facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فك رموز رسالة الشرع


20-12-2012 09:07 PM

• ملخص رسالة الشرع: "تعالوا الى كلمة سواء" فلا غالب و لا مغلوب!

أرسل المبعوث الأممي الأخضر الابراهيمي قبل أيام رسالة مفادها أنه بانتظار اشارة قادمة من دمشق لتحديد موعد زيارته القادمة التي يعول عليها الدبلوماسي المخضرم كثيراً. نائب الرئيس السوري فاروق الشرع التقط الاشارة و أرسل بدوره رسالة الرد الضمني للابراهيمي:" هناك مسائل كثيرة يمكن العمل عليها من أجل إيجاد حل. لا أحد واهم بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، لأننا مقتنعون بأن لا عودة لعقارب الساعة إلى الوراء.... "المشكلة أن السيد الابراهيمي يتحرك ببطء وروية في حين تتحرك الأمور على الأرض بتسارع وعنف".

اذا ما أخذنا بعين الاعتبار توقيت ارسال الرسالة, الذي جاء عقب لقاء جنيف التشاوري بين نائب وزير الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز و بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي, و قٌبيل زيارة الأخضر الابراهيمي الى دمشق, فان رسالة الشرع في جوهرها تفتح احتمالية و جود رغبة العبور نحو تسويات الحل الشامل. خصوصاُ أن الشرع نفسه شخص واقع الأزمة و رسم شكل التسوية بكلمات رمزية و رسائل مفتاحية للأقطاب الدولية و الاقليمية, و كأن لسان حاله يقول "افهموا أبعاد الرسالة":

«المشكلة تكبر وتتعمق عندما يعتقد البعض أن الحسم أو الكسر ممكن...إن اتصالات الابراهيمي وجولاته، كمبادرة جنيف، يمكن اعتبارها أساساً صالحاً لهذه التسوية. ولا نبالغ إذا قلنا ان إنجاز التسوية التاريخية للأزمة السورية قد يمهد الطريق لتحقيق مناخ دولي يعالج قضايا هامة أخرى بالطرق السياسية وليس بالمواجهة العسكرية."
الحل السياسي و التسوية التاريخية

الشرع ضمّن رسالته شكل الحل في سوريا, و اعتبر أن الحل يجب أن يكون سورياً ولكن من خلال ما أسماها التسوية التاريخية التي تشمل الدول الإقليمية الأساسية ودول أعضاء مجلس الأمن. خارطة طريق التسوية رسمها الشرع بخطوات تبدأ بوقف العنف ووقف إطلاق النار, و تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة. يجدر الاشارة ان مطلب (الحكومة ذات الصلاحية الواسعة) هو ما تحدث به الدبلوماسي الأمريكي ويليام بيرنز في آخر لقاء تشاوري مع الروس في جنيف بحضور الابراهيمي. حكومة الصلاحيات الواسعة هي التي ستعمل على المعالجة السريعة للملفات العالقة المتصلة بحياة الناس ومطالبهم المحقة, و هو المصطلح الذي استخدمه الشرع بعناية "مطالبهم الحقة". الشرع ذكر بأن الحل السياسي هو جزء من قاموس طيف واسع من النظام, فالكثيرون –على حد تعبيره- من أعضاء الحزب والجبهة والقوات المسلحة يعتقدون منذ بداية الأزمة وحتى الآن أن لا بديل عن الحل السياسي، ولا عودة إلى الوراء."

من الذ يمثله الشرع؟

يختلف كثير من المحللين على فهم حقيقة رسائل الشرع, و لعل السؤال الأهم هو من يمثل الشرع في تصريحه هذا؟

الرجل أقر بعدم قدرة المؤسسة العسكرية على الحسم و في نفس الوقت استحالة انتصار المسلحين. خصوصية تصريحات الشرع اليوم, أتت كونها حملت وجهة نظر مخالفة حتى لوجهة نظر الرئيس السوري المتعلقة بالحسم العسكري, و التي صرح بها الأسد مراراً. الحقيقة أن الشرع اعتبر أن ما يجري في سوريا هو أمر معقد يصل لحد استحالة استيعاب حيثياته, حيث يقول:" ربما لا أحد من المسؤولين يعرف الى أين وصلنا في الحل. وقد تستغرب إذا قلت لك ان رئيس الجمهورية شخصياً قد لا يعطيك الجواب الشافي مع أنه يملك في يديه كل مقاليد الأمور في البلد. ما يجري في سوريا معقد ومركب ومتداخل. إذا حاولت تفكيكه قد يزداد تعقيداً وقد تزداد القطب المخفية فيه بدلاً من أن تهديك إلى الحل. من أتيحت له فرصة لقاء السيد الرئيس سيسمع منه أن هذا صراع طويل، والمؤامرة كبيرة وأطرافها عديدون (إرهابيون، رعاع، مهربون). وهو لا يخفي رغبته بحسم الأمور عسكرياً حتى تحقيق النصر النهائي."

اذاً رئيس يرغب بالحسم العسكري و نائب رئيس يقر باستحالته. لهذا, قد يكون المرسل الحقيقي لرسائل التسوية و الحل النهائي هي المؤسسة العسكرية السورية التي اختارت ارسال رسالتها الى الخارج و الداخل عبر فاروق الشرع, و هذا قد يحمل التفسيرات لتركيز نائب الرئيس السوري في مقابلته على مركزية المؤسسة العسكرية السورية و دورها في رسم شكل الحل السياسي القادم, بالقول: "إن مكانة ووحدة الجيش السوري لا غنى عنهما في أية حلول وحوارات سياسية مطروحة"..

البحث عن شركاء
"التغيير أمر مفروغ منه", هذا ما أصر الشرع على قوله, و اعتبر أن عدم أخذ السلطة لزمام مبادرة التغيير و اشراك الآخرين سيعمل على فرض نموذج تغيير أحادي الشكل. و اعتبر ان لا يمكن لأحد(معارضة و نظام) الادعاء بأنه الممثل الشرعي للشعب السوري. لا الائتلاف الوطني، ولا مجلس اسطنبول، ولا هيئة التنسيق متعددة الأقطاب، ولا أية مجموعات معارضة سلمية أو مسلحة بارتباطاتها الخارجية المعروفة تستطيع أن تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري. الشرع فاجأ الكثيرين عندما اعتبر أن بعد مرور سنتين من الأزمة, لم يعد ممكناً أيضاً للحكم القائم أن يدعي تمثيل الشعب السوري, لا الجيش العقائدي و لا أحزابه البعث العربي الاشتراكي بخبرته الطويلة وبيروقراطيته المتجذرة يمكن له وحده إحداث التغيير والتطوير من دون شركاء جدد يساهمون في الحفاظ على نسيج الوطن ووحدة أراضيه وسيادته الإقليمية. باختصار اهمية كلام الشرع هذا, يتمثل بانه دعوة حقيقية -قادمة من عمق الداخل- لتحقيق شراكة وطنية, تنهي أخطاء العهد السابق و تستعد لرسم نموذج سوري وطني ديمقراطي جديد.
الحقيقة أن رسائل الشرع الأخيرة وجهت بخبرة دبلوماسية و سياسية لكل الأطراف (الولايات المتحدة و الدول الاقليمية و الداخل السوري بمعارضته و نظامه و حتى حلفاء سوريا) بضرورة التقاط آخر الفرص لانقاذ سوريا و العبور فيها بسلام, حيث أن الأرضية باتت خصبة لقبول التغير و استيعابه.

هذه الرسالة وصلت بمبادرات التسوية الى نهاياتها, لهذا قد يكون شعار المنطقة القادم: "اما الحل الشامل او الدمار الشامل", فالمنطقة تسير باتجاه البدء بمرحلة الحل الشامل لكل القضايا العالقة. هنا يرى كثير من المحللين أن ما يجري في مخيم اليرموك في دمشق اليوم, ما هو الا دليل على التقاء مصالح كثير من القوى (فلسطينية,مسلحين, تيارات من السلطة السورية) و التي تدفع باتجاه تسريع البدء بمشروع الحل الشامل, حيث ترى هذه القوى أن تسريع الوصول الى الحل الشامل يكون عبر تهجير الفلسطينيين و فتح باب المسألة الفلسطينية على مصراعيها اقليمياً.
د.عامر السبايلة





  • 1 فلان الفلاني 20-12-2012 | 09:11 PM

    نعتذر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :