يقول الامام علي كرم الله وجهه:"فليكن تعصبكم لمكارم الخصال,ومحامد الافعال,ومحاسن الامور."فأخلاق الانسان نابعة من القيم التي يؤمن بها ويتعامل في حياته على أساسهاوهي صفات نفسية نحدد على ضوئها كيف ينبغي أن نكون,وكيف نتصرف ونتعامل في حياتنا الاجتماعية مع بعضنا البعض.

فلا يستطيع أحد فينا أن يعيش بمعزل عن الاخرين,فنحن بطبيعتنا كبشر اجتماعيون نعيش في مجتمع نحتك فيه بالاخرين,فلا بد أن نمتلك قيما أخلاقية تضفي علينا الكمال في التعامل لنصل الى أجمل الصفات التي ينبغي علينا أن نتحلى بها ,وبالتالي نحقق السعادة الفردية والاجتماعية في الحياة.

ولكي نمتلك الحياة,علينا أن نمتلك القيم التي نبني عليها اخلاقا رفيعة ,فعلينا أن نكرم أنفسنا عن الانزلاق بالمفاسد,وأن نحترم أبناء المجتمع ومحيطه ونتعامل بطيب وحسن العشرة لنتغلغل الى قلوب بعضنا البعض ولنحترم أفكار الاخرين وارائهم ,ولنعطي أنفسنا حق التقدير دون المبالغة ,فمن يبالغ في تقدير نفسه لا يرى الا ذاته معتبرا نفسه العالم وغيره الجاهل ولا يمتلك الرأي السديد الا هو,مثل هذا الشخص يجد نفسه يعيش وحيدا في الحياة لانه هلك بابتعاده عن اخلاق التعامل والقيم .

نمتلك الحياة ,بأخلاقنا الراسخة في النفس والتي تصدر عنها أفعالنا بسهولة ويسر من غير حاجة الى فكر وروية,فان كانت أخلاقنا وقيمنا جميلة,تكون أفعالنا محمودة وحسنة,نتقبل العيش في الحياة حتى لو واجهتنا ظروف حالكة تعرقل خططنا وأهدافنا,فالحياة لا يصنعها ذو النفوس الضعيفة والقلوب التي ترتجف لخلوها القيم والأخلاق ,بل يصنعها الذين لا يريدون علوا أو فسادا لاتصافهم بالأخلاق وايمانهم بحسن القيم,اولئك من ينتصرون على ذواتهم ويتبنون حركة الحياة ومواجهة التحديات.

نمتلك الحياة ان تخلينا عن العيش لأجل نفوذ زائل لا محالة,وان حققنا العدالة الاجتماعية وقللنا الهوة ما بين الأغنياء والفقراء,الرفاهية والمعاناة,التقدم والتخلف فان لم نفعل ذلك سنجد أنفسنا ومجتمعنا الذي نعيش فيه يسير في طريق الانحلال من القيم الأخلاقية والنظم الاجتماعية.

نمتلك الحياة ,ان عرفنا هرم قيمنا لانه الأمر الحاسم في جلب السعادة لنا وما نريده من الواقع بوضع القيمة في موضع يمكننا من تحقيق متطلبات العيش في غبطة وسلام,فكل ما نصنعه من قيم لتحقيق السعادة,فالأخلاق طريق لتحقيق ذلك,فلنصنع أفكارا وقيما تجعلنا نمتلك الحياة لنعيش بأمان وطمأنينةوحب وسعادة,فالحياة مثل النهر لا تستطيع أن تلمس نفس الماء مرتين ,لأن المياه المتدفقة التي تفوت لن تعود مجددا.