facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثورة وعي ويقظة


د. رحيّل غرايبة
24-03-2012 01:11 AM

من أقوى سمات ثورة الربيع العربي وأجملها وأعمقها أثراً في المشهد السياسي العربي هي سمة الوعي ومستوى اليقظة اللذان حصلا لمجمل الشعوب العربية, بحيث استطاعت أن ترتقي وترتفع نحو مستويات قياسية في مستوى الوعي المجتمعي العام لمجمل الواقع ومشاكله وعوائقه, خلال عامٍ واحد, ما لم تصل إليه خلال عقود وأعوام عديدة.

إنّ الصحوة الجماهيرية العامّة التي تمكن الأجيال وجموع الشباب من الإطلالة الحقيقية على المشهد العربي برمّته, وتطلع على حقيقة الاستبداد والفساد المتجذر الذي يقود الحالة العربية وتيسيدها, وهذه الصحوة تمكن الجماهير من الاقتراب من إدراك الحقائق والإطّلاع على الأمور المخفية تحت ركام الزيف الإعلامي الرسمي, الذي بقي أداةً بايدي الأنظمة ومارس دور استغفال وتضليل الاجيال الشابّة والقادمة.

ليس هناك سلاح أقوى وأكثر تأثيراً وفعالية لدى الجماهير من صحوة المجتمع وارتقاء مستوى الوعي الجمعي العام تجاه المشاكل الرئيسية التي تعاني منها الأوطان والمجتمعات, وإنّ نقطة الضعف الرئيسية لدى معسكر الفساد هو كشف الحقائق المخفية وبيان المستور منها, وإزالة حجب الضباب وألفعة الظلام عن تحركات المفسدين والمتآمرين على المال العام وقوت الكادحين ومستقبل الأجيال.

وليس هناك جريمة أشدّ بشاعةً من جريمة إدامة الجهل وحراسة التخلف وخداع الجماهير وتضليل المجتمع, عن طريق طمس الوعي, ومحاربة الأقلام الحرّة, التي ترفع شعار "تموت الحرّة ولا تأكل بثدييها".

يجب على جميع الأطراف أن تدرك أنّه لم يعد هناك مجال لممارسة الاستغفال, ولم يعد هناك متسع لمواصلة لعبة التضليل والمخادعة, ولن يستطيع أي طرف مهما أوتي من قوة أن يعيد المارد إلى القمقم, وسوف تبقى مساحة الوعي بازدياد وسوف ينتشر في جموع العامّة كما تنتشر النّار في الهشيم, وعند ذلك لن ينفع استخدام العنف, ولن ينفع التشبث في العودة إلى الماضي ولن تنفع محاولات الالتفاف على الحراك الجماهيري الواعي, ولن ينفع التستر على الفاسدين والعابثين بمقدرات الوطن, ولن تنفع المماطلة واستهلاك الوقت لأنّ الوعي يزداد وشعاع اليقظة يعمّ أرجاء المنطقة كلّها, وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون.

rohileghrb@yahoo.com
العرب اليوم.





  • 1 محمد المومني 24-03-2012 | 12:13 PM

    تحية طيبة للدكتور ارحيل الغرايبة.... انا من اشد المعجبين بك وبكرمك المتزن الواضح والجميل.....
    لم يعد هناك مجال لممارسة الاستغفال, ولم يعد هناك متسع لمواصلة لعبة التضليل والمخادعة, ولن يستطيع أي طرف مهما أوتي من قوة أن يعيد المارد إلى القمقم.....والكثير الكثير يا دكتور.....
    شكرا" على هذا المقال

  • 2 ابو احمد عرجان 24-03-2012 | 02:35 PM

    كل من يتوقع ان هناك ربيع عربي فهو جاهل وانما هناك استعمار للدول العربيه بمساعدة بعض الدول العربيه الاخرى وبعض الاشعوب الربيه الغائبه تماما عن معرفة الواقه اتسمون من يقتل اخاه العربي والمسلم بالثوره العربيه كلام سخيف

  • 3 ابن شارع 24-03-2012 | 03:04 PM

    تتبعت عدد كبير من المقالات التي تكتبها بعد ذلك اللقاء الذي حصل على التلفزة الاردنية مع الاستاذ ناهض حتر من خلال البرنامج الاسلامي الذي يبث يوم السبت، فقد وجدت قربكم من بعض كثيراً همكم الوطن ومحاربة الفساد واعادة مقدرات الدولة الب صحابها الشرعيين ومحاربة الظلم والاستبداد..... . والفرق الوحيد بينكما هو طريقة استخدام المصطلحات انت تؤكد على مصطلحات ومفاهيم اسلامية من وحي الشريعةوهو يستخدم مصطلحات اشتراكية ماركسية غربية تجديدية هدفها تعرية كل الانتهازيين والسماسرة وسراق الاوطان.

    سؤال لماذا لا تتحاورا بشكل هادئ وتخلصا الى هدف سامي تقديم الوطن على المصالح الشخصية والحزبية وترسما اطر وطنية للفكر المتجدد وتاطير الافراد على اسس وطنية لا ماركسية ولا اخونجية وتركها على المحجة البيضاء واضحة وضوح الشمس لا لبس ولا غموض. فان وصلنا الى هذا الخطاب سنخرج من عنق الزجاجة.
    اجد في كتاباته الكثير من الخطاب الاسلامي العربي الحريص على الوطن وعلى الاردن بشكل خاص، واجد في كتاباتك الكثير من المواقف الاقتصادية التي يمكن ان تستخدم بدلا منها مصطلح الكمبرادور والنيوليبرالي وهكذا ولكن تذهب الفكرة بسبب وصف الحالة لعدم استخدام المصطلح المحدد.
    الاردن والوطن اكبر من كل الاحزاب والاشخاص، الله يحمي الاردن والاردنيين


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :