facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حدود العلاقات الخليجية الإسرائيلية


د. عبدالله صوالحة
26-02-2019 12:43 AM

يدور الحديث مؤخراً عن طبيعة وحدود العلاقة بين دول الخليج واسرائيل أو ما بات يطلق عليه علاقات اسرائيل بالدول العربية السنية المعتدلة ، ويمكن تقييم العلاقات الخليجية الاسرائيلية من خلال ثلاث مسارات تتداخل وتتقاطع فيما بينها ، يستند المسار الاول الى فرضية ان السلام الإقليمي بين الدول العربية واسرائيل يمكن استخدامه كمنصة للمساعدة في حل القضية الفلسطينية ومساعدة الأطراف المتنازعة على اتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات في عملية التفاوض وصولا الى تفاهمات ترضي جميع الأطراف ، ويتبنى هذا المسار الولايات المتحدة وخاصة في عهد الادارة الحالية برئاسة دونالد ترامب التي ارتأت ان انخراط الدول العربية والخليجية منها على وجه الخصوص في خطة السلام الامريكية التي تنوي نشرها في الأسابيع اللاحقة للانتخابات الاسرائيلية في ابريل 2019 يساهم الى حد كبير في تليين المواقف الفلسطينية ، كما تتضمن هذه الخطة بعض البنود المتعلقة بمشاريع اقتصادية كبيرة تستفيد منها الى جانب كلا من مصر والاردن والسلطة الفلسطينية دول عربية وخليجية لا تقيم علاقات دبلوماسية وسياسية ورسمية مع اسرائيل .

المسار الثاني يستند الى فرضية التهديدات المشتركة والمصالح المتبادلة وتعبر عنه دول الخليج نفسها حيث التقارب الاسرائيلي الخليجي يقوم على خلفية مواجهة الخطر الايراني وتوسيع النفوذ الشيعي والتواجد العسكري الايراني ان كان بشكل مباشر او من خلال الميليشيات التابعة لها في عدة عواصم عربية ، حيث تقف اسرائيل ودول الخليج لأول مرة تاريخيا في نفس الخندق ضد ايران ، كما يعبر هذا التقارب عن نفسه في تشكيل وبناء التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط MESA التي ترعاه الولايات المتحدة وان كانت اسرائيل ليست طرفا رسميا فيه الا انها تدعمه وتتبنى أهدافه القائمة على مواجهة النفوذ الايراني في المنطقة ، وفيما يخص المصالح المتبادلة العنصر الاخر لهذه الفرضية فيقوم على حاجة دول الخليج الى التكنولوجيا الاسرائيلية في مجالات الامن السيبراني وانظمة الاتصالات ونظم حماية المتشآت النفطية ومنصات استخراج الغاز وغيرها ، والاهم من ذلك علاقة اسرائيل الخاصة مع الولايات المتحدة وتأثيرها ونفوذها داخل دوائر صنع القرار وحشد الدعم والتأييد لصالح دول الخليج .

اما المسار الثالث فهو ما يعرف ب Outside In Approach وهو المنهج الذي تتبناه إسرائيل نفسها وخصوصا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وينص على ان التقدم في علاقات اقتصادية وثقافية وربما سياسية ودبلوماسية مع دول الخليج سيعمل كرافعة لدفع الفلسطينيين للعودة الى طاولة المفاوضات كما يجعل من مركزية القضية الفلسطينية اقل اهمية وشأنا ثانوياً وقد تصادم هذا النهج علنا مع النهج الذي تبناه وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري الذي أكد على انه لن يكون هناك علاقات سلام مع الدول العربية قبل السلام مع الفلسطينيين وذلك من خلال رؤيته للسلام في الشرق الأوسط التي نشرها في ديسمبر 2016.

على الطرف الآخر تقف وجهة نظر اسرائيلية اخرى او فرضية مختلفة ومبتكرة تقول ان العلاقات الرسمية والدبلوماسية بين دول الخليج واسرائيل هي عائق أو عقبة رئيسية تحول دون تطوير علاقات تعاون حقيقية وان العلاقة الرسمية ما ان تنشأ حتى تصبح كفيلة وحدها بوقف جميع أشكال التعاون الثقافي الاقتصادي الرياضي وغيرها ،،وشاهدها على ذلك علاقات اسرائيل الدبلوماسية مع مصر والأردن التي لم تتجاوز المستوى الرسمي فقط بل احتكرت كل أشكال العلاقات الاخرى وقيدتها بقيود شديدة وعليه فإن إبقاء علاقات اسرائيل بدول الخليج دون المستوى الرسمي أجدى وأنفع في تحقيق أهداف السياسة الخارجية الاسرائيلية .

اخيرا ، تلك هي الفرضيات التي تحكم العلاقة بين دول الخليج واسرائيل اليوم ، لكن ما هو مستقبل هذه العلاقات في المستقبل المنظور ؟ برأيي الشخصي ان دول الخليج اليوم ستبقى متمسكة بمبدأ انه لا علاقات رسمية ودبلوماسية مع اسرائيل بدون إيجاد حل للقضية الفلسطينية وأنه لا تفاوض بالنيابة عن الفلسطينين ولن نقبل بأقل مما يقبل به الفلسطينيون وإن شرط الموافقة على التطبيع معلق على حل القضية الفلسطينية ، لكن ، ستستمر علاقات التعاون في جميع الملفات والمسارات التي ذكرت أعلاه دون أن تكون مرتبطة بالموقف من القضية الفلسطينية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :