في مسألة الطريق الخلفي في البتراء
28-04-2016 03:34 PM
ان فكرة وجود طريق للنقل من داخل البترا (من منطقة ابو عليقة الى بوابة ام صيحون) باستخدام ما يعرف بالطريق الخلفي هي فكرة قديمة جديدة، حيث يوجد حاليا طريق تم فتحه في الثمانينيات من القرن الماضي وهو بعرض لا يتجاوز الخمسة امتار في معظم الاحيان ويفي بالغرض سواء لخدمة المجتمع المحلي او لنقل السياح في حالات الطواريء. ولكن برزت حديثا فكرة توسعة وتمهيد هذا الطريق بغية توفير وسائط نقل "بيئي" تعمل على نقل السياح من داخل البترا الى ام صيحون، ويتم تشغيلها من قبل المجتمع المحلي. ولتلك الغاية تم تشكيل لجنة وطنية من قبل عطوفة مدير عام دائرة الآثار العامة لدراسة ومسح مسار الطريق، حيث كان مسار ذلك الطريق محدد ومصمم هندسياً قبل أن يتم عمل مسح اثري في الموقع. وبعد دراسة ذلك المخطط من اللجنة المعنية واجراء مسح اثري في شهر تشرين ثاني من عام 2011 خلصت اللجنة الى التوصيات التالية:
1) الابقاء على مسار الطريق الحالي مع عمل الصيانة اللازمة له.
2) عدم تنفيذ المخطط المرسوم لذلك الطريق والذي كان يتضمن توسعة في مناطق وحفر وطمم في مناطق اخرى، حيث كان حجم القطع والطمم المقترح في تلك المخططات يبلغ 20215 متراً مكعباً من الاتربة والصخور الطبيعية، وهذا في تقديرنا سيكون له اثر سلبي كبير جدا على الموقع من منظور بيئي، وكذلك الحجم الكبير للقطع والطمم يعني تغييرا لطبوغرافية المنطقة مما يتسبب في مس وتشويه اصالة الموقع، وهذا مخالف للمعايير الدولية الخاصة بمواقع التراث العالمي.
3) الاستغناء عن فكرة وجود دوار في نهاية الطريق عند منطقة ابو عليقة وذلك للتشويه الكبير الذي يلحقه هذا المعلم الحديث على أصالة الموقع، وكذلك لأن الموقع المقترح لذلك الدوار يقع في الوادي الغني جدا بالتنوع الحيوي.
ان عمليات الجرف وتقطيع النباتات الاصيلة في الموقع والتي تحدث حاليا هي عمليات غير مقبولة في موقع للتراث العالمي مثل البترا، لا سيما ان البترا تتميز بتنوع حيوي كبير. وعليه ندعو كل المعنيين بذلك المشروع بوقف جميع عمليات الاعتداء تلك وإعادة النظر في المشروع، والرسالة هنا موجهة لمحمية البترا الاثرية، ودائرة الآثار العامة ومكتب اليونسكو - عمان.
وفيما يلي النص الحرفي لبعض ملاحظاتنا وتوصياتنا التي قدمت في التقرير النهائي (باللغة الانجليزية) والذي كان يتكون من 100 صفحة لنتائج المسح (وصف وخرائط وصور وتوصيات) تم تسليمه للجهات المعنية:
الدكتور فوزي ابو دنة والدكتور سعد الطويسي