facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صلاح الدين الأيوبي .. الروح التي لا تغيب


ماهر ابو طير
31-10-2007 02:00 AM

لم يحج صلاح الدين الايوبي ، ودع ذات مرة احدى قوافل الحجاج ، قبل وفاته بأسابيع ، والدموع تغرق عينيه ، فلم تكن كلفة الحج ، بحوزته ، ومثل صلاح الدين الايوبي ، العفيف ، الشريف ، لم يقبل ان يأخذ مال المسلمين ، ليحج به ، ولم يجد سوى دموعه ليودع قافلة حجاج المسلمين ، وهي تغادر نحو مكة المكرمة.
كل موسم حج اتذكر هذه القصة ، المحزنة والمؤثرة ، على حد سواء ، واسأل نفسي ، لماذا لا يتم برّه من ملايين المسلمين الذين يحجون كل عام ، ولماذا لا يتذكر هؤلاء ، كثيرا من الرموز التي رحلت ، والتي قدمت الكثير لامة المسلمين ، فكيف والحال بقائد من طراز صلاح الدين الايوبي الذي رحل ، وفي قلبه حرقة ، ربما ، سرها ، انه كان يتمنى ان يحج ، فلم يجد الوقت ولا المال ، لنفقته ونفقة من معه.
اسابيع قليلة تفصلنا عن موسم الحج ، وقد يكون بعض من حج قادرا على ان يحج عنه ، فهذا شرف عظيم ، لا يناله احد ، فبدلا من ان يحج البعض عن اناس لا يعرفونهم ، مقابل مئات الدنانير ، وهو حج تأجير للروح والعقل والجسد ، وبدلا من جعل موسم الحج موسما لشراء البطانيات والحرامات والتمر ، وبدلا من جعل موسم الحج موسما للمتاجرة بالخراف والذبائح ، فان الاصل ان يكون للحج مذاقه الخاص ، ونعمته الكبرى على المرء ، فلا يقال عندها للحاج العائد.. وما حججت ولكن حجت العير.. أي الجمال ، وهي جملة شهيرة تقال لمن ذهب للحج وعاد دون توبة او محملا بذنوب اضافية.
مثل صلاح الدين الايوبي ، كثير من القادة والعلماء والرموز ، ومثل صلاح الدين الايوبي ، ايضا قلة لم تحج ، ومن الناحية الشرعية ، يجوز الحج عنه لاي مسلم ، وما أسعده من يحج عنه ، دون ان يقول ذلك لاحد ، ممن حوله ، حتى لا يكون فعله رياء ونفاقا ، وكثير من الناس ، يحجون مثنى وثلاث ورباع ، اذا تساعدهم ظروفهم ، ورحمة الله تسبق بدعوتهم لاداء مناسك الحج ، وقد يكون منهم من يتذكر دموع صلاح الدين الايوبي التي ذرفها ذات يوم على حجاج المسلمين حين لم يرافقهم ، فيحج عنه ، ويلتزم في حجه بآداب الحج ، فلا يضيع وقته في التفاصيل ، ويتذكر عمن يحج.
رحل صلاح الدين الايوبي الذي حرر القدس ، وما زالت القدس حتى يومنا هذا تبكيه ، حجارة اسوارها العتيقة وغرفها ، تسأل عنه ، جنده الذين مروا هناك مازالت خيلهم تصهل في البلدة القديمة في القدس ، وعند منبره تتجلى روحه الطاهرة لتذرف الدموع ايضا على ضياع القدس ، وعلى هذه الاجيال التي يريدون تدميرها ، فتصبح المطربات بصورهن واسمائهن ، اكثر حفرا في الذاكرة من قادة المسلمين الذين حققوا مكانة لهذه الامة.
الى روح صلاح الدين الايوبي ، في دمشق ، نقرأ الفاتحة ، ونحن نرى ماذا حل بالقدس ، وكيف يتم هدمها ، حجرا تلو حجر ، على يد شذاذ الافاق ، والمحتالين والسراق ، الذين سرقوا القدس من العرب والمسلمين ، ويستعدون اليوم لهدم المسجد الاقصى ، واقامة هيكل سليمان ، على انقاضه ، فيما العرب مشغولون فقط بجواريهم وارقام حساباتهم ، نقرأ الفاتحة لروح صلاح الدين الايوبي ، ونعتذر له ، اننا لم نصن حقه فينا ، ولم نعطًه حقه ، ولم نجعل من سيرته سوى سطر في كتاب مدرسي ، لصالح عاصفة "الاحلال" أي احلال رموز جاذبة محل الرموز الاهم ، واحلال رموز خالعة وفاسدة بلا مبدأ ولا هدف ، محل الرموز التي تصنع مجدا لهذه الامة ، فلا نرى لصلاح الدين الايوبي كتابا ولا مسلسلا ولا فيلما ولا مكانا باسمه ، فالمهزومون لا يريدون تذكره ، حتى لا يتذكرون حالهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :