facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المرشحون من العشيرة لغير مصلحة العشيرة!


خالد سلمان القضاة /قطر
29-10-2007 02:00 AM

أتحدث هنا عن العشيرة الأردنية بشكل عام، وليس عن عشيرة محددة بشكل خاص؛ لأنني أطرح رأيا يتعلق بالعشيرة- أي عشيرة وأينما كانت في الأردن الغالي. وبطرحي هذا، لا أدعو إلى تأليب أو تنفير، ولكن إلى توضيح معاني ودلالات لما قام به أحد الأحزب في ترشيحاته الحالية (وأمتنع عن كتابة اسم هذا الحزب، لكي لا يكون في طرحي تشهير أو تمييز). وأؤكد منذ البداية أن صورة هذا الحزب كحزب، تختلف عندي عن صورة العضو المنضوي تحته. فهذا الحزب تكتل سياسي دقيق التنظيم، له برامج خاصة يحاول أن يسبغها على الجميع – على اعتباره الخاص بأنها تهم الجميع، وأنها مفيدة للجميع، وباعتباره (الخاص أيضا) أن من شأن هذه البرامج توفير الصلاح والفلاح للحزب ولغيره. أما عضو الحزب فهو ينتمي إلى عشيرة أو عائلة مهما كانت. وحتى الآن لا بأس في ذلك، لولا أن المشكلة تظهر بوضوح في حال المرشح باسم الحزب من أبناء العشيرة التي لها وزن انتخابي في دائرتها من حيث عدد الأصوات؛ وهو وزن انتخابي يغنيها تماما عن الاعتماد على أحزاب سياسية لنجاح مرشحيها. أجل؛ فكما يحق لأي للحزب فصل الأعضاء الذين يعتبرهم خارجين على (مشورة وإجماع) قيادته، فإنه يحق أيضا للعشيرة (تهميش) المترشح منها لحساب الحزب، على اعتبار أن هذا المرشح خرج على رأيها وترشح لحساب جهة أخرى. والنقطة الثانية هي أن بعض الأحزاب تعتقد أن لمرشحيها تأييدا كبيرا في ما تسميها (قواعد) الحزب، رغم أن هذه القواعد هي قواعد عشائرية وليس حزبية. وإذا كان الحزب يؤمن بالقواعد ويستأنس بها، فليرشح أعضاءه في مناطق لا تشكل العشيرة فيها ثقلا كبيرا وملحوظا، لكي لا يحرمها من حقها في إيصال صوتها من خلال مرشحها. وحينئذ سنرى قواعده الحزبية التي يجب أن تكون من المنتمين إليه والعاملين بأفكاره – رغم أن أفكاره في الأصل لا تختلف عن أفكار كل عشيرة في الأردن، وهي عشائر مؤمنة بالفطرة وعلى السجيّة.

أمر غريب من هذا الحزب، الذي ينادي في الناس بأنه حزب يدعو إلى روح الجماعة والتآلف والتكاتف؛ لكنه في الوقت ذاته عمل على تفتيت العشيرة في ترشيحاته هذه، وجعل منها لقمة سائغة – في غير وجه حق. وقد توضح ذلك في خطوته التي أتمنى أن لا تكون نتائجها قاسية على العشيرة، وهي محاولته أن يجعل العشيرة تابعة له، بحيث ينهل من أصواتها لصالحه فقط وليس لصالح أبنائها المرشحين؛ وأنه في الوقت ذاته، يضرب مصلحة العشيرة التي من الواجب أن تتمثل في تقديم مترشحيها (أو مرشحيها في حالة الإجماع)، وليس في مصلحة خاصة لحزب سياسي. والغريب الآخر في الترشيحات، أن مرشحي الحزب رجال فاضلون ومعروفون بالمسيرة الحسنة وعمل الخير، ويمكنهم بسهولة أن ينالوا إجماع العشيرة، ويبقوا في الوقت ذاته منضوين تحت راية الحزب. وهذا الخير في هؤلاء الرجال - إن شاء الله، محسوب في الأصل للتربية والنشأة؛ أي قبل الانضمام إلى الأحزاب.

التسرّي الذي ينتاب أبناء العشيرة عامة، ومترشحي العشيرة بخاصة، يوحي بأن خطوة ذلك الحزب ضعضعت من مكانته في القلوب وأظهرته في صورة المتسلق على حساب الغير، لأن أبناء العشيرة يتلمسون في ترشيحات الحزب إساءة لهم ولعشيرتهم، واقتحاما (وليس اقتياتا فقط) لخصوصية التركيبة العشائرية في الأردن. وأرى أن غالبية أبناء العشيرة (وأعترف بأنني من هذه الغالبية)، تفسر خطوة الحزب في ترشيحاته بأنها استخفاف بنا وتقليل من شأننا، لأنها خطوة توحي بأن الحزب يظن بأنه ليس في هذه العشيرة رجال يستطيعون تمثيلها من خلال دعم وتأييد أبناء العشيرة ذاتها، وبأن الحزب بالتالي قام من باب النافلة باختيار مرشحين من العشائر، وكأنه يقول: (أيتها العشيرة؛ أنا حزب لي صولات وجولات، وسوف أختار من أبنائك عضوا، لكي ينجح، فيرفع ذلك من سمعة واسم العشيرة من خلالي!) وهناك موج آخر من التسري، تتناقله الألسن ويقول: (حتى لو حاولت العشيرة التوفيق بين مترشحيها، وحاولت التوصل لإجماع على أحدهم، فإن ابنها المترشح باسم ذلك الحزب سيقول: أنا لا أكترث بإجماعكم، لأنني لست مرشحا باسمكم). وخلاصة القول؛ أصبح الحال واقعا، وعلى ابن العشيرة الآن أن يختار بين أمرين: فإما أن يصوّت للمترشح باسم عشيرته، أو يصوّت لابن عشيرته الذي يترشح لحساب جهة أخرى لا تمثل العشيرة - والفرق واضح!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :