ليس المرة الأولى التي أرى فيها الدكتور كامل محادين غاضبا حد الاختناق بالامس كان هذا المشهد وهو يقود مفاوضات مضنية مع ممثلي لجنة نقابة العمال في ميناء الحاويات وقبل ذلك شاهدت هذا الغضب في عينيه اثناء اعتصامات الميناء الرئيس وقبل ذلك اعتصام الجمارك وقبله اعتصام موظفي وعمال سلطة العقبة والامثلة تطول وتتعدد .ولكن المهم في كل هذه الأحداث ان ترى رجلال بموقع وحجم وعلم كامل محادين يجلس بكل جلد على كرسي المفاوضات لمدة تزيد عن 6 ساعات متواصلة ولمدة 3 أيام مع العمال والموظفين يحاورهم ويقنعهم بانه يجب ان لا يجوع الذئب وان لا تفنى الغنم وان قلاع الوطن ومؤسساته عصية على المساس من اي كان . رأيت كامل محادين مرات عديدة وقد انتفخت أوداج وجهه واحمرت عينية حينما يتعدى متعد على الوطن او مرافقه لا اكتب هذا والله من باب الإطراء فانا أتقاطع مع الرجل كثيرا في أمور العمل العام ولكنها شاهدة اسأل عنها . فمن حق الرجل ان ننصفه وقد غضب للوطن ومن اجل الوطن مرات ومرات في حين ان كثيرين غيره يغضبوا وغضبوا على الوطن وشتان ما بين الثرى والثريا . اعتصامات عمالية عديدة كادت ان تعصف بأضخم واهم المؤسسات الاقتصادية الاردنية مثل الموانئ والجمارك والمفوضية تمكن كامل محادين من إطفاء نارها والحفاظ على مؤسسات الوطن والحفاظ ايضا على حقوق العاملين المكتسبة في هذه المؤسسات ليؤسس هذا الاردني الأشم مدرسة في الإدارة الحكومية وإدارة الأزمات وانا على علم ان العديد من هذه الاعتصام والأزمات كانت موجودة قبل مجيئ محادين الى العقبة وقد تم ترحيلها شهرا فشهرا وعاما فعاما الى ان تراكمت تركة ثقيلة تصدى لها الدكتور كامل محادين بكل رجولة وانتماء.نكتب عن كامل محادين في وقت الوطن أحوج ما يكون الى هذه النماذج القيادية الفريدة التي تصنع الإبداع من رحم الأزمات .سر نجاح محادين في إدارته العامة وحل الأزمات يكمن في اعتماده على مثلث قوي يتمثل في الجرأة في اتخاذ القرار والقوة في تحمل المسؤولية والشجاعة في مواجهة الآخرين لذلك تجده دائما الرجل المناسب في المكان المناسب في كافة مواقع تحمل المسؤولية التي تبوأها.