facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ليلة سرقة الجسر


د. هاني البدري
31-05-2012 05:18 AM

هناك من يرغب بسرقتنا طوال الوقت، فعيونهم لا تبرح أشياءنا الصغيرة التي قامت على ظهر أعمارنا وتجاربنا، تكبر عيونهم حاجاتنا، لأننا فيها أيضا أصغر بكثير مما نعتقد.
أتحدث أولا عن جهة منظمة، تحركت وبشكل مدروس، مستخدمةً ملاءمة التوقيت والتخطيط، وخرجت في وضح النهار لتفكك جسراً للمشاة في شارع مكة لم يقام أصلا إلا بعد أن أُزهقت في تلك النقطة أرواح شباب، كان آخرهم من تركة قاتله يغرق في دمه وسط الشارع وهرب.
تماماً مثل ذلك الآخر الذي قام بدور المقاول الوهمي في مسرحية سرقة الجسر الذي ما أن استشعر برجال الأمن في المكان. حتى هرب تاركاً وراءه زملاءه في اللعبة، وبقايا جسر مشاة، وحكاية لم يفهمها أحد، بعد أن تضاربت الروايات بين الأمانة وأهالي المنطقة والمؤسسة التي أقامت الجسر كجزء من حملة لتحقيق السلامة المرورية العامة.
متنفذون كانوا وراء القصة، أو رجال أعمال في المنطقة يقلقهم وجود جسر المشاة ولا يرغبون ببقائه، أو موظفون مرتشون أو حتى بائعو خردة!.
المهم أن الشعب الاردني بات يتعرض كل صباح لأنواع جديدة من السرقة، بعد أن تعرض بالفعل لسرقة منظمة لثرواته الطبيعية ولمقدراته ولمنشآته وأكثر.
ألم تُسرق اصواتنا في الانتخابات، ونُهبت إرادتنا فيمن يمثلنا في النيابة والبلديات، الا تُسرق مياهنا صباح مساء، مرة من جيراننا غرباً قبل أن تصلنا، ومرات من متنفذين وضالعين في الدولة لتغطية مصالحهم وأعمالهم.
بعيدا عن العيون يا سادة، تسقط كل القوانين وتجد المصالح طريقها لتعلو فوق رؤوس العباد، وإلا فأين كنا طوال السنوات الماضية حين أفقنا على كل هذا الفساد المستشري في شرايين البلد، وحين وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع لون جديد من السرقة فيها قوانينها واحترافيتها وأنظمتها وجماعاتها.
وسرقة جسر المشاة ما هي إلا صورة كاريكاتورية نادرة لما يجري الآن من فظائع تكاد تقترب من أفلام الأكشن الأميركي، حيث الاحتراف والتخطيط الجديد، وإلا كيف يدخل مجموعة من الشباب محملين بجهاز تكييف ومعدات تركيب وأمام العيون، إلى أحد محال المجوهرات وهكذا جهاراً، يحملون مسروقاتهم الذهبية وجهاز التكييف ويغادرون.
لعله قدرنا أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام كل تجارب السرقة والنهب التي تُجرى علينا في الخارج والداخل، وإلا فكيف ذهبت اثاراتنا ووثائقنا التاريخية ولفائف البحر الميت إلى إسرائيل من دون أن نعمل على ما يعيد لنا تاريخنا.
نحن من سيدفع بدل الجسر الذي كاد يُسرق، والماء والكهرباء المسروقة والكوابل وأغطية (المناهل) والأرض والوثائق وكنوز الأرض الأردنية والقروض والمؤسسات المنهارة والبورصة، سندفعها عاجلا كان أم آجلا وبرغبتنا أو رغما عنا وبقرارات ما، بدأنا نرى بشائرها الآن.
ثمة من يريدنا دائما مسروقين وإلا فمن سرق مقدراتنا ودورنا وثقافتنا وهويتنا وتعايشنا وعزميتنا وأولادنا، والآن يرون أن سلامتنا حتى أكثر مما نستحق فيخططون لها.
ذكرتني واقعة الجسر، بحكاية حدثت في عاصمة عربية اثناء احد المشاريع الانشائية الكبرى، حينها استقدمت شركة فرنسية رافعة عملاقة، امضى العاملون اسابيع طويلة في بنائها.. وبعد عطلة نهاية الاسبوع فوجئ العمال والمهندسون باختفاء الرافعة..
وقتها نشرت الشركة الفرنسية إعلانا في الصحف، أنها تسامح بالرافعة ولاتريد ممن سرقها إعادتها، لكنها طلبت منهم فقط إعلامها فقط بالأسلوب المحترف الذي استطاعوا به تفكيك رافعة بهذا الحجم خلال 48 ساعة لتعليم عمال الشركة!
أتوقع إعلانا يقول.. (دورة مكثفة بعنوان) "تعلم كيف تفكك جسرا في ساعات دون معلم. والمقاعد محدودة".


الغد





  • 1 مواطن مسكين 31-05-2012 | 05:39 AM

    أنا معك بكل ما قلته .... لكن هل تعلم ان من تبرع بالجسر قام بسرقة جهود و أحلام حوالي الخمسين موظف باحدى شركاته... حيث قام بإغلاق الشركة (و هذا حقه) قبل اسبوعين و لكنه لم يعترف بالرواتب المتأخرة لهم و لم يعترف بتعويضاتهم ... و اكل عليهم حقوقهم (و هذا ليس حقه) ...اليست هذه سرقة ايضا؟؟؟؟

  • 2 ali ramadan awwad 31-05-2012 | 10:32 AM

    ابدعت فمن سرق كرامتنا و أمالنا و أحلامنا لن يتوانى عن سرقة كل ما تبقى لنا وخاصة المحلل و المشرع موجودين

  • 3 طوبرجي مثقف 31-05-2012 | 11:07 AM

    جارنا ابو الوليد يقطن في عمارة من 4 ادوار ولكل دور شقتان ، تفاجاأ باليوم التالي بشخص كان قد جمع كافة الماتورات الماء التي تضخ الماء الى الطوابق العليا نظرا لعدم وصول المياة بشكل طبيعي الى الطوابق العليا ...والعجيب ان احد السكان قد شاهده ولم يخطر على باله انه لص ....مسجدنا الذي نصلي فيه...لديه 10 صوبات غاز لتدفاة المصلين في برد الشتاء ..تقاجا المصلون ان الصوبات كافة بلا اسطوانات غاز ...والعجيب ان احد المصلين شاهد شاحنة غاز تقوم باخذ الاسطوانات فاعنقد انهم يبدلونها..واتضح انه لص ...فالسرقة اصبحت فنا والسارقين يتفنون في اخيار اساليب جديدة وما قصة الجسر الا اسلوبا جديا لهولاء الصوص

  • 4 مهندسة 31-05-2012 | 12:47 PM

    أبدعت أستاذ هاني...

  • 5 مطارنة 31-05-2012 | 12:51 PM

    انا شفتهم والمشكلة انو المقاول سوا حالو انو بنظم السير بس لازم حل لهاي المشكلة لازم يبطل يمشي الحيط ويقول با ربي الستر

  • 6 ن111 31-05-2012 | 12:56 PM

    بدر في ظلام دامس مقالتك يا بدري
    وبدري على الحكومة الصحيان . لك الشكر والتقدير

  • 7 ابن الطفيله 31-05-2012 | 01:06 PM

    مقال جيد ويعبر عن واقع الحال

  • 8 شهاد 31-05-2012 | 04:26 PM

    ولا شي الجسر مع المليارات المنهوبة
    والملايين التي تنهب من المال العام يوميا


  • 9 عمران 31-05-2012 | 06:22 PM

    مين سرقوا ؟؟ظ

  • 10 حموري 31-05-2012 | 09:45 PM

    كل هذه السرقات ياأستاذ هاني مهمه ,ولكن ماذا عن سرقة الفرح الطفولي ؟!

  • 11 انا 01-06-2012 | 12:51 AM

    الغريب انو تسكر الطابق!!!! ليش يا عالم؟؟؟ معقول حتى حرامية الجسور صار الهم حصانة؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :