facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا عيب الشوم


د.خالد الشقران
31-01-2007 02:00 AM

تذكرت وانا استمع للمتحدث بإسم الحكومة الاسرائيلية مؤكداً أن اسرائيل لن تتخذ أية اجراءات عسكرية كرد على العملية الاستشهادية التي قام بها فلسطيني في ايلات واسفرت عن مقتل ثلاثة اسرائيلين خوفا من ان يؤدي ذلك الى اعادة توحيد صفوف الفلسطينيين، اقول تذكرت حديث كان دار في نهاية التسعينيات مع صديق فلسطيني كنت قد سألته عن اوضاع الناس في الداخل ففاجأني بالاجابة التالية " اخشى في ظل الفساد وتردي وسوء الاوضاع في الضفة والقطاع ان تترحم الناس بعد فتره من الزمن على ايام الاحتلال الاسرائيلي" في اشارة الى فترة ما قبل انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية.
ولو امعنا النظر في حقيقة ما جري على الساحة الفلسطينية من اقتتال داخلي بغض النظر عن الاسباب التي ادت الى ذلك وبغض النظر ايضا عن من له الحق وعلى عاتق من تقع مسؤولية ماجرى، وبعيداً عن الاتهامات التي اطلقها كل طرف ضد الآخر فإننا لا نملك الا القول بان الشعب الفلسطيني الذي امضي نحو مئة عام من النضال - بدءا من الاحتلال البريطاني - لا يستحق ان يكافأ من قياداته السياسية والحزبية بهذا النوع من الحوار الدموي غير الحضاري الذي لن يجلب للقضية الفلسطينية سوى مزيدٍ من الخسارة، اضافة الى اهتزاز صورة الفلسطينيين لدى الرأي العام العالمي الداعم لهذه القضية.

انه من المعيب ان تدرك حكومة الاحتلال وعلى غير عادتها في مثل هذه الحالات بأن قيامها برد عسكري على عملية ايلات يمكن ان يؤدي الى توحد صفوف الفلسطينيين في مواجهتها واختار بالتالي عدم الرد تفضيلا منه لاستمرار الاقتتال الداخلي الفلسطيني لأنه يدرك كم سيخسر الفلسطينيون من استمرار وتطور هذا الاقتتال، بينما لا تدرك القيادات الفلسطينية او ربما لا تريد ان تدرك او ربما المصيبة الكبرى انها تدرك ولكنها لا تكترث بمدى خطورة مثل هذه المسألة.

على ان السؤال المطروح هو على ماذا يجرى هذا الاقتتال ؟! هل الوصول او الاستمرار في قيادة الحكومة الفلسطينية يستحق ان يراق الدم الفلسطيني لأجله؟! وهل استعادت القيادات الفلسطينية كل الاراضي الفلسطينية من يد الاحتلال الاسرائيلي واقامت الدولة وحصلت على اعتراف من المجتمع الدولي بها، وانهت كل مظاهر الفقر والجوع والاذلال وحررت كل الاسرى من السجون الاسرائيلية وغيرها من المشكلات واشكال المعاناة التي كان يعيشها المجتمع الفلسطيني، وتفرغوا بالتالي لمن سيتولى مرحلة ادارة الحكومة الفلسطينية لتعمل على تحقيق اوجه جديدة مبتكرة من الرفاه الاجتماعي للمجتمع، بعد بناء الدولة ذات السيادة التي ينعم في ظلها الفلسطينيون بما ينعم به كل مواطن له وطن ودولة.

يجب ان يدرك القادة الفلسطينيون أن الشعب الفلسطيني يتسحق منهم أن يحترموا إرادته ورغبته في العيش بأمن وسلام بعيدا عن العنف والعنف المضاد، وان يعملوا كل ما في وسعهم لتحقيق هذه الغاية التي بذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيقها، ولا يعتقد عاقل وبكل االمقاييس بأن السلطة التي يقتتلون من اجلها هي أغلى من دماء هذا الشعب الذي لا يملك كل من يعرف حقيقة المعاناة التي عاشها إلا أن ينحني احتراما لما قدمه من تضحيات في سبيل حريته، وعلى هؤلاء القادة ان يراجعوا انفسهم ويبذلوا كل جهودهم من اجل ان يتحدوا والا يدفعوا هذا الشعب لأن يترحم فعلاً على أيام الاحتلال على اعتبار انها ارحم بكثير مما يجري من سفك للدم الفلسطيني على قضية لم يحن الوقت بعد لتكون من اولويات الشعب الفلسطيني، ويجب ان لا يحين ابداً.

kshogran@jpf.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :