facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإخوان المسلمون في الأردن .. التحوّل والغياب


د. محمد علي عكور
21-11-2012 08:28 PM

رحم الله المجدد الكبير الشهيد حسن البنا، الذي رسم حدود الدعوة الإسلامية، وكأنه يستشرف ما ستؤول إليه، في بعض صورها وحالاتها.

إن أية دعوة في التاريخ قامت على أساس البناء الفكري، الذي يبني الأرضية الصلبة لها لتنطلق منها إلى آفاق ربما تستغرق الكون بمجمله. ولا مندوحة لنا عن التسليم بأن دعوة الإخوان قامت على أساس متين، واستندت إلى مرجعية راسخة تستند إلى القرآن العظيم والسنة الشريفة.

وفي ما يخصّ الإخوان المسلمين في الأردن ، فإن بواكير الدعوة كانت تسير وفق المنهاج القويم الذي رسمه الشهيد، فكانت ثمارها في ازدياد يوما بعد يوم، إلى أصبحت قوة تسهم في حركة المجتمع، وتوجيه بوصلته نحو الصحيح.ومع مرور الأيام وما صاحبها من اختراق الاستعمار للجماعة من خلال أفراد أو مجموعات من داخل الجماعة ، وبإسناد من بعض القوى الأمنية، تضاءلت حركة الدعوة في منهج الجماعة ، وانتقلت بالتدريج إلى حزب سياسي، وتحول الخطاب الديني على المنابر إلى خطاب سياسي يتمحور وفق الحدث، ويرمي في كثير من الأحايين إلى مكاسب شعبية ، وتصبّ في مكاسب حزبية أصبحت في سلّم أولويات الجماعة.

وللناظر في المجتمع الأردني أن يسأل عن دور الجماعة في بنية المجتمع الفكرية والدينية والأخلاقية. ولماذا تحول العمل الإسلامي إلى هتافات سياسية ، جعلت من الشارع ميدانها بدل أن تكون بناءً قكريا ميدانه منابر الدعوة والتعليم والثقافة ؟ ولماذا يضطرب فقه الأولويات في الجماعة، ليتحول الفرعي إلى جوهري، والجوهري إلى مغيّب أو شبه ذلك ؟

ما الذي يجري في الدعوة ؟ وهل تنكّر الإخوان لقواعد الشهيد الكبير ؟ أم أن في رأس السلّم السياسي للإخوان مآرب تتعلق بالمفردات والفرعيات، ولم تعد تعنيها الكليات ؟ وبصفتي من المحبين لدعوة الإخوان ، بل من المناصرين لها أرقب تهاويها بقلق، فبعد أن أيقضنا شعار "الإسلام هو الحل"، فإذا بنا ننتكب بقيادات إخوانية تهدم هذا الشعار، لهثا وراء المناصب الهزيلة، وبعد أن استشرفنا صورة الفتح الإسلامي الذي يبشّر بتحرير المحتلّ من ديارنا ، من خلال إعداد جيل واع ٍومسلحٍ بالفكر القويم، إذا بنا نجد الثمار محاصصة سياسية هدفها إثبات وجود الجماعة سياسيا ، ولا يتعدى إلى هموم أكبر من ذلك ، إلا على مستوى الشعارات والتصريحات. وثمة سؤال آخر مفاده؛ أين دور مؤسسات الجماعة في تصحيح المسيرة ورفد البناء؟ وما انعكاس ذلك على حياة المجتمع الأردني ؟ أين دور المدارس الإسلامية في المجتمع ، ومراكز الفكر الإخواني ، بل أين الجامعات ، ونحن شهدنا ولادة جامعة استبشرنا أن تكون منارة للدعوة ، فإذا بها تُباع بمنهج تجاري يعتمد قواعد الربح والخسارة.

وإذا انتقلنا إلى مستوى أعلى يتعلق بقضايا العالم الإسلامي الكبرى نجد الجماعة مساهمة في ذلك بالتصريح والهتاف والشعارات، وقليلا ما نجد فعلا ذا أثر في أرض الواقع ، خلافا لما نراه من الإسلاميين في تركيا ، والإخوان أنفسهم في مصر . وبالتالي نحن نرى انحسار الطموح الدعوي ، والعمل الإخواني على متابعة الدولة الأردنية ، وكيفية الغلبة البرلمانية ، والسيطرة على مشاعر الشارع الأردني ، وكأنه لم تعد للإخوان قضية سوى هذه، بل وصل الأمر عند بعضهم وهم من كبار قادة الجماعة إلى الدعوة بشكل ملتو إلى تقديم الشهداء من أجل إصلاح الحكم في الأردن.. وفي هذا ما يشبه إعلان الجهاد ضد الدولة الأردنية . وكأنها مغتصبة لفسلطين والعراق ولبنان ، وهي التي تذبح المسلمين في بورما ، والمسلمين في سوريا، وفي الصومال ، وهي التي قسمت السودان.

إن الانحراف في مسار الدعوة عند الإخوان في الأردن سببه الرئيس انشغالهم بالعمل السياسي على حساب الدعوة الحقيقية، ومع أنه لا انفكاك بين الدعوة والسياسة ، إلا أنه يجب تقديم الأولى. وهذا لا يعني أن مسألة إصلاح النظام ثانوية بل هي هامة ، ويجب على الجميع المساهمة بها ، إلا أن ثبات الدعوة على مسارها قوية هو الكفيل بإصلاح كل شيء ، وليس بالصراخ في الشوارع ، والتوعّد بالمسيرات التي أصبحت جهاد الإخوان الجديد، أو الاستعراض في الشوارع التي أصبحت منابر الإخوان البديلة. لست مع الحكومات الأردنية منذ معاهدة السلام المشؤومة ، ولكني أرى أنها لم تُواجَه - وحتى هذه اللحظة - ببرنامج متكاملٍ يسيّر حياة المجتمع وفق المبادئ والقيم العظيمة ، وبالتالي تمادت في فسادها إلى أن وصل الأمر إلى ما نراه. والذنب يتحمله كلّ من ملك أداة من أدوات التأثير في المجتمع، وكان له كيان يسمح له بالتغيير ، أما أن نعالج المريض بتوبيخه وشتمه ثم قتله، لتخلو لنا الساحة ، فسنمرض مثله لأننا لم نرتكز إلى أساس قويم في العلاج.





  • 1 اردني بالسعودية 21-11-2012 | 11:08 PM

    كلام جميل وفي مكانه

  • 2 د.حسن الشمري - حفر الباطن 21-11-2012 | 11:15 PM

    دكتور عكور...أشكرك وصح لسانك...لكن الى متى يبقى الحال هيك؟ نريد حلا لهذه الامة...والأمل فيكم ان شاء الله

  • 3 د موسى 22-11-2012 | 12:59 AM

    مقاله جميله جدا

  • 4 د. فايز عثامنة ـ البحرين 22-11-2012 | 02:17 PM

    أبدعت د.محمد في تشخيص واقع الحال...أشعر أنك في لهفة وحسرة على مآل الحركة...؛ يدل ذلك على ما بدأت به في استهلالك الطيب للمقال، تحياتي وأشواقي لكم.

  • 5 معقول!!!!!!!!!!!! 23-11-2012 | 10:02 AM

    هل انت محمد علي العكور الذي يعمل في جامعة ال البيت!!!!!!!
    هل حقا" انت نفس الشخص... ؟

  • 6 إلى تعليق 5 معقول!!!!!!! 23-11-2012 | 02:49 PM

    الدكتور الذي يعمل بجامعة آل البيت هو دكتور الحاسوب وهذا الدكتور شخص آخر ..هذاأستاذ اللغة العربية في جامعة شقراء هو زميلي أبو زيد...وشكرا

  • 7 يوسف القاعود 23-11-2012 | 02:58 PM

    أبدعت د.محمد

  • 8 المحامي محمد ابراهيم مطالقة 23-11-2012 | 03:44 PM

    كلام من القلب وتشريح لحالة من غياب الألويات..بوركت جهودكم

  • 9 علي 23-11-2012 | 07:01 PM

    المشكلة في الاشخاص اصحاب النفوس المريضة امثال ..... وليست المشكلة في الجماعة.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :