عمون - قال رئيس هيئة الطاقة الذرية، الدكتور خالد طوقان، إن الأردن يسعى إلى إنتاج 40% من الكهرباء بحلول عام 2020 من خلال محطة نووية رئيسية سيبدأ بناؤها قريباً أو محطات صغيرة بقدرة 100 إلى 200 ميغاوات ستبنى على المدى الزمني البعيد، وستوزع على المدن.

وأوضح طوقان في مقابلة مع قناة "العربية" أن اختيار الأردن للعرض الروسي لبناء مفاعل نووي لتوليد الطاقة الكهربائية، جاء لأفضليته بين العروض المقدمة من ناحيتين، الأولى فنية لكون المفاعل الروسي له تجربة وخطة مرجعية في الهند وبيلاروسيا وغيرها، والأخرى اقتصادية حيث كلفة الاستثمار أقل بـ15% وكلفة الكهرباء المنتجة لمدة 60 عاماً مقبلة ستكون أقل بـ 10% من العرض المقدم من فرنسا واليابان.

ووقع الأردن اتفاقية بقيمة 10 مليارات دولار مع روسيا لبناء أول محطة طاقة نووية في المملكة لتوليد الكهرباء بطاقة 2000 ميجاوات ستتوفر بحلول 2020. وتشتمل الاتفاقية التي وقعتها المملكة مع شركة Rosatom المملوكة للحكومة الروسية على إنشاء محطة تتألف من وحدتي طاقة وستغطي روسيا %49 من تكاليف المشروع في حين يغطي الأردن 51% من التكاليف.

المفاعل الفرنسي الياباني

وذكر طوقان لـ"العربية" أن المفاعل الفرنسي الياباني لم يتم تشغيله وترخيصه بدول العالم، وليس هناك محطة مرجعية له وفيه مخاطرة كبيرة، موضحاً أن تجربة شركة "أريفا" الفرنسية الأخيرة في بناء محطة من نفس النوع الذي عرضته على الأردن تأخرت 8 سنوات ما تسبب بمضاعفة الكلفة ولم تحصل المحطة على الترخيص بعد.

وأفاد المسؤول الأردني أن الأسعار المتوقعة للكهرباء ضمن اتفاقة الطرف الروسي، لا تتجاوز 70 فلساً للكيلو وات ساعة، في مقابل الكلفة الحالية لإنتاج الكهرباء في الأردن والتي تصل إلى 180 فلساً للكيلو وات، مشيراً إلى توقيع الأردن لاتفاقيات لتوليد الطاقة من الصخر الزيتي، بكلفة تصل إلى 120 فلساً وهو المنافس الوحيد للطاقة النووية لكنه مرتفع في الكلفة أيضاً.

وكشف أن سعر إنتاج الكهرباء بالمحطات النووية، سينخفض بشكل كبير إلى 50 فلساً للكيلو وات بعد استرجاع كلفة رأس المال المستثمر في المحطة.
وعن الاحتياطيات الأردنية من اليورانيوم، قال طوقان: إن الأردن لديه احتياطيات من اليورانيوم مدرجة في "ريد بوك" من المنظمات الدولية المعنية، وبدأنا بتقييم الخامات وبحث طرق تحويلها وإثرائها، وفي المرحلة الأولى سنعتمد على شركات عالمية، فهناك 7 شركات عالمية تقوم بخدمات إثراء الوقود النووي وتصنيعه.

الاتفاق الروسي

وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية إن الاتفاق مع الجانب الروسي، يشتمل على ضمان تزويد الأردن من دولة محددة لمدة 10 سنوات من الوقود للمحطة النووية، ومن ثم يكون للأردن خيار الاستمرار معها أو شراء ما يحتاجه عبر مزادات من السوق العالمية.

وأوضح أن الحمل الأساسي للطلب على الكهرباء في الأردن، يبلغ في الوقت الحالي نحو 2600 ميغاوات يتوقع له الارتفاع بنمو 6% سنوياً إلى 5000 ميغاوات بحلول 2022.

وكشف عن العمل مع صناديق وبنوك دولية مختصة بتمويل مشاريع المياه والطاقة، من أجل الحصول على تمويل لمشروع المحطة النووية، موضحا أن الطرف الروسي الذي يملك 49.9% من الشركة المالكة للمحطة سيكون له دور في هذا التمويل إلى جانب إدخال مستثمرين من دول أخرى في ملكية الشركة.

وقال طوقان: الأردن يبني المحطة النووية على أسس اقتصادية راسخة، وعندما ننتهي من الدراسة التمويلية للمشروع ستكون هناك جهات دولية مستعدة للاستثمار في تمويل هذا المشروع الحيوي المجدي والمربح.