facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سوريـا .. فـي عين النار


محمد حسن التل
12-11-2011 03:13 AM

ما زلنا نُصرّ، على أن النظام في سوريا، كان بإمكانه التعامل، مع ثورة شعبه، بالحوار والاسراع، على طريق الإصلاحات الجدية، بدل محاصرة المدن، والرد على العنف، بالعنف الأشد.

ولكن ما نلحظه منذ فترة، أن وسائل إعلام عربية ودولية، باتت تبالغ بشكل مكشوف، بما تنقله من أخبار، حول ما يجري على الأرض السورية، إذ ليس من المعقول، أن يصدق أحد، أن في كل ساعة، يسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى، وتُهدم أحياء بكاملها وكأن الحرب العالمية قامت هناك. في المقابل، يصر الإعلام المتعاطف مع سوريا، على أن الأمور هناك، أبسط مما يظن الجميع، وأن الاحتجاجات محصورة بأمكنة قليلة، على الأرض السورية. وهذا أيضاً، غير معقول، فأول خطوة في حل أي مشكلة، الاعتراف بها، وهذه المواقف الإعلامية، تؤكد أن الإعلام في العالم، لم يعد محايداً في نقل الحقيقة، وأن السياسة، باتت تحركه بشكل كبير.

ما يجري في سوريا منذ شهور عديدة، لا يمكن القبول باستمراره، فهذا الصدام، بين فئات كبيرة من الشعب والنظام، منذ بداية العام، يؤشر على الفجوة الكبيرة، القائمة بين الطرفين، ويؤكد أن الشعوب، لا يمكن أن تظل تحكم بالحديد والنار، وتظل صامتة.

سوريا اليوم، تقع بين فكي كماشة، لا يرحمان، إعلام غير محايد ومحرض، بشكل فاضح، وغرب متربص من جهة، ومن جهة أخرى، نظام مكابر ومصر، على حكم الناس، بفكر شمولي وقبضة حديدية، وعدم اعتراف حقيقي بالمشكلة.

ومع كل هذا، لا يحق لأحد، خصوصاً المعارضة السورية، أن يطالب بالتدخل الخارجي لحسم الأمر، فالتدخل المنشود، من قبل البعض، يعني بالنتيجة الحتمية، دماراً شاملاً، للبلاد والعباد، ولا يمكن لعربي أومسلم، أن يتقبل، قصف دمشق وشقيقاتها حلب وحمص وحماة ودرعا، وكل مدن الشام، بطائرات "الناتو"، التي لا تفرق بين مسلح وأعزل، ولا ترحم ضعفَ طفل وعجزَ كبير، ولا يمكن لأحد، أن يرضى، أن تدمر منجزات السوريين على الأرض، من أجل صراع على الحكم، بين النظام والخارجين عليه.

إن العرب جربوا التدخل الخارجي، ولمسوا نتائجه المدمرة، على الإنسان والأرض، منذ أن غضّوا الطرف، عن تدمير العراق، بحجة حماية شعبه، ومع هذا، لا يرضى أحد أيضاً، أن تظل آلة القتل منفلتة من عقالها، في سوريا، فعلى الحكام هناك، أن ينزلوا عن الشجرة، ويحاوروا شعبهم، ويصل الجميع إلى نتيجة، تحمي وطنهم وتسد الطريق، أمام الأطماع الخارجية فيه.

إن سوريا والسوريين اليوم، جميعهم في عين الثعلب الغربي المتربص، وإنْ ظلوا على هذا العناد في الصدام، فسيدفعون كلهم الثمن غالياً، ومن خلفهم العرب، وسيندم الجميع، يوم لا ينفع الندم صاحبه.

إننا نخاطب من منطلق الإسلام والعروبة، كل سوري، سواء كان حاكماً، أو محكوماً، أن يضع نصب عينيه، مصلحة بلاده ومستقبلها، بعيداً عن مطامع الحكم، وبالذات، المعارضة السورية، التي عليها أن تبتعد عن الارتباط بالخارج، وتكفّ عن التحريض، على ضرب بلادها، بحجة إسقاط النظام، فبقاء سوريا تحت نظام، يحكم بالنار والحديد حتى يتم التغيير من الداخل، سيكون أفضل للسوريين، من الدمار، الذي سيخلفه التدخل الخارجي، ليترك الناس، شعوباً وقبائل ليتقاتلوا.

سوريا اليوم، في عين النار، وعلى العرب، أن لا يكتفوا بمبادرات عاجزة، ليرفعوا الحرج عنهم، من باب إسقاط الفريضة فقط، فالتاريخ لن يرحم، كل من ترك بقعة الدم تكبر هناك، لأنها في النهاية، ستُغرق الجميع.

(الدستور)





  • 1 د طلال عبيدات 12-11-2011 | 12:50 PM

    يسلم ثمك وقلمك وعقلك يا رجل ايها العروبي المسلم ,وهذي سوريا التي نحب ليست لبشار الاسد ولا لقوى الظلام التي تعمل لجرها الى الدمار, ما ارقى هذا الحرص وما ارقى هذا الكلام,فليسقط كل المتآمرين على الامه وكل المرتبطين باءجهزة الخارج .

  • 2 صخر شوكت السبول 12-11-2011 | 01:21 PM

    هذا عين الصواب و صوت العقل والحمد لله انه ما زال بين ظهرانينا اناس وأعون لما يحدث في وطننا الكبير وما يتعرض له من مخططات ومؤامرات ما هي الا امتدادا وتعميقا بل اكثر خطورة من سايكس-بيكو. آدام الله هذا القلم السيال .

  • 3 عضيان 12-11-2011 | 06:17 PM

    ليش مستغرب ......نسيت انه بالثمانينات قضى النظام النصيري بيوم وليلة على 35 الف ما بين امرأة طفل وشيخ في حماة .....لم لا تسال عن مجزرة سجن تدمر .....النطام اسوري نظام دموي طائفي تاريخه اسود منذ خيانته للامة الاسلامية والعربية ابان الغزو المغولي الهمجي حيث كانوا عونا وعيونا لهم على ثغور الشام ....راجع التاريخ

  • 4 Ahmad Mayyas 12-11-2011 | 10:31 PM

    يعني الناتو جاي يقصف الاطفال، لكن بشار وماهر الاسد هم اللي حاميين الاطفال في سورية. لأ يا سيدي تدخل الناتو رح يكون ارحم من قصف بشار وماهر لحمص وحماة ودرعا والرستن وووو،


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :