facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عــــامٌ و خــبــايـــا !


د. جهاد البرغوثي
19-12-2011 03:27 PM

د.جهاد البرغوثي
· قال زهير بن ابي سلمى

وأعْلَمُ ما في اليوم والامس ِ قـَبْلـَهُ
ولكني عن عِلم ِ ما في غذٍ عَم ِ

· أيام معدودات ويأتي العام على نهايته ، فـَيُكـِمل شهوره الأثني عشر التي جاءت بأحداث ومفاجأت وعلى حين غـَرَّه دون مقدمات ولا إيحاءات ، فانهار الحكم المستبد في تونس ، وسقط نظام مبارك الفاسد ، وانتهى حكم ملك ملوك افريقيا في ليبيا ، واشتد العراك في اليمن ما بين زمرة متسلطة حاكمة لديها المال والدعم العربي والتاييد الامريكي والاسرائيلي ، وشعب يريد التغيير . وعلى نفس الصعيد والارتداد نرى نظاما دمويا قمعيا في سوريا يتعامل مع شراء الوقت من اجل البقاء ،وهو هالك لا محالة . في الوصف السيكولوجي لتداعيات الاحداث في سوريا يوسف العظمة وشكري القوتلي ، هناك حالات عده تـُلصق بها :-

- حالة الانشطار الدولي ذات المصالح المشتركة ، وحالة التراخي للجامعة العربية لدراسة الامور واتخاذ القرارات عن كثب وتروي دون تسرع ولكن ببطء ملحوظ- وحالة التردد التركي لعدم معاداة ايران من جانب واثني عشر مليون تركي مسلم من المذهب العلوي، وكأن الصراع بين اهل السنة والمذاهب الاخرى . وهذا غير قائم على الاطلاق ، فسوريا بلد كل المذاهب والاديان والحضارات والقوميات - وحالة الخوف من حدوث فوضى تقضّ بأمن اسرائيل - وحالة التردي للحياة المعيشية للشعب السوري بعد عشرة شهور من الاحتجاجات والقتل والدمار - ثم تاتي حالة التشكيك التي يتبناها المحللون السياسيون وبعض الاحزاب اليساريه والمحافظه وفلول البعث بأن ما يحدث هو مؤامرة لاسقاط دولة المقاومة والممانعة !!- وما الورقة الروسية الا حُقن مورفين او لربما مقايضة بالصمت لما حدث من تزوير في الانتخابات الروسية المافاوية ومبادرة روسيا في مجلس الامن .

والمواقف الاميركية والفرنسية والبريطانية واضحة كل الوضوح فالنظام قد فقد الشرعية .

- كل من قتل شعبه يحقَّ عليه اللعنة – خرجوا عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " .

· لنْ يكن العام الجديد عام تهدئةٍ وجَزْر ، بل فيه مَدٌّ أعلى وإثارة ٌ اكثر لـٍتضرب لوافح التسونامي العربي فلسطين والسودان والجزائر وموريتانيا واجزاء اخرى من الوطن العربي .

· لًسْتُ مُنـَجِّماً ولا قارئ فنجان ولكني أرى الاحداث ماثلة ً امام عيني . انها الثورة العربية الثانية والعارمة بعد انْ سُرِقت الثورة الاولى وأ ُفرِغت من مضمونها الكفاحي الوحدوي القومي وابتعدت عن مطالب الثوار آنذاك في وحدة عربية شاملة وارتضت تقسيمات سايكس بيكو وانتهت باقامة كونتونات سياسية هنا وهناك – في وقتٍ رفض فيه مصطفى اتاتورك تقسيم سايكس بيكو لتركيا ما بين ايطاليا وفرنسا وبريطانيا وارمينيا ، وحارب ومعه الشعب التركي بكل شراسة حتى حافظ على وحدة تركيا السياسية والجغرافيه .

· ساكون مشدودا الى تنبؤات المنجمين (كذب المنجمون ولو صدقوا ) اكثر من اي وقت مضى . فالعام الجديد 2012 فيه رعشٌ كبير ، "تسقط المعاقل وتسقط كل الاسوار ".

· من قال يوما ان امريكا ستتعامل مع أية حكومة تأتي عبر صناديق الاقتراع وحتى لو حصل الاسلاميون فيها على الاغلبية المطلقة ،وهي التي باركت انقلاب العسكريتاريا ومذابحهم في الجزائر على الشرعية المنتخبة ، وهي التي ايدت الحكومات العربية في سوريا ومصر وتونس وليبيا وغيرها على محاربة الاسلاميين وتشديد الخناق عليهم ، وهي التي أعطت الضوء الاخضر لحافظ اسد فدّكت مدفعيته مدينة حماه الباسلة وقتل فيها اكثر من خمسين الف مواطن، وهي التي ابقت وزيرة خارجيتها مادلين اولبريت ثلاثة ايام في دمشق حتى ضمنت انتخاب بشار الاسد رئيسا لجمهورية الممانعة والمقاومة ،وهي التي حاربت حماس في غزه باسلحتها المدمرة وقنابلها الذكية .

- كان اطفال غزة يُحرقون بالقنابل الفوسفورية وجوندوليزا رايس بابتسامتها الصفراوية الحاقدة بشرت حينذاك بالفوضى البوشيه الخلاقة وشرق اوسط جديد.

· كل شيء الى زوال – هذه سُنة الكون – حتى الحكومات القمعية والسياسات الحمقاء تغيرت والمصالح تنوعت والاستراتيجيات اختلفت .

فالانظمة الديمقراطية المنتخبة التي اعادت الحكم للشعب بعد ان اختلسوه ردحا من الزمن هي وحدها القادرة على بناء الجسور بين الامم والحضارات والاديان . ومع تقدم التكنولوجيا المتسارع اصبح العالم كله قرية صغيرة يُريدها الجميع ان تكون آمنة مؤمنة تعيش في سلم وسلام ومحبة ، وعمل ٍ وإنجاز ، وتقدم وابداع ، لما فيه خير البشرية جمعاء .

وبقوله تعالى " لا يسمعون فيها لغواً الا سلاما ولهم رزقهم بكرة ً وعَشـَّيا " صدق الله العظيم .

· فالنظام العربي رفض الديمقراطية وتجاهلها ، وابقى وضع الميزان الاجتماعي على ما هو عليه حيث حافظ الغني على غناه وازداد ثراءا ، وبقي الفقير على فقره وازداد بؤسا .

- هذه المعادلة الغير متكافئة أطاحت برؤساء وهزت عروشا واثارت الاضطرابات الا انها ليست المحور الاساسي في حراك الربيع العربي رغم ان غياب العدالة الاجتماعية كان عاملا رئيسا فيه .

- واذا أخذتُ باراء بعض المفكرين والمحللين السياسيين وكبار الكتاب امثال الاستاذ محمد حسنين هيكل وغيره فهم يضعون الاحداث في شكل مؤامرة مخطط لها ، وما الربيع العربي الا الواجهة لكل تلك المتغيرات وان الامة العربية تواجه اليوم اكبر تهديد في تاريخها يفوق خطورة وحدّة الغزو التتري والصليبي والاستعماري الفرنسي والبريطاني والايطالي ، والهيمنة الاميركية الصهيونية فيما بعد .

· في كتابه LINE IN The SAND (2011) يشرح جيمس بار كيف رسمت فرنسا وبريطانيا معالم الشرق الاوسط في سايكس بيكو الاولى، لتعودا وتبشرا مع امريكا لشرق اوسط جديد في سايكس بيكو الثانيه حسب ما يقوله المحللون السياسيون ويحذرون من وقوعه !

- هل هي تنبؤات او قراءة فنجان ام انها في واقع الامر معرفة واضحة لاستكشاف ما هو قادم ، ولواقع ملموس لما نحن فيه . واذا صدقنا تلك المقولة من حيث انها جاءت من رجالات فكر وسياسة لهم الباع الطويل والخبرات الطويلة ، فإذا جاء في ملحق عام 2012 ما اوتي به في عام 2011 فأهلا ومرحبا بالمؤامرة .

- واذا كان هناك سيناريو خطر حسب اجتهادهم فهل لنا ان نعمل على ايقافه باصلاحات سياسية فورية قبل ان تظهر بوادره مع إطلالة العام الجديد .

- احاول ان اتخيل امامي وانا انظر الى خارطة شرق اوسط جديد والتي وزعت قبل عام لأرى فيه دولة الرشيد العباسية قد انقسمت على نفسها ، فالشمال دولة كردستان ، وفي الشرق والجنوب تبعية لجمهورية ايران الاسلامية ، وما بين نهري الاردن والفرات دولة تستوعب الترانسفير الفلسطيني ، وإعلان ارض فلسطين من البحر الى النهر دولة يهودية .

- فلربما هناك المزيد من التمزق في السودان في شرقه وغربه وجنوبه ، وخلافات طائفية في مصر المحروسة ، واطماع الحبشة تزداد في القرن الصومالي وبدعم اميركي مباشر لعدم الوصول الى اتفاق بين الفريقين المتحاربين في الصومال .
- ستبقى امريكا الدولة الكبرى في العالم ولعقود عديدة قادمه ، والحوار والتواصل مع مجتمعها المدني ومؤسساتها الديمقراطية ستعود بالفائده على كل الاطراف .

· ان دخول الاردن القوي المتماسك واليمن الحر وسوريا الثورة وما سيتبقى من العراق في مجلس التعاون الخليجي لهو امر في غاية الاهمية لعروبة دول الخليج وأمنها واستقرارها ، وتكوين نواة صلبة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي والبشري والامني والذي سيعود بالفائدة على دول الخليج اولا واخرا . ناهيك عن الخطر الديمغرافي الهندي البارز على ارض الخليج ، والهند تزداد قوة ، ليسمى فيما بعد بالخليج الهندي.

· هل لنا ان نستعيد سيادتنا في قراراتنا ونخرج عن نطاق التبعية لقوى كبرى ، مع حفظ الصداقة والتعاون والحوار مع كافة الدول في منظومة الجمعية العامة للأمم المتحده ؟

· هل لنا ان نبقى امة مستهلكة دون انتاج ؟

· هل لنا ان نبقى امة تعيش بطريقة الفزعة وردّ الفعل دون العودة الى العقل والمنطق ؟

· هل لنا ان نبقى على إغراق الناس في خلافات وصراعات طائفية ومذهبية وترويج العنف والاثارة والرعب في نفوسهم ؟

· وهل الربيع العربي في العام الجديد قادر ان يُبّدد كل تلك الغيوم الكثيفة السوداء القاتمة ؟

· لنتابع احداث العام الجديد علنا اخذنا شعوبا ومسؤولين العبرة تلو العبرة من عام مضى .

- واننا في الاردن نعتبر إعادة الولاية للحكومة ،واستعادة هيبة الدولة ، ووقف الفوضى المبرمجة ، والعمل على تحقيق الاصلاح بكل روافده باتزان وحكمة ، وتصويب العدالة الاجتماعية ونزاهة القضاء ومن ثم وضع نظام انتخابي مستقل واجراء انتخابات حره بلدية ً كانت ام تشريعية . فالدولة القوية قادرة ان تقوم بالاصلاح دون مواربة او تلكؤ او تأخير والدولة الضعيفة فلا قدرة لها لعمل شيء .

· ادعو الله ان يحفظ هذه الامة من كل سوء ويعطيها المزيد من القوة والمنعة والتضامن لتتحد في قوميتها ، وتعمل على عدم تقويض وحدتها ، وتفكيك وإضعاف دينها ، وتهتدي بالاسلام دينا وفي رحابه المسيحية المشرقية .

· عاشت الاردن وعاشت امتنا العربية الماجده .





  • 1 محمد عوض البرغوثي 19-12-2011 | 05:13 PM

    لافض فوك يا دكتور جهاد وبارك الله فيك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :