facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فوضى وإرهاب برسم التصدير


د. عامر السبايلة
26-08-2012 04:36 PM

في سعي كل الاطراف الى تحسين موقعها التفاوضي, وانحسار فكرة المواجهة العسكرية تحت مظلة اممية, يبقى أخطر ما يهدد الوضع الاقليمي هو الدخول في نفق مظلم من الاعمال الارهابية والاغتيالات وحتى الخطف الذي بدأ ينتشر من سوريا الى لبنان وحتى تركيا, طبعاً مع احتمالية اتساع رقعة هذه الممارسات لتشمل مناطق اوسع.

الورقة الكردية كانت عامل التحييد الأكبر للأتراك. بدءاً من فرض سيطرة كردية على بعض المناطق السورية المحاذية لتركيا, الى العمليات الكردية في الداخل التركي والتي كان آخرها العملية المذلة للاتراك والتي تمثلت بخطف نائب في البرلمان, اضطرت الحكومة التركية للانصياع لاوامر الخاطفين بعدها من اجل اطلاق سراحه بعد ثلاثة ايام من الاختطاف.

التلويح الأمريكي التركي بانشاء منطقة حظر جوي وتزويد المسلحين في سوريا بصواريخ ستينغر القادرة على ضرب الطائرات السورية, قابله السوريون سريعاً بالتلويح باعطاء صواريخ سام للاكراد, وهي صواريخ قادرة على ضرب العمق التركي وتغيير قواعد المواجهة بين المقاتلين الاكراد والدولة التركية. تركيا ادركت عندها ان التوغل في هذا المستنقع السوري سيعد بمثابة فتح ابواب الجحيم.

لبنان هو الآخر لم يكن يحتج الكثير حتى تلقي الأزمة السورية بظلالها السياسية عليه. المؤامرات السياسية التي يخوضها فريق خطة "بندر 1" اللبناني عادت لترشح على الساحة اللبنانية. دسائس ومؤامرات, تواطؤ نفس شخوص الأجهزة الأمنية المتورطين في قضايا سابقة.

اليوم تنكشف مجدداً كل خطوط التمويل الخليجي ومربط الفرس الاسرائيلي الذي يسعى لاعادة احياء ملف قضية اغتيال الحريري عن طريق اختلاق قضية ميشال سماحة. هذا ما يفسر سعي فريق 14 آذار لاستخدام القضية ذريعة لادخال محكمة العدل الدولية مجدداً الى لبنان.

الرسائل الأمريكية الفتنوية المرسلة الى الجنرال عون, عن مؤامرات تستهدف حياته يشترك بها حزب الله, قد تكون جزءاً من هذا المخطط ايضاً, فالجنرال عون هو حجر العثرة الاكبر في وجه المشروع الامريكي الصهيوني اليوم في لبنان, الجنرال بلا شك يدرك تماماً ابعاد هذه الاكاذيب واهدافها وأن اكثر ما يستهدف امنه الشخصي لن يأتي الا من المحور الأمريكي هذا.

على كل الأحوال, تعوّد اللبنانيون على هذا النوع من الدسائس, لكن الخطر الجديد هو عمليات الاختطاف التي بدأت تستخدم كاوراق ضغط على التيارات السياسية في المنطقة. اختطاف اللبنانيين -العائدين الى لبنان عبر تركيا- من اجل ممارسة ضغط على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دشن مرحلة فوضى الخطف التي ستمتد لتطال الكثيرين.

خطف شاب من عائلة مقدادي في سوريا بحجة انه من عناصر حزب الله, يتبين لاحقاً ان هذه الرواية غير صحيحة بالمطلق. اليوم قام اقارب الشاب باختطاف أكثر من 20 عنصراً من "الجيش الحر"، بينهم نقيب وضابط جريح، ثم أعلنت عائلة مقدادي عن خطف مواطن تركي وعشرة سوريين آخرين ليرتفع العدد الى 30 سورياً. انتشار فوضى الخطف والتقتيل هو اكبر خطر يواجه المنطقة برمتها, فهذه الاساليب تمتاز بسهولة الانتقال والتقليد وصعوبة المنع والمواجهة.

من ناحية أخرى، وعلى مستوى رسمي, يشير كثير من التقارير الى دخول كثير من اطراف الصراع في مفاوضات مباشرة و غير مباشرة مع السوريين من اجل اطلاق سراح ضباط غربيين و اتراك معتقليين في سوريا بالاضافة الى رجال استخبارات سعوديين و قطريين اعتقلوا بعد معركة حلب. السوريون يستخدمون هذه الورقة ايضاً بحنكة عالية وباسلوب الصامت الذي لا يتبجح بنقاط قوته ولا يهمه ما يقال عن نقاط ضعفه.

على الصعيد الدبلوماسي كان لتلويح روسيا بتحويل ملف البحرين الى مجلس الأمن أثر كبير على المعكسر السعودي الخليجي. تدويل قضية البحرين سيكون سابقة تؤسس لمرحلة قادمة يرفع فيها الغطاء تماماً عن الدول الخليجية التي برعت بتشتيت انتباه المجتمع الدولي عن سياساتها القمعية الاضطهادية المتناقضة مع ادنى معايير الدولة المدنية الحديثة.

اذاً المرحلة القادمة قد تشهد زخماً كبيراً في الهجمات شكل الارهابية على جميع الأصعدة والجبهات, و قد يتبعها تطور عمليات الاختطاف في الاقليم نوعاً وكماً. القراءة المنطقية تشير الى وصول الأزمة السورية الى مفترق طرق, فاما ان تنحسر الامور باتجاه تسوية سياسية قادمة, لهذا يحاول كل طرف اليوم الحصول على اوراق اكثر تدعم موقفه التفاوضي, حتى و لو كان هذا بطرق غير تقليدية (عمليات تفجير و خطف رهائن). اما الخيار الآخر, فهو مواجهة عسكرية اقليمية قد تاخذ بعداً اكبر من اقتصارها على الداخل السوري فقط. الأخطر ان استمرار الأزمة قد يدخلنا في نفق الارهاب والراديكالية المظلم الذي لا يمكن الخروج منه لسنوات طويلة قادمة.





  • 1 ابو دربيل 26-08-2012 | 06:35 PM

    المحرر...نعتذر

  • 2 المحامي محمد احمد الروسان- الحركة الشعبية الأردنية 27-08-2012 | 12:26 PM

    احسنت زميلي

  • 3 الى ابن الحركة البطيخية 27-08-2012 | 04:30 PM

    المحرر...نعتذر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :