قد يصبح الحلم يوماً حقيقة!
01-05-2016 08:08 PM
د.اسمهان ماجد الطاهر
لا يسعد البشر الا تشوقهم الى المنيع فأن صاروا به فتروا. عشت وبقى قلبي يتخيل صورتك يا أبنتي التى انتظرتك طويلاً. تخيلت ملامحك البريئة ونقاء روحك وشعرك الناعم المنسدل حول وجهك الجميل، تخيلت أثوابك التى كنت سأشتريها لك، وضفائرك التي كنت سأمشطها لك بنفسي. حلمت بأن أُزين شعرك بأكليل غار.
كميات من العاطفة والحنان حملها قلبي لك لكنك لم تحضري لتحظي بها، كان قلبي يسير اليك وينتظرك بقيت سنوات اعد الكلمات التي قد اقولها لك، والنصائح التي قد اقدمها وتوقعت أن لا تقبليها لكني كنت سأرددها كثيراً وابقى اتمنى أن ينتشر عبق الكلمات ويبقى طويلاً كعبير أزهار الفل والياسمين.
كنت سأخبرك أن تكوني أنت بشخصيتك بكيانك المستقل تعبرين عن ما تحبين وتعلني الرفض لما لا ترغبين. كنت سأهمس لك حافظي على روحك حرة نقيه فلك حق الحياة والحرية، على أن لا تتعدى حريتك على حقوق الأخرين ، كنت سأعلمك أن الحرية لا تعني التحرر.
أبنتي كنت سأعلمك لغة الفرح، وسأزف اليك حروفاً تكتسي بالطهر، وسأهدي اليك كلمات متوجة بأكليل العاطفة والمحبة الصادقة. أردتُ لنفسك أن تغلف بالعفة والخجل وقوة الارادة الممزوجة برقة الروح.
أردتك أن تحبي الله اولاً وأن لا تخافي غيره ، ثم حبي الحياة ، والناس من اعماقك. أجعلى هذه المحبة نوراً يضيء العتمة ، ولا تحملي حقداً أو حسداً او غلاً لأحد من البشر فكل ذلك ثقيل وقد يعيق حركتك ويثقل روحك. ابقي على نقاء روحك وأحفظي من الناس جميل القول والفعل، وأن وجدت غير ذلك كنت سأنصحك بالابتعاد قدر ما تستطيعين وأكثر.
كنت سأعلمك أن لا تردي الإساءة بمثلها، وسأحذرك من الصديق الذي يضع وراء كل ثناء ظاهر حفنة من الطعنات. كنت سأخبر كثيراً عن أهمية تثقيف كلماتك ولغتك ونفسك، وسأعلمك كيف تتخطي خيبة الامل من الأمنيات التي لم تحقق.
كنت سأخبرك عن المحبة ، واعلمك أنها تجعل النفوس تخشع وتتحد مع كل قوى الخير في هذا الكون. وسأعلمك أن تكوني أمرأة شرقية تحفظ قلبها ونفسها وتعرف كيف تعبر عن عاطفتها بصدق وعفة دون تخطي الحدود.وأخيراً كنت سأخبرك أن الحب يشبه ثوباً ابيض جميل ناصع يبقى كذلك ما لم يلوث.
كنت ستكونين القريبة من قلبي حتى لو بعدت عن ناظري ، وكنت سأخبرك أن تضعي أهدافاً لحياتك وأن لا تتوقفي عن الحلم فقد يصبح الحلم يوماً حقيقة، كما حدث أن كنت أنت نوراً.
A_altaher68@hotmail.com