facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فلاديمير بوتين .. لاعب ماهر يفرض جدول اعمال مختلفاً!


محمد خروب
03-10-2007 03:00 AM

شهران فقط ويعود فلاديمير بوتين الى دائرة الاضواء، بعد ان بدأ بجمع اوراقه ومتعلقاته لمغادرة الكرملين في اذار المقبل كرئيس انتهت مدة ولايته الثانية، ولا حق له دستورياً بالترشح لمرة ثالثة..عودة بوتين، الذي لم يغادر بعد، وكانت توقعات عديدة قد ذهبت للمراهنة على ان الرجل (الذي قال ذات يوم في مواجهة الضغوطات الداعية الى تغيير الدستور، من اجل البقاء في الكرملين دورة اخرى: لا يصح تغيير الدستور تماشياً مع رغبات شخص واحد..)، لن يغادر المسرح السياسي الروسي، بعد ان احكم قبضته على الحكم، وبعد ان اعاد لروسيا دورها وحضورها الدولي، ولاقتصادها بعض عافيته، وخصوصاً الامن والاستقرار..

بوتين، ليس ذلك الداهية الروسي الشهير راسبوتين، رجل القياصرة والمؤامرات، الذي انتهى نهاية مأساوية، لكنه، فلاديمير بوتين، القادم من محطة الكي جي بي الالمانية الشرقية، والذي ترأس آخر حكومة روسية في عهد بوريس يلتسين، استطاع خلال ثماني سنوات ان يؤسس للبوتينية، بكل ما يعكسه هذا الوصف من تشخيص لحال روسيا، بعد عشر سنوات من التيه والضياع وتدمير الدولة، حد الانهيار وانزلاق البلاد الى احضان المافيات والعصابات، التي خربت الاقتصاد وحولت روسيا الى خزان لتصدير الاموال المنهوبة من خصخصة القطاع العام، وبيع ممتلكات الدولة عبر صفقات مشبوهة، التقى فيها النهابون والوسطاء والسماسرة ودهاقنة الخصخصة، من المتمولين وخبراء البنك والصندوق الدوليين، ثم احتلت روسيا بجدارة المرتبة الاولى في تصدير الرقيق الابيض والمافيات، التي غدت اكثر خطورة واجراماً وسطوة من المافيات الصقِلّية المعروفة..

فلاديمير بوتين، لن يغير الدستور الروسي، لكنه غيّر قواعد اللعبة الروسية بأكملها، لم تعد لعبة روليت قاتلة لكنها ليست لعبة شطرنج، تلك اللعبة التي تخصص الروس في احتكار بطولتها بدءاً من كاربوف وليس انتهاء بغاري كاسباروف، حيث بات الاخير مرشح تحالف المعارضة المعروف بتحالف روسيا الاخرى لخوض انتخابات الرئاسة في 20 اذار المقبل في مواجهة مرشح حزب روسيا الموحدة حزب فلاديمير بوتين الذي لم يعلن بعد عن مرشحه الرسمي، وخصوصاً ان بوتين الذي قَبِلَ يوم اول من امس بـ (تصدّر) قائمة الحزب في انتخابات مجلس الدوما الوشيكة (2/12/2007) قال في ما يشبه طرح عطاء لتحديد اسم المرشح العتيد لمنصب الرئاسة: انه يريد العمل مع رئيس مهذب، وكفؤ وعصري في حال اصبح رئيساً لوزراء روسيا..

نحن اذاً امام لاعب سياسي ماهر، اتقن قواعد اللعبة السياسية والحزبية الروسية، بعد ان كتب جدول اعمال داخلياً مختلفاً منذ السنة الاولى لحكمه (رئيساً للجمهورية) حيث قام بحملة تطهير واسعة وشاملة وغير دموية ايضاً، على عكس حملات التطهير المعروفة سوفياتياً في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، بدءاً من عصابة العائلة التي كانت احكمت قبضتها على يلتسين وامعنت في نهب ثروات روسيا واضعافها وكانت على رأسها ابنة يلتسين تاتيانا وشوبايس مدير ديوانه، وليس انتهاء بالطبع ببارونات النفط والغاز الذين غدوا اما نزلاء سجون بيرزوفسكي او اضطروا للهروب والعيش في المنفى (خدروفسكي).

بصمة بوتين في المشهد الدولي لا يمكن انكارها واتهام الولايات المتحدة له بمحاولة احياء الحرب الباردة بعد خطاب مؤتمر ميونخ الشهير في شباط الماضي، ثم سلسلة الاجراءات العسكرية والميدانية التي اتخذها رداً على اصرار ادارة بوش بالمضي قدماً في اقامة منظومة الدرع الصاروخية في بولندا وجمهورية التشيك، مثل الانسحاب من معاهدة الحد من الاسلحة التقليدية في اوروبا ثم اعادة طلعات الطائرات المقاتلة الروسية الاستراتيجية لتجوب اجواء اوروبا وبريطانيا وقريباً من السواحل الاميركية، لم يأتِ من فراغ بل هو (الاتهام الاميركي) مؤشر على ان التوتر قد عاد يخيم على علاقات واشنطن بموسكو رغم الاثمان الباهظة التي دفعتها الاخيرة بعد هزيمتها في الحرب الباردة ورغم غياب الايديولوجيا عن الصراع الجديد الذي يأخذ الآن طابعاً اكثر سخونة وخطورة عما كان عليه في سنوات الحرب الباردة حيث كانت النظريات الاجتماعية والاقتصادية هي عناوين الصراع الاكثر بروزا.

اين من هنا؟.

ان يقول البيت الابيض ان مسألة تزعم بوتين قائمة حزب روسيا الموحدة وبالتالي قدومه كرئيس للوزراء هي شأن روسي داخلي وان ما تدعو اليه واشنطن هو حدوث انتخابات حرة وديمقراطية، يعني في جملة ما يعني تقلص هوامش المناورة لدى الدبلوماسية الاميركية التي راهنت طويلا على امكانية بروز شخصية روسية جديدة في الكرملين، لا تسير على خط بوتين حتى لو كانت من صنع يديه وتمتلك بعض الاستقلالية وربما يسعى (الرئيس الجديد الذي أمِلَته واشنطن ذات يوم) الى التمرد على تراث البوتينية وشق طريق خاص به، ربما كما فعل ذات يوم سيء السمعة والصيت والمصير، نبي الغلاسنوست والبيرسيترويكا المزيف ميخائيل غورباتشوف.

لم تسر الامور كما تمنت الادارة الاميركية ويبدو ان الرئيس بوش سيغادر في 20 كانون الاول 2009 فيما يكون بوتين في مقدمة الصفوف، رجل روسيا القوي وصانع النجوم والقرار في بلاده، كاتبا جدول اعمال مختلفاً للمشهدين الداخلي والخارجي، مستعيدا لبعض ما فقدته روسيا ورافضا تهميشها او محاصرتها او القبول بان تكون القوات الاميركية او الاطلسية على حدود بلاده حتى في اطار تبريرات متهافتة، كتلك التي تقال لتسويغ نشر المنظومة الدرع الصاروخية حيث لا يرى فيها بوتين أقل من خطر على أمن بلاده القومي فيما يقول الاميركيون انها للدفاع عن اوروبا والولايات المتحدة ضد الصواريخ بعيدة المدى التي تملكها ايران (...)..

بوتين لا يغادر المسرح السياسي الروسي، لم يغادر اصلا، وهو ينوي فيما يبدو تحديد مواصفات الرئيس الروسي الجديد، الذي لا يمكنه قطع الطريق عليه او اقالته او وضع العصي في دواليب مشروعه الطموح لبناء روسيا جديدة قوية وقادرة ..

فهل ينجح؟.

من غير المغامرة الاجابة بكلمة واحدة: نعم.

kharroub@jpf.oom.jo







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :