facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا أُمَّةً لعِبتْ بدمائها الأُممُ


هاشم القضاة
08-12-2012 05:11 AM

مع كلِّ بئرٍ بتروليةٍ كانت تُكتشف في مشرقِ الوطن العربي ومغربه، ظلَّ اللعاب الغربي السيّال مواكباً لها في المسير ، ومساوَياً لها في الغزارة ،ومن أجل ضمان تدفق الشريان الأسود إلى خطوط إنتاج الغرب الصناعي ،وبيوت سكانه الغارقة وسط الجليد والبرد القارص،كان لا بُدَّ للغربيين من البحث عن حارسٍ يكفيهم عناءَ المرابطةِ على بوابةِ الشرق الأوسط،فوجدوا ضالتهم بشُذَّاذِ آفاقٍ حطوا رحالهم فوق أرض فلسطين ،حتى إذا طاب لهم المقام راحوا بدهائهم وسحرهم الصهيوني يُسخّرون مصالح الغربيين خدمةً لأحلامهم التوراتية الكاذبةِ،ومنذ ذلك الحين غدا المحروسُ يحرسُ الحارسَ،ويهيءُ له كلَّ أسباب استيلائه على مقدرات الفلسطينيين،فكانت أثمن خدمةٍ يُقدمها الغربُ لليهودِ بالإضافةِ إلى وعد بلفور ،هي إضعافُ كلِّ الدولِ المحيطةِ بهم من خلالِ تقطيعِ أوصالِ الوطن العربي بسكينٍ ماضٍ اشترك في شحذِ شِفاره جزّارَان ماهِرانِ هما سايكس الإنجليزي وبيكو الفرنسي،بالإضافةِ إلى سكاكين أُخرى منها الظاهرُ ومنها الخفيّ.وعندما توقفت حركةُ التشطير عند مرحلةٍ أصبحت فيها الشعوبُ العربيةُ أكثرَ إدراكاً للمخططاتِ الاستعماريةِ ، بدأ حلفاءُ إسرائيل في البحث عن سُبلٍ جديدةٍ يواصلون فيها إستراتيجيةَ تقسيم العالم العربي ،ليس فقط في دولٍ صغيرةٍ وغير مؤثِّرةٍ،بل وتمزيقِ النسيج الواحد في البلد الواحد لتكون المواجهة أكثرَ حضوراً وأشدَّ تأثيراً بين أطيافه المختلفةِ،حتى لو تطلّب ذلك المزيد من تفجير شلالاتِ الدم،وتقديم الضحايا على مذبح الفُرقةِ الوطنية ،والحربِ الأهليةِ،والاختلاف المذهبي ،وهذا هو حال الأُمة اليوم مع ربيعها العربي الذي بات سُمّاً غلّفه أعداؤها بالدسم .

لقد تخلَّت الدولُ الغربيةُ المُتنفّذةُعن خططِ مواجهاتها المباشرة مع بعض من سبق وأن صنَّفتهم في مرحلة الذهاب ضمن قائمة الإرهابيين المحتملين في البلاد العربية ،فعادت في مرحلة الإيابِ لتتقلّد هي وظيفةَ صانعةِ الإرهاب ،ولتُهدي لكلِّ عربيٍ بندقيةً يواجه بها الأخُ أخاه، ولا يهمُّها في سبيل ذلك أن تنحازَ إلى طرفٍ دون الآخر، بقدرِ ما ترى أبناء الوطن العربي منقسمين بين قاتلٍ ومقتول ،أمَّا الديمقراطية التي اتخذتها ذريعةً لمهاجمةِ بعض الدول غير المستوفية لمعاييرها الصارمة،فقد أصبحت اليوم (أي الديمقراطية) وثيقة العبور لأيِّ دولةٍ ترغبُ في اللحاق بمركب الربيع العربي، وإذا كان لنا أن نُعيد تعريفها لنُسهِّل على العابرين تطبيق معاييرها قلنا : الديمقراطية الجديدةُ هي المُفصَّلةُ على مقاسِ مصالحِ أصحابها من جهةٍ ،وأمن إسرائيل وضمان كيانها من جهةٍ أُخرى .ولو كان لها معنى غيرَ هذا المعنى وتعريفٌ غير هذا التعريف، لما ظلّت الدول الغربية لأكثر من ثلاثين عاماً تُربِّت على كتفِ حسني مبارك، وتمدّه بالمال ،وتشدّ على يده بالنفوذ الذي مكّنه من حكم المصريين بكلِّ وسائل القمع والغطرسةَ،وكذلك فعلت مع القذافي، وزين العابدين ،على مدار سنوات حكمهما الطويل ،وعندما شعرت أنّ ّتغيير هؤلاء الحكام يصبُّ في حوضِ مصالحها انقلبتْ عليهم في يومٍ وليلة ،وقالت لكلِّ واحدٍ منهم: إرحل.

إنّ الصراع المذهبي ،والطائفي،والفئوي الذي شهدته دول الربيع العربي والذي لا يزالُ حتى اليوم داهيةَ الدواهي في سوريا الشقيقة ،إنّ هذا الصراع الذي فتح فيه العربُ بواباتهم على مصاريعها للتدخلات الأجنبية السافرة،يدللُ على أننا أمةٌ تركت دماءَ بنيها لعبةً في أيدي الغرباء ، فكان ما كان من أرواحٍ زهقت، وبيوتٍ هُدِمت ،وأعراضٍ هُتكت ،ومصائبَ تدفعنا للتساؤل::أما كان أجدر بنا أن نقول: طوبى للديمقراطية الأصيلة ، (وملعون أبو المزيفة)التي يُصدّرُها لنا الغرباء طُعماً يُوقِعنا في حبائلها ،ولا نملك بعدها غير التعدّي للعبث بأحدِ أبيات المتنبي بالقول :
أغايةُ الأمرِ أنْ تُحنوا رؤوسكمو يا أُمَّةً لعبتْ بدمائها الأُممُ

(الرأي)





  • 1 أيمن حمايده 04-03-2014 | 12:07 AM

    عبثاً سيدى الفاضل, تصرخ بوجه أمه عبث فيها الغرب رأسا على عقب.
    مقال عمره عامين وما زال يحادث حاضر, ومستقبل قد يكون قريب او بعيد.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :