facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اخوان الاردن .. والقرار الصائب


د.زكريا محمد الشيخ
25-09-2007 03:00 AM

قرار اخوان الأردن خوض الانتخابات النيابية القادمة، على الرغم من وجاهة الأسباب الداعية للمقاطعة، بحسب تعبيرهم، خطوة رائدة في الاتجاه الصحيح وتغليب للغة العقل والحكمة وانتصار لموقف قائد الوطن الذي شدد على حتمية نزاهة الانتخابات في أردن الديمقراطية والعدالة، وقفز عن كل الأصوات المنادية بتوتير العلاقات بين نسيج أبناء الوطن الواحد.الأخوان برروا قرارهم بأنه إيثار للمصلحة الوطنية العليا وتجنيب للأجيال الشابة ثقافة اليأس والقنوط المفضي إلى العنف والخراب ولمواجهة الاستهدافات الخطيرة التي تتعرض لها الأمة..هذا القرار هو "عين" العقل الذي أخذ بالحسبان المصلحة الوطنية العليا في أردن الحشد والرباط ووضعها فوق كل الاعتبارات الأخرى..هذا المنطق هو ما كنا ننتظره بفارغ الصبر من جماعة تتربع بثقل على قمة هرم العمل الإسلامي السياسي، فالمشاركة في التغيير والإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن لغة التخوين والتهديد والوعيد هو من أهم الأساسات التي بنيت عليها جماعة الأخوان المسلمين منذ يومها الأول.

فأردن قوي، مستقر، آمن ومتجانس ومتلاحم في بنيته الاجتماعية والسياسية هو خير نصير لأشقائه العرب وأمته الإسلامية أينما كانوا، وهو صمام الأمان والجبهة الأمامية المتقدمة لنصرة الأقصى وتحرير شعبها من ضيم الاحتلال وحراب الصهاينة وهو ذاته الرئة الوحيدة والنافذة المأمونة لاحتضان الأشقاء وتوفير سبل الرخاء والأمن لهم في محنتهم التي سببها التعنت الصهيو-أمريكي في دول الجوار.

أن تصدر جماعة الأخوان المسلمين بيانا مشتركا مع ذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي أمر يحمل في طياته رسائل عدة بأن الجماعة بكافة أذرعها موحدة الكلمة وعلى قلب رجل واحد ولسانها واحد وقراراتها شورية لا تؤثر فيها الأصوات المعزولة والمصالح الشخصية.

إلا أن ما يلفت الانتباه في البيان الذي أصدرته الجماعة، أولا، دعوتها لـ "جماهير الشعب الأردني الوفي" بحسب البيان، إلى "أن تشارك الحركة رؤيتها وقرارها وأن تحسم التردد باعتبار المشاركة الواعية الأمينة واجبا شرعيا ووطنيا".. وما ينبغي التنبه إليه هو أن جماهير الشعب الأردني بكافة أطيافه وأحزابه لم تتردد لحظة بالمشاركة في الانتخابات، بل على العكس من ذلك، فقد أعلنت أغلبية أحزاب تنسيقية المعارضة منذ فترة طويلة عن قرار مشاركتها في الانتخابات بمعزل عن مشاركة حزب جبهة العمل الإسلامي من عدمه، كما أن جماهير شعبنا الأردني الوفي بعشائره ومخيماته وقراه تعد العدة منذ زمن بعيد للمشاركة الفاعلة في الانتخابات، فلم يبدر عنها ما يشير إلى نيتها مقاطعة العرس الديمقراطي الأردني.. وأعتقد أن الدعوة يجب أن توجه إلى تلك الأصوات المحدودة والمعزولة داخل حزب جبهة العمل الإسلامي للانصياع لرأي الأغلبية في مجلسي شورى الجماعة والحزب، والتوقف عن توتير الأجواء السياسية وتوزيع الاتهامات في كافة الاتجاهات لكل من يخالفها الرأي.

أما القضية الأخرى فهي التحذير الذي ذيلت الجماعة والحزب بيانها به حين قالت: "فإن الحركة الإسلامية تحذر من نكسة أخرى للديمقراطية والعملية الانتخابية ـ لا قدر الله ـ تكون لها انعكاسات خطيرة على أمننا الوطني".. وهذا تحذير يحمل في مضامينه لغة تصعيدية خطيرة، نتمنى على عقلاء الجماعة أن لا ينجروا إليها إرضاء منهم لأصوات التشدد.. فمقياس نزاهة الانتخابات لا يؤسس على عدد مرشحي الجماعة الذين يصلون إلى مجلس النواب، بمعنى، إذا كان العدد يرضي طموح الجماعة فإن الانتخابات حينها تكون نزيهة، أما إذا فشل مرشحو الجماعة في الانتخابات فالنتيجة أن الانتخابات ليست نزيهة.

هذا المنطق لا يقبله أحد، وهو غير واقعي، فشعبنا الأردني الوفي لن يكون يوما مهددا لأمننا الوطني، بل على النقيض، فهو سبب الاستقرار والأمن والرخاء، فإذا كانت رياح الانتخابات البلدية الأخيرة لم تجر بما تشتهي سفن حزب جبهة العمل الإسلامي، مع تحفظنا ومعارضتنا لبعض التجاوزات التي وقعت فيها، فهذا لا يعد انتكاسة ديمقراطية، كما أن ذات الرياح في الانتخابات البرلمانية إن كانت وجهتها تجدف عكس سفن الحزب، فإنها كذلك لن تكون انتكاسة للديمقراطية.. ومن المفيد إعادة الذاكرة إلى الوراء قليلا حينما كشفت دراسة داخلية لحزب جبهة العمل الإسلامي عن تراجع التأييد الشعبي للحزب في عدد من المحافظات قبل الانتخابات البلدية الأخيرة، وهو الأمر الذي ثبتت صدقيته في نتائج الانتخابات على الرغم من شبهات التزوير التي رافقت عملية الاقتراع.

المطلوب أن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة وحيادية كما أمر بذلك قائدنا جلالة الملك، وعلى الحكومة، كما تعهدت، أن تضمن نزاهة الانتخابات بكافة مراحلها، وعلى جماعة الأخوان المسلمين وكافة الأحزاب السياسية الأخرى والمرشحين المستقلين أن يقبلوا بإفرازات الانتخابات مهما كانت النتائج، بمعزل عن مفهوم الربح والخسارة.
....................................................................
الشيخ رئيس مجلس ادارة مجموعة الحقيقة الدولية
info@factjo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :