facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقافة الشتيمة


سليمان القبيلات
21-09-2007 03:00 AM

..في متوالية الشتيمة وسقط القول في حق شخصيات ومناهج سياسية يبدو سادة القول والخطاب منسجمين مع ذواتهم ومنطقهم الذي يحيل الى زمن الردح . هم يلجون معاجم وضيع الكلم لتكريس صورتهم النمطية بوصفهم اهل اسفاف ووضاعة في "الخطاب" ان كان ما يقولون خطابا.
هم يقدمون انفسهم منافحين عن البلاد والعباد في مهمة لم ينتدبهم اليها أحد. فلا هم يحاججون ولا هم يتحدثون منطقا وسياسة، فقط تنحصر وظيفتهم في كيل اللعنات. هم "موالي" وخدم لفكرة تعتقد انها الحق كله فيما هي خالية الوفاض الا من خواء.

تاريخيا امتثل العرب لقول حكيمهم: الكلمة انت تملكها فان اطلقتها ملكتك، وتاريخيا كذلك كان لكتاب السلطة ومثقفيها في الدولة العربية دور كبير في تشكيل وعي الناس لجعلهم مستجيبين لإرادة الحكم. لكن هؤلاء المثقفين وخصوصا الكتاب اوجدوا لغة مركبة في بنائها، فهي ادارية تحمل رسائل السلطة الى العامة، وبلاغية فنياً. ولئلا يشط كتبة السلطة لم تترك الدولة العربية الامر على غاربه لتسيير هؤلاء الكتاب برغم اهميتهم في توصيل رسائلها، فهي عندما يشطون او يتطرفون لا تجد بأسا في تذكيرهم بواقعهم بوصفهم خدما ليس الا. ومن ذلك ان الدولة كانت تتدخل لردع شططهم ان صبوا غضبهم على تيار فكري بعينه. كما ان الدولة كانت تعي ان ليس من مصلحتها حرق الشخصيات او نفي التيارات الفكرية بوصفها احد مكوناتها واعمدتها التي تقوم عليها.

يقول الجاحظ، إن الكتابة لا يتقلدها إلا تابع ، وقد كانت الفئة الحاكمة العربية تعتبر الكتاب "موالي".
الشتّام مريض في تبعيته وترديده للنعيق، والشتيمة تعبير عن عقدة حيال الآخر تشل القدرات العقلية اذا ما استعصت واصبحت نسقا شخصيا او جماعيا، وقد تفضي باصحابها الى حالة مرضية تنفي الاخر وكل اشكال الاختلاف، لتتحول شكلا من اشكال الارهاب وذبح الاخر معنويا ما قد يشكل ارضية الى ذبحه جسديا.

اعرف ان هذا الحديث لن يؤخذ عند اهل الشتيمة الا مدعاة لمزيد منها والايغال فيها، لكن الامل ان لا تفتح المنابر صفحاتها لاهل الفحش وتغييب اهل الحجة لان في ذلك اختلالا كبيرا للموازين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :