facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشخصية الأردنية و الوطنية


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
20-12-2014 02:48 AM

الوطنية لا يمكن ان تكون شعارات جوفاء او صور او اعلام و خرائط و من ثم تستباح تحت عبائتها القوانين و الاخلاق و المنطق و العادات و التقاليد و الاديان. انها ايمان بالوطن يترجم الى سلوك يرفع من شأن الوطن و يقوي جبهته الداخليه و يجعله مكان افضل للعيش. اسوق هذه المقدمه و انا ارى التراجع اليومي في الاخلاق و السلوك في ابسط التفاصيل خصوصا من جيل من الشباب المفروض ان يشكل املنا لعبور المستقبل.

لا أرغب بدور الواعظ و المنظر و لكنني اطرح فهمي للوطن كما تعلمته على مدى سنوات سواءا من المعايشه اليوميه الى اهتمامي بالشأن العام الى سعيي لتوسيع مداركي بالقراءه و تمحيص ما اسمع للوصول للحكم على الاشياء بالمنطق و ليس بالعواطف.

مع انحسار موجة الربيع العربي و عودة التوازن و عبور الاردن مرحلة قد تكون من الاصعب في تاريخه فقد ان الاوان لتعريف الشخصية الاردنيه و العمل على تطويرها لتكون انموذجا لمحيطنا فنحن فقط من الدول العربيه غير النفطية الذين عبرنا بأقل الخسائر بسبب وعي و انتماء القطاع الاكبر من الشعب و حكمة القيادة في ادارة دفة السفينه دون تشدد او تفريط.

الشخصية الاردنيه بنيت على نوعين متداخلين من الثقافه الاولى هي الثقافة البدوية بما تحمله من الشجاعه و الجرأه و الثانية هي الثقافة الفلاحية بما تحمله من الصبر و التخطيط. كلتا الثقافتين متماهيتين لدرجة الاستحاله في فصلهما فالعادات البدوية اليوميه متأصلة في الثقافة الفلاحية و نمط الحياة الفلاحية متأصل في الاصول البدوية. الاولى شكلت جسرا مع الخليج و الثانيه شكلت جسرا مع الشام فكانتا قوة دفع كل منهما تقوي الاخرى و تعطي متانه للجسم الاردني. هذا فضلا عن توحد الاصول العشائريه و منشأها من الجزيرة و اليمن.

لذلك لا بد ان تنعكس الشخصية الاردنية كسلوك يومي قادر على قيادة نموذج حضاري عربي. فالاردن عبر و أثر و تأثر بازمات كبيرة خلال تاريخه. جربنا الشعارات الجوفاء اللماعه من اليسار العربي و التي حاولت وسم الاردن و الاردنيين بالرجعية و التخلف لتثبت الايام ان تلك الشعارات و النماذج لم تنتج الا قهرا و ظلما لشعوبها و فسادا و الغاء للاخر و قمع للحريات و تخلف انظمة تعليميه و ثقافيه و تفكيك لمجتمعاتها.

جربنا شعارات القومية القادمة من الجنوب لنكتشف انها ليس اكثر من مجموعات استولت على حكم بلادها و شنت الحروب الكلامية و السباب و الوعيد و عندما حانت ساعة الحقيقه اكتشفنا انها لم تعد اكثر من الكلام لمواجهة مشروع صهيوني لتقع الامة فريسة مشاريع لاعدائنا عملوا بجد لاهدافهم فاشبعناهم سبابا و ذهبوا بالارض العربيه. ثم يخرج علينا من يريدون توحيد الامة الاسلامية و هم ما زالوا يتناحروا بينهم على من يمثل الاسلام و كل يكفر الاخر و يطعن في عقيدته و يجز رقبة من يخالفه.

لذلك ان الاوان ان نتعامل مع الافكار و الدول المحيطه الشقيقه و الصديقه من منطلق مصالحنا و ليس عواطفنا.

جميل ان يكون عندنا شعور انساني فالوفاء و التضحيه من شيمنا و لكن في اخر اليوم شقيق يبيعنا الغاز بسعر السوق و شقيق يقايضنا اياه بمواقف سياسيه و الفنان الاردني لا يجد له حاضنه بعد ان كان التلفزيون الاردني يحتضن الجميع من المحيط الى الخليج و شقيق يحملنا فشل فهمة لطبيعة الصراع مع الصهيونيه التي اعتقد يوما انها ستفتح له ذراعيها بمجرد اعترافه بها ليجد ان الرؤية الاردنية قد سبقت الجميع بالفهم بسنوات و شقيق يشعرنا انه خرج من الجنة ليتلظى في جحيم الاردن مع ان الاردن احتضنته و وفرت له الامان و لم يكن لها ناقة و لا بعير في اشعال فتيل ازمته. ليس المقصود انتقاد الاشقاء و لكن ان علينا تمحيص المواقف ضمن مصالحنا العليا بعيدا عن عواطفنا و التي دفعنا ثمنها ظلما اعلاميا عربيا استهان بشهداء الاردن و كرامته و الدماء التي روت الارض العربيه في الوقت الذي كان المناضلين العرب الاشقاء يملأون الاثير بشعارات الجهاد و النضال اليميني و اليساري من على مقاعدهم الوثيره و كأن النضال خمر و نساء و كلام و شعارات غير مفهومه و كلمات كبيره و روايات و اشعار.

الشخصية الاردنية متفقه على ان القياده الهاشمية مصلحة اردنية عليا و نقطة التقاء و ان اي محاولة لاضعافها تحت اي نوع من الشعارات هو سعي لاضعاف و تفكيك الدولة الاردنية. قد نختلف مع او على بعض السياسات او السياسيين المحيطين و لكن لا نختلف على الملك و العائلة الهاشمية.

الشخصية الاردنية متفقه ان المواطنة هي التزام بالقوانيين و الاعراف و المصالح الاردنية قبل كل شئ و هي محافظة على هيبة الدوله و جيشها و مؤسساتها الامنية التي حمت البلد و حافظت علية عندما تقلبت الامزجة و تاه ولاء البعض للافكار القادمة من اليسار و اليمين. و هي التي وقفت سدا منيعا عندما انعكست البوصله و صوبت سهام ثوار و مناضلين المقاهي الى صدر البلد بدل توجيهها الى العدو الذي احتل الارض و هجر سكانها.

و الجيش و الامن هو من حمى من اعتقدناهم ثوارا عندما حاول العدو تصفيتهم و بذل الدم رخيصا كما تربى على التضحية. ذلك الدم الذي خانه بعض ما يسمى بالثوار و تراكض شرقا و غربا يحتفل بانتصارات لم يصنعها و يخون شقيقا حماه في ارض الوغى و ينتقص من شعب و قيادة احتضنته باصقا في صحن اكل منه حتى شبع.

الشخصية الاردنية متفقه ان الفلسطينيين الاصلاء ساهموا في بناء الوطن و مؤسساته و لم ينكروا فضلها عليهم عندما وقفت معهم و انصهر الشعبين انصارا و مهاجرين تحت قيادة هاشمية. و هي متفقة ان الاردنيين من مختلف الاصول و الاديان اعطوا للبلد و ساهموا في رفعته و تطوره ليكون مستقبلا لهم و لابنائهم.

الشخصية الاردنية تؤمن ان الجنوب و الوسط و الشمال جسد واحد لا يصلح اذا خدش منه عضو او سالت دمعه في باديته أو قراه أو حواضره. الاستحواذ و الاقصاء و التهميش و الانكفاء لمناطق او عشائر ليس من الشخصية الاردنية الاصيلة فالحاضر واحد و المصير واحد و المركب لا يسير امنا اذا فيه خرق مهما كان بسيطا.

الشخصية الاردنية عليها ان تمأسس الراي و الراي الاخر و الحوار و نبذ العنف و لكن ضمن خطوط المصالح الاردنية و قوانينها و سيادتها. فالسلوكيات المنحرفة من تطرف او طعن في البلد او قبول بالفساد او حماية للجريمة ليست من الشخصية الاردنية. كما ان السباب و الاتهام و اغتيال الشخصية ليس من الشخصية الاردنية. و السلوك المنحرف من استباحة للطرقات و الرعونة في قيادة السيارات و استباحة اموال الناس و اعراضهم و دمائهم ليست من الشخصية الاردنية. الاعتداء على المؤسسات العامة و تبرير الجريمة تحت عنوان وجود فساد ليست من الشخصية الاردنية.

حتى لا اطيل فان الشخصية الاردنية بنيت على قيم عربية و اسلامية و اخلاق رفيعة و من يخرج عن هذه فهو يمثل نفسه و لا يمثل الشخصية الاردنية. الشخصية الاردنية بنيت على عشائر كبيرها و صغيرها اعلى و عزز من قيم التضحية و الكرامة و الاخلاق و اما ما نشاهده احيانا من عشائرية تتعصب للمجرم او تحمي الارعن و المتطرف فهي ليست من الشخصية الاردنية. و الخص كما بدأت بأن الوطنية سلوك يومي يحافظ على البلد و مصالحه و قيادته و ليس شعارات صماء.

حمى الله اردننا عزيزا امنا مستقرا و ارشد جيله من الشباب الى الطريق السليمة و حمى الله الهاشميين تاجا و قيادة للبلد الذي احبوه و احبهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :