واعادة الامور الى نصابها واحلال الوئام محل الخصام واعادة المهجرين الى بيوتهم والتئام جروح المصابين والجرحى والثكالى والايتام الذين ذهبوا ضحية هذا الصراع والذي لم يكونوا السبب فيه بل كانوا هم الضحية.
حصلت مجازر رهيبة ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمهجرين، ولم يتوقف الامر عند ذلك، بل امتد هذا الصراع ليشمل احتلال قرى وقطاعات واسعة من الاراضي الاذربيجانية، والعالم سواء الجار او الشقيق او الصديق يتفرج لا يحرك ساكناُ. حتى اصحاب الاذرع العسكرية والاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل لم يحركوا ساكنا باتجاه حل الازمة، ولو قصد الكبار بنوايا حسنة متجردة من المصالح القُطرية الضيقة، وحاولوا التنازل عن مصالحهم الاقليمية لحلت مشكلة ناغورنو كرباخ بالتفاهم بين كل من اذربيجان وارمينيا ولما سقط عشرات الالاف من القتلى والجرحى من الطرفين.

في مراقيه حثيثة لحلبة الصراع، وكما يقال من ارض المعركة، يبدو لي ان الامور تراوح مكانها، فقد أصبح الحل خارج نطاق الطرفين المتنازعين، ومما زاد الامر سوءاً التطورات السياسية والعسكرية في كل من سوريا والعراق والتصعيد الحاصل بين تركيا الحليف الاكبر لأذربيجان وروسيا الحليف الاقرب الى ارمينيا والابعد الى اذربيجان والتي تضع قدما في ارمينيا وقدما في اذربيجان بحيث تكون هاتين الدولتين في قبضة روسيا إذا ما تطلب واقع الحال.
وفي ضوء التداخلات الروسية الاميركية وبعض الاطراف الاخرى الاوروبية والايرانية، والتصعيد في العلاقات الروسية التركية، فإنني ارى ان الازمة الارمنية الاذربيجانية تراوح مكانها، لان تلة ناغورنو كرباخ لم تعد ارضاً اذربيجانية تسكنها قومية اذرية بمقدار انها مصلحة لأطراف ترى امتداد الصراع لسنوات عديدة وابقاء الامور دون حل هو لمصلحتها ولحيلولة دون دخول أطراف اخرى على الحدود الروسية.

في ضوء الوضع الراهن وفي ضوء الغياب الدولي والاقليمي الفاعل، اللهم باستثناء التحركات البروتوكولية الشكلية لوقف إطلاق النار. ونظرا للمعاناة التي يعانيها طرفا النزاع، وفي ضوء وجود اراضي محتلة تصل نسبتها الى 20%، وفي ضوء ما يزيد عن مليون ونصف لاجئ نتيجة للاحتلال والمجازر التي ارتكبت، بات من الضروري التدخل لوضع حد لمعاناة سكان ناغورنو كرباخ وايجاد الحل المرضي للطرفين. ونظرا لتعقيدات المسألة بعد خروج الصراع من ايدي اصحاب العلاقة، بات من الضروري البحث عن شخصية قيادية دولية تلقى الاحترام من المجتمع الدولي والثقة من الطرفين المتصارعين، اضافة إلى ان هذه الشخصية ترتبط بعلاقات وثيقة بكل من الرئيس الاذري السيد الهام علييف والشعب الاذري والرئيس الارمني السيد سيرج سيركسيان، والشعب الارمني وكذلك مع كل من الرئيس الروسي بوتين والرئيس الاميركي اوباما ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي.

من خلال قربي من اصحاب القرار على الساحة الأذربيجانية ، ومن خلال حواري مع عدد من السياسيين واساتذة الجامعات و الصحفيين و المثقفين ، توصلت الى نتيجة وقناعة شخصية ان الشخصية القيادية الدولية و التي يمكن ان تقوم بهذا الدور الانساني في ارساء السلام لصراع دام على ما يزيد عن ٢٠ عاما هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لما يتمتع به من الصفات الانفة الذكر اضافة الى الارث التاريخي لجذوره الهاشمية، وانتسابه الى نسب الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم واحتضان الاردن الى عماد المسيح عليه السلام و رعاية جلالته للمقدسات الاسلامية و المسيحية في القدس الشريف.

بنفس الوقت ها هم رجال قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية منتشرون في انحاء العالم مع قوات حفظ السلام الدولية، حيث يمكن ان تساهم هذه القوات في التواجد على الحدود في منطقة الصراع للحيلولة دون تجدد القتال لحين بدء المفاوضات برعاية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين رعاه الله.

من هنا و بصفتي الشخصية من خلال تمثيلي كسفير مفوض فوق العادة لجلالة الملك حفظه الله في وسط اسيا وعملي الدبلوماسي بما يزيد على ٣٥ عاما في العديد من دول العالم ومشاركتي في العديد من المفاوضات في حل النزاعات الدولية، ويقيني بما يتمتع به جلالته لدى كافة القيادات العالمية والاوساط السياسية و الاجتماعية و الدينية على الساحة الاقليمية و الدولية ، فإنني اضم صوتي الى صوت الشعب الاذري والشعب الارمني في كل من ارمينيا واذربيجان وفي الشتات بتوجيه نداء استغاثة الى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للتدخل الفوري لدى كافة الاطراف المعنية بهذه الازمة المتفاقمة يوما عن يوم والتي ذهب ضحيتها عشرات الالاف من الطرفين ، وبمباركة من الامم المتحدة ومجلس الامن و منظمة الامن و التعاون الاوروبي . وانني على يقين لا يحمل الشك ان المجتمع الدولي سيرحب بوساطة جلالة الملك، وان جلالته كما هو معروف عنه رجل حكمة وعقلانية وعدالة وملك سلام وراع للعيش المشترك بين كافة الاديان والمعتقدات، سيدخل الفرحة الى قلوب الشعب الاذري والارمني والتوصل الى حل مرض لكل من اذربيجان وارمينا ويعود المهجرين الى بيوتهم. هذا نداء استغاثة ونداء من القلب الى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين باسم كل المحبين للسلام في ارمينيا وأذربيجان.

* مركز الدراسات الاستراتيجية لدى رئيس جمهورية اذربيجان





  • 1 ركزوا على قضيتنا 06-06-2016 | 02:40 PM

    واتركوا أمر كراباخ وكوسفو والبوسنة والزنجا لأهلها وانظروا إلى الحريات الدينية في بلادنا قبل أن تُعولموا توجاهاتكم الإيدولوجية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :