facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مرثاة القذافي وثنائية الاستبداد والعدالة


طاهر العدوان
23-10-2011 04:37 AM

خسرت (ليبيا الحرة) كثيرا باساليب التصفيات الجسدية للقذافي وابنه, بأفعال تنتمي الى حقبات تاريخية بعضها موغل في القدم, من المقصلة التي اقامها (روبسبير) بعد عامين من الثورة الفرنسية, الى القصص المحكاة (حيث لا فضائيات) عن الاعدامات وسحل الجثث في سجلات الانقلابات العسكرية في العراق.

غير ان القذافي واسرته لم يكسبوا شيئا, ربما قليلا من الأسى على مشاهد الديكتاتور وهو يستجدي الحياة من الذين كان يصفهم بـ (الجرذان), انهم انفسهم الشباب الذين تكالبوا عليه بنوازع ثأرية وروح انتقامية. فالايدي التي كانت تتنازع جسده الهزيل هي نفسها الأكف التي كانت الاجهزة ومنظمات البوليس السري تقوم بحشدها للاحتفاء بالقائد والزعيم, ملك ملوك افريقيا وعميد الحكام العرب.

مشاهدة (الزعيم) الحاكم منذ 42 عاما وهو يسقط بيد شعبه الثائر الساخط تنطوي على دروس وعبر مزدوجة, وهي تثبت بلا نزاع ان الامر عندما يتعلق بثنائية (الاستبداد) و(العدالة) فان الفواصل تختفي بين المراحل التاريخية, فالديكتاتور في القرن الحادي والعشرين يلاقي المصير نفسه الذي لاقاه امثاله في القرن التاسع عشر. اما الشعب فحاله واحدة ايضا, فالزعيم الظافر بالحكم يتوهم بان الملايين من شعبه هم مجرد دمى تتحرك باشارة من يده, ما يقوده الى الاعتقاد ان عواطف الناس آسنة جامدة يشكلها على حبه وطاعته والولاء له ولاسرته الى الابد. لكنه وفي غمرة استرخائه بالفوز العظيم يلتهمه الطوفان الشعبي, فيتحول بين يوم وليلة من أسد هصور الى جرذ يبحث عن حفرة آمنة.

لا يستحق القذافي اي مرثاة, والواقع انه قال مرثاته بنفسه في صورته المتداولة على شاشات الفضائيات, عندما وقف في منزل العزيزية المدمر, وهو زائغ النظرات يُخرج زفرات عميقة من صدره, لاهثا يلتقط انفاسه وهو يتحدث عن جماهير ليبيا الثائرة ضده, فلا يجد من وصف يكافئ به من اطاعوه 42 عاما إلا (بالجرذان) مشددا على انه سيقاوم من حارة الى حارة ومن زنقة الى زنقة, والواقع ان هذا ما فعله, لكنه خسر معاركه كلها امام مقاومة شعبه, ووقف عاجزا مستسلما امام (الجرذان) ليلاقي قدره المأساوي.

مع كل ما حدث للقذافي ومن قبله لمبارك وبن علي, فان اعتقاد ما تبقى من الديكتاتوريين في العالم العربي ما زال على حاله, بان الشعوب ملك لهم ولأسرهم. وانه يجوز لهم اخضاع شعب بأسره وقهره بل قتله واستباحة بيوته واعراضه وكرامة رجاله ونسائه. ما زالوا يملكون قدرة الاستمتاع بقتل شعوبهم, غير ان خاتمة المطاف للحقبة التاريخية التي امتطوا صهوتها اصبحت حتمية وهي اقرب اليهم من حبل الوريد.

وبالعودة الى (ليبيا الحرة) ومستقبلها بعد ان تغسل يديها من دماء الديكتاتور, وتبيّض ذاكرتها من تراكمات الوعي المزيف الذي كاد فيه ان يخلق الناس على شاكلته, حتى انهم كانوا على وشك الايمان بأن تاريخ ليبيا ومستقبلها مرهون بالقذافي واسرته الى ما شاء الله.

مزايا الربيع العربي في ليبيا لا يشاطرها فيه اي ربيع آخر, فالدماء سالت هناك بغزارة وكذلك انتشر الدمار والخراب. ويد الاجنبي كانت حاضرة للمساهمة في صياغة نهاياته. وهو ما يطرح على القيادات الليبية, ولا اقول القيادة, تحديات جساما, اولها الاتفاق على بناء قواعد ومناهج للحوار والتفاهم بين جموع الثوار باختلاف انتماءاتهم ومناطقهم وثقافاتهم.

ولا يغيب عن أي مراقب تلمس وجود خلافات وتضارب في الرؤى بين الاطراف الفاعلة على الساحة الليبية, من المجلس الانتقالي الى الاسلاميين وغيرهم. ان تصريف العمليات العسكرية قد يكون اسهل من تصريف امور الدولة. لكن الدرس المتوفر امام جميع الاطراف, الذي يشكل خارطة طريق, انه لم يعد هناك مكان للديكتاتورية في ليبيا الحرة, وان السلطة بيد الشعب وعلى الجميع الاقتناع بهذه الحقيقة لان ذلك سيخفف من غلواء الايديولوجيا, او الطموحات الشهوانية بالحكم عند زعيم او فئة. فالشهداء فقط هم أسياد الثورة وعلى الآخرين التعلم منهم بالتضحية من اجل مجموع الشعب.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • 1 سلطي يقدر العدوان الاصليين 23-10-2011 | 12:26 PM

    الرجل متوفى ولا يجوز علية الا الرحمة....

  • 2 من اربد 23-10-2011 | 12:46 PM

    انا مع تنحي القذافي بل وزواله عن العالم ولكن ما كان ينبغي عرض هذه المشاهد المقززة على التلفاز وهذه عبرة لكل طالب دنيا ومال فقذافي اليوم هو فرعون الامس واعتبروا يا اولي الالباب

  • 3 غريب 23-10-2011 | 01:17 PM

    أيها الكاتب الحالم انك تعيش في عالم الحب و الرومانسيه والخيال
    ان ما فعله الثوار بالقذافي أقل ما يمكن فعله
    كان عليهم أن يقطعو جسده إربا إربا وأن يوزعو تلك القطع على المناطق التي دمرتها كتائب القذافي حتى يكون عبرة لمن يعتبر و خصوصا لحاكم ليبيا القادم.

  • 4 طراونه 23-10-2011 | 03:00 PM

    اللهم لا شماته ولكن هكذا تفعل الشعوب بالحاكم المستبد الفاسد الذي جعل من شعبه الغني فقيرا وكأنه بالعصور الظلاميه

  • 5 من البلقاء 23-10-2011 | 03:38 PM

    من زار ليبياء وأحتك مع عامة الشعب الليبي يجد ان 43 عاما من حكم القذافي وعائلته لم تخدم ليبيا . وان التجهيل هو سيد الموقف المواطن الليبي كان يقال له ماذا تريد مالا خذ تريد العلاج اينما تريد اذهب مسكن ملبس اي شيئ ولكن ممنوع عليك التفكير او الحديث ولك دون ذلك كل شيئ لم يثور الليبين لاجل الخبز والمال ولكن لكرامتهم ومن أجل ليبيا ان لاتضيع كليا منهم .

  • 6 عقبال 23-10-2011 | 03:48 PM

    بإذن الله العقبى لخون المجلس الإنتقالي عملاء الناتو يوم يتخلص الشعب الليبي المسلم من عملاء الأمس (القذافي) و اليوم (الإنتقالي).


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :