في الثاني والعشرين من شباط عام 1977 كان عمري أربعة عشر عاما قالت لي والدتي رحمها الله ان حفل عيد ميلادي الذي كان في الغالب بسيطا جدا يحضره بعض أصدقائي في المدرسة لن يتم فقلت لماذا؟ قالت نحن يا ولدي في فترة حداد.

على الملكة علياء رحمها الله لم يمض ِ بعد أسبوعين على وفاتها كان التاسع من شباط ذلك العام يوم صدمه .. يوم حزن عميق يوم وفاة ملكة انسانة ملكت قلب الحسين رحمه الله... علياء ملكة قل أن يجود الزمان بمثلها... في التاسع من شباط لف الحزن بيتنا المتواضع كما لف بيوت وقرى المملكة... خرج الملك الحسين رحمه الله على شاشة التلفاز الأبيض والأسود أنذاك وبكى بألم وحرقه وهو يقول مخاطبا الشعب...(أنعي لكم حبيبتي علياء)

جميع من في منزلنا بكى مع بكاء الحسين ، والدتي شاهدتها وهي تضع سجادة الصلاة تصلي وتقرأ القرآن لروح الملكة الشابة التي أحبها الناس كما أحبها الحسين، ملكة قضت في سبيل الواجب وهي تزور متفقدة مستشفى الطفيلة جنوب الأردن.

وبعد إثنين وثلاثين عاما على رحيلها ظلت أم علي حاضرة في ذهن ووجدان كل من عرفها أو راقب أعمالها الخيرية نشاهدها كل يوم في عيون الاميرة هيا المشعة بالعطف و الحنان و المحبة وشخصية الامير علي (ابو عبد الله) الجميل جمال وجه الحسين.. المتواضعة الخيّره شخصية قوية استفادت كثيرا من شخصية شقيقه الملك عبدالله الثاني الذي رعاه رعاية الإبن لا الأخ فحسب.
نقرأ الفاتحه على روح أم علي الطاهرة ...