عمون -أكّد د. حيدر رشيد، رئيس النقابة العامة للعاملين في المصارف والتأمين بأن أحداثاً عامة كبيرة أثرت على الحركة النقابية العمالية في الأردن وفي أقطار أخرى عديدة، مثل إنهيار المعسكر الإشتراكي وأحداث الربيع العربي والآثار المدمّرة لنشاطات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية . وقال في محاضرة له مساء الإثنين 27/4/2015 في منتدى الفحيص الثقافي إن الطبقة العاملة الاردنية تعيش واقعاً مريراً حيث تعاني من غلاء المعيشة وتدني الأجور وزيادة الضرائب بحيث أصبحت الحكومة تنافس المواطن والعامل في كل شيء حيث أن الفكر الإقتصادي المهيمن يتفنن في إبتكار أساليب لزيادة دخل الحكومة على حساب جيب المواطن، وأضاف بأن مفاهيم السوق المفتوح والإقتصاد الحر التي تسير عليها الحكومات لا تأخذ بعين الإعتبار حقوق ومصالح العمال. وأضاف بأن الحكومة تتحدث عن إصلاحات "هيكلية" ليتبين في النهاية بأن ذلك يعني إدخال تعديلات على قانون ضريبة الدخل! وعبر النقابي العمالي عن إعتقاده بأن الرقم الحقيقي لنسبة البطالة يقارب ال 20 %، خصوصاً مع تدفق الأيدي العاملة من الوافدين من مصر وسورية.
وتطرق للحديث عن الحد الأدنى للأجور فأوضح بأن هذا الحد موجود لكن وزارة العمل لا تملك الوسائل لمراقبة مدى الإلتزام به من جانب أرباب العمل. وأكّد في هذا المجال بأن 80 % من عمال المصانع ونسبة مهمة من العاملين في المدارس الخاصة يتقاضون رواتب أقل من الحد الأدنى للاجور (190 دينار). وقال بأن ما هو أخطر من ذلك هو عدم تحديد حد أعلى للأجور حيث تصل رواتب بعض القيادات العليا في الشركات إلى أرقام فلكية وأضاف بأن من واجب المساهمين التحرك والمطالبة بوضع حد لهذا الوضع لأن الرواتب العالية تكون على حساب أرباحهم.
على صعيد الهيكل التنظيمي لنقابات العمال وهو الأمر الذي يتم التعتيم عليه قال رشيد بأن معايير منظمة العمل الدولية تجيز "التعددية النقابية"، وذكّر بان الأردن لم ينضم حتى الآن للإتفاقية رقم 87 الخاصة بالتنظيم النقابي ؛ لكنه استدرك قائلاً بأن وجود نقابات مستقلة ينطوي على معنى أن تكون مستقلة عن الحكومات وأصحاب العمل والأحزاب السياسية. أضاف بأن إنشاء نقابات مستقلة هي ظاهرة عربية. لكن المشكلة الأساسية هي ضعف إنتساب العمال إلى النقابات حيث لا تتجاوز هذه النسبة في الأردن ال 30 % . ومن هنا لاحظ رشيد بأن دور الحركة النقابية العمالية في الحياة العامة ضعيف.
وكان د. عادل داود، أمين سر منتدى الفحيص الثقافي قد قدم المحاضر مؤكداً بأن عمال العالم لم يتحرروا بعد من جبروت أرباب العمل بالرغم من النضالات المريرة التي خاضوها ضد الظلم والإستغلال. وبعد المحاضرة دار نقاش حول القضايا التي طرحها المحاضر. وفي الختام أهدى الاستاذ منعم صويص، رئيس المنتدى درع منتدى الفحيص الثقافي للدكتور رشيد.