facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجيش العربي الأردني .. "جيش رسالة وجيش قضية"


د.هايل الدهيسات
18-11-2009 08:40 PM

لم يكن تحول شرقي الأردن من نظام القبيلة البتة إلى نظام الدولة مجرد نزهة وإنما صاحبه عبر هذه المسيرة عناءً وجهداً مبذولاً من قبل الأمير المؤسس عبد الله بن الحسين رحمه الله، والنخب التي جاءت بمعيته من الحجاز إضافة إلى دور قبائل شرقي الأردن التي ما فتئت من استخدام الوسائل المتنوعة لتحقيق هذا المنعطف والتحول التاريخي في المنطقة – إقامة حكومة وطنية في شرقي الأردن برئاسة الأمير عبد الله – الذي بدأ بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وقد جاء هذا المنعطف تنفيذاً لبنود مؤتمر القاهرة، ومن بعده مقررات اجتماع القدس في آذار 1921، التي استندت لجهود الأمير التاريخية وتكللت بتعديل صك الانتداب الخاص بفلسطين للنص على استثناء شرقي الأردن من أحكام وعد بلفور الشهيرة.

كان لتأسيس إمارة شرقي الأردن الأثر الكبير في نفوس أهلها وذلك لتثبيت هويتهم الخاصة التي تأصلت في مبادئ الثورة العربية الكبرى التي كانت قد انطلقت في العاشر من حزيران عام 1916 على يد الشريف الحسين بن علي - طيب الله ثراه - الجد الأكبر لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين التي كان قد أعلنها ثورة نهضوية من أجل وحدة وحرية واستقلال للعرب.
يعود تأسيس الجيش العربي إلى عام 1921 حيث كان قد شكل من رجال الثورة العربية الكبرى الذين خرجوا مع الأمير عبد الله بن الحسين من الحجاز إلى معان، حينما كان هم الأمير أن يكون لشرقي الأردن جيش يحمي ثغوره، وكانت نواته من القــوة العربية المحدودة التي جاءت بمعيته من الحجاز وكان ذلك في 10 تشرين الثاني 1923 عندما أطلق سمو الأمير على هذه القوات اسم "الجيش العربي".

ومن أبرز ما حدث في طور تأسيس الجيش العربي هو صدور أول قانون له أطلق عليه " قانون الجيش العربي لعام 1927 " وبموجب هذا القانون تم تحديد واجباته الذي أصبح مؤلفاً من شرطة الأرياف وشرطة المدن وموظفو السجون، وهكذا مر الجيش بمراحل تطور عديدة الأمر الذي أدى فيما بعد إلى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1946 ، والمناداة بالأمير عبد الله بن الحسين ملكاً على البلاد.

إلا أن الخطوات الأولى لتطور هذه المراحل وتقدمها كانت قد برزت في عهد جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله، حيث قام بتعريب قيادة الجيش العربي في الأول من آذار عام 1956 وبدأ جلالته كصانع للتعريب بإعادة بناء الجيش العربي، في سبيل أن يكون جيشاً قوياً مدرباً ومسلحاً بأحدث الأسلحة، ليتمكن من القيام بمهامه في الدفاع عن تراب الوطن بكفاءة واقتدار.

كان قرار تعريب قيادة الجيش العربي فرصة تاريخية لأبناء الأردن لتولي مسؤولية القيادة العسكرية، فظهر جيل من القادة الكبار الأكفياء، فتطور بذلك الجيش العربي من وحدات صغيرة بتسليح بسيط إلى جيش عصري مزود بأحدث الأسلحة والخدمات والكفاءات المتطورة التي نشاهدها اليوم ونفتخر فيها في مختلف أصناف القوات المسلحة الأردنية.

أما التطور والتحديث في صفوف الجيش العربي فقد شمل مجالات عديدة، حيث شهدت وحدات المشاة في القوات المسلحة تطوراً ملموساً في الأسلحة المستخدمة، وفي مهمات وتجهيزات جنود المشاة وفي وسائل المواصلات لتحقيق الغاية ومجارات التطور العلمي في وسائل الحرب الإلكترونية، وقد شمل التطور سلاح الجو من حيث توفير طائرات النقل والطائرات العمودية الحديثة وازداد عدد الطيارين الأردنيين ليتم إعدادهم وتدريبهم في قواعد سلاح الجو الملكي الأردني ومعاهده.

وشمل التطور سلاح الدروع، حيث أدخلت أحدث الدبابات في العالم، وتم تطويرها على أيدي ضباط مهندسين أردنيين، إضافة إلى سلاح المدفعية من حيث تشكيل كتائب جديدة واعتماد مدافع مزودة بأنظمة الحاسوب والرادارات، وأنشأت المدارس والمشاغل لتتلاءم مع تطور القوات المسلحة.

وفي مجال العلوم أنشأت القوات المسلحة معهد اللغات لرفع المستوى اللغوي لدى ضباط الجيش لغايات متعددة منها المشاركة في قوات حفظ السلام في كافة أرجاء العالم، وبسبب ما وصلت إليه القوات المسلحة الأردنية من مكانة رفيعة من الثقة والاحترام الدولي. وفي هذا الإطار تم إنشاء جامعة مؤتة العسكرية عام 1981 بهدف تخريج كوكبة من الضباط المؤهلين علمياً وعسكرياً، وتم إنشاء كلية القيادة والأركان، التي يتخرج فيها الضباط بدرجة البكالوريوس في العلوم العسكرية وغيرها من الكليات العسكرية التابعة للقوات المسلحة الأردنية.

ولا ننسَ دور القوات المسلحة الأردنية في التنمية حيث تقوم بالمشاركة الفعالة جنباً إلى جنب مع المؤسسات كافة، وفي شتى المجالات من خلال تقديم المساعدات لجميع المواطنين، ودعم خطط التنمية الأردنية والمساهمة في إعمار الأردن الحديث كتقديم الرعاية الصحية وتوفير التعليم بفتح مدارس مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية، وطباعة ما تحتاجه المؤسسات الحكومية من مطبوعات، والمساعدة على عمليات الإخلاء والإنقاذ وغيره من الأدوار التي تقوم بها قواتنا المسلحة الأردنية.

كان تشكيلات الجيش العربي على نظام الألوية وبعد عام 1967 ونتيجة للتطورات السياسية على الساحة الداخلية والخارجية تم إعادة تنظيم القوات المسلحة على نظام الفِرق الأمر الذي استمر حتى أواخر عام 1999، واعتباراً من مطلع عام 2000 تم إعادة تنظيم القوات المسلحة الأردنية بأسلوب المناطق العسكرية المجحفلة.

قَدَم الجيش العربي الأردني التضحيات الجسام في حرب عام 1948 في صموده على أسوار القدس الشريف وكانت أبطاله تنتشر في مناطق فلسطين لمواجهة العدو وتتجلى هذه المواجهات في المعارك التي خاضوها في اللطرون وباب الواد وغيرها في سبيل نصرة قضايا الأمة العربية دون أن نغفل عن دورهم في الدفاع عن فلسطين في حرب عام 1967 إضافة إلى مشاركة القوات المسلحة الأردنية في حرب تشرين الأول عام 1973 وتقديم التضحيات في سبيل الواجب الإنساني في كافة أرجاء العالم.

تعتبرُ القوات المسلحة الأردنية سياج الوطن ودرعه وضمان أمنه، فقوة الجيش وقدرته يستوجبان أن يكون المواطنون سنداً فعالاً لتعزيز الأمن الوطني والوحدة الوطنية. الجيش العربي رمز حقيقي للاستقلال والشرف والكرامة وعنوان للشهادة والبطولة والنخوة.

تَحية إكبارٍ وإجلال لمنتسبي القوات المسلحة الأردنية الأبطال.. تَحيةً أردنيةً لهذه المؤسسة العريقة التي تتميز بمستواها الرفيع في تقديم الضبط، والاحتراف بتنفيذ المهام المناطة بها على الصعيد الوطني والقومي لتصبح نموذجاً يقتدى به، فضلاً عن ولائها المطلق لقيادتها الهاشمية في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.

وأخيراً لا نجد ما هو أبلغ كلاماً، وأدق وصفاً، وتعبيراً لما يجول بداخلنا من مشاعر الانتماء لهذه المؤسسة الشامخة من خطاب جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله في حفل تخريج الدورة السابعة عشرة لضباط الكلية العسكرية: " جيشنا، أيها الأخوة، جيش رسالة وجيش قضية، رسالة تجديد نهضة الأمة العربية وحماية هذه النهضة، وتدعيم الحق العربي، ومساندة الأمة العربية في كل بقاعها، والحفاظ على أخلاق الإسلام الذي جعل من العروبة قاعدة لحضارة حية خلاقة عظيمة، تقوم على الخلق والإيمان قبل القوة المادية والثروة والغنى، وجيشنا أيها الأخوة، هو أيضاً جيش المستقبل فمع التحامه بالتاريخ والتراث هو أيضاً حليف للعقل العلمي والعصري، وهو قوة متصلة بمستقبلنا المنشود، مستقبل النهضة والتقدم والعلم".

كاتب وباحث
dr.hayel66@yahoo.co





  • 1 ابو محمد 11-03-2012 | 07:33 PM

    يعطيك العافية على الموضوع

  • 2 ا 02-06-2012 | 02:44 AM

    شكرررا

  • 3 محمد 26-02-2013 | 12:44 AM

    شكرا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :