facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"إخوان الدولة" و"دولة الإخوان"!


جواد البشيتي
26-02-2013 06:46 AM

السياسة، في عالمها الواقعي، الأرضي، هي "المصالح في نزاعها"، أو "نزاع المصالح"؛ فثمَّة "مصلحة"، وثمَّة "ضديد لها"، في الوقت نفسه؛ وثمَّة نزاع حتمي بين هذه وتلك؛ وهذا إنَّما يعني (مِنْ ضِمْن أهم ما يعنيه) أنَّكَ لن تكون ضدَّ طرف ما إلاَّ لكونكَ مَعْنِيّا بخوض صراعٍ لمصلحة طرف آخر.
كثيرون هُمْ في الأردن الذين يَقِفون ضدَّ جماعة "الإخوان المسلمين (وحزبها)"، أو يناصبونها العداء؛ وأنا لا أستثني نفسي منهم؛ لكنَّهم جميعاً يختلفون ويتباينون في الدَّافع والغاية والمصلحة والحيثية؛ وينبغي لنا، من ثمَّ، أنْ نَنْظُر في "الأهم (على ما أرى)"، ألا وهو معرفة "لمصلحة مَنْ يَقِف هذا، أو يَقِف هؤلاء، ضدَّ هذه الجماعة (على وجه الخصوص)"؛ فكل مُتَمَثِّل للمعاني والدَّوافع الحقيقية لـ "الربيع العربي" لا يُمْكِنه إلاَّ أنْ يَقِف (فكرياً وسياسياً) ضدَّ جماعة "الإخوان المسلمين (وأقربائها الأقربين والأبعدين)"؛ لكن (وهذا ما ينبغي لنا فهمه وتمييزه جيِّداً في هذا الزَّمن الرَّمادي) ليس كل مَنْ يَقِف ضدَّها يجب أنْ يكون من جِنْس "الربيع العربي"، وأنصاره.
وأعداء "الربيع العربي"، مَنْ ظَهَر منهم، ومَنْ استتر، هُمْ، في الوقت نفسه، من ألد أعداء جماعة "الإخوان المسلمين"؛ أمَّا السبب (والذي فيه يكمن تَنَاقُض "الربيع العربي") فهو خشيتهم (التي لها ما يُبرِّرها في الواقع) من أنْ يتمخَّض الأخذ بخيار "الانتخابات الحقيقية"، في هذا المناخ، عن فوز وهيمنة هذه الجماعة، وغيرها من قوى "الإسلام السياسي"؛ فبين "الميدان" و"البرلمان" قليل من الشَّبَه، وكثيرٌ من الاختلاف.
و"الدولة" لها سببها الخاص للحملة على جماعة "الإخوان المسلمين"؛ فهي تَنْظُر إليها، وتعاملها، على أنَّها "الابن العاق"، أو "الذي شَقَّ عصا الطاعة"، و"عصى عصيان إبليس"؛ ولقد قضى الطرفان أجمل أيام حياتهما معاً، يتعاونان على البرِّ والتقوى، أيْ على محاربة "الفكر الشيوعي (الهدَّام)" لَمَّا كان (دولياً وإقليمياً) قادراً على "الهدم".
والآن افترقا افتراق زوجين استجمعا في زواجهما، وبه، كل ما يكفي من أسباب للطلاق (الذي ليس بالطلاق البائن بينونة كبرى).
ولو كان لدينا من المعارضين العلمانيين والديمقراطيين الحقيقيين واليساريين الحقيقيين والقوميين الحقيقيين ما يفي بالغرض التاريخي، ألا وهو قيادة "الحراك الشعبي (الثوري الديمقراطي)"، وتحرير الطاقة الثورية الكامنة في "الربيع العربي" بما يجعل "الدولة الديمقراطية المدنية" في متناول شبابنا التَّواق إلى الحرية بكل معانيها وأشكالها، لرأينا "التَّصالُح في المصالح"، وعودة الطَّرفين إلى ما كان يجمعهما من وُدٍّ ووئام؛ فما زال لديهما من "عصبية الدَّم (بمعناها الفكري والطَّبقي)" ما يُوحِّدهما في أوقات الضيق والشدة؛ وإنَّي لأرى في استمرار افتراقهما، لا بل في تبادلهما العداء، الظاهر تارةً، والمستتر طوراً، ما يقيم الدليل على أنَّ "الربيع العربي" لم ينضج بعد بما يجعل مصالحهما المتصارعة، متصالحة.
"الجماعة" تسعى في أسْلَمَة "الربيع العربي"، وفي تسيير رياحه بما تشتهي مآربها؛ ولا شيء يستبد بتفكيرها إلاَّ قَطْع الطريق على "الشباب الجديد"، وحراكهم، بما يُقصِّر الطريق بينها وبين "انتخابات"، تنتظرها، وتنتظر الفوز فيها، كانتظار الراعي طلوع الأخضر؛ أمَّا "الدولة" المتطيرة من "صندوق اقتراع يمتلئ بالصوت الإسلامي (الإخواني على وجه الخصوص)" فتتعاون الآن على البرِّ والتقوى (الجديدين) مع ما يشبه "الظِّلال التي لا أجسام لها" من جماعات يسارية وقومية وليبرالية وعلمانية، ومع "قوى اجتماعية" تُمثِّل استمرار حُكْم الأموات للأحياء؛ لعلَّها تُوفَّق في سعيها إلى الإتيان بـ "إصلاح" من كلِّ هذا "الحراك الشعبي والشبابي"، يشبه "فأراً" ولده "جَبَلٌ" أتاه الطلق.
وإنَّه لخيارٌ يَصْلُح الأخذ به لجَعْل "الدولة الديمقراطية المدنية" هدفاً في غير متناول "الحراك الشعبي والشبابي"؛ وهذا "الخيار اللعين" إنَّما هو "إمَّا دولة تُحْكِم قبضتها على الشيوخ، وإمَّا شيوخ يُحْكِمون قبضتهم على الدولة".
الطَّرفان يتصارعان الآن، مع أنَّ كليهما يلعب اللعبة نفسها، ألا وهي لعبة "تسييس الدِّين"؛ "الجماعة" تأخذ على "الدولة" تفريطها في "تديين السياسة"؛ و"الدولة" تأخذ على "الجماعة" إفراطها في "تسييس الدِّين"؛ أمَّا المنتمون إلى "الربيع العربي"، في دوافعه وغاياته الحقيقية، فلا يريدون إلاَّ "دولة لا يُحْكِم الشيوخ قبضتهم عليها"، و"ديناً لا تُحْكِم الدولة قبضتها عليه"؛ وهذا "الحل التاريخي" هو الذي يأتي بـ "الدولة الديمقراطية المدنية"، وهو الذي يعود، في الوقت نفسه، بالنَّفْع والفائدة على الدِّين نفسه.



jawad.albashite@alarabalyawm.net


العرب اليوم





  • 1 علاء شاهين 26-02-2013 | 12:22 PM

    لا يوجود أحد وصي على الربيع العربي حتى يفسره كما يريد ، وأعتقد أن دوافع أي ثورة : رفع الظلم ونيل الحرية وإظهار الحق .....

  • 2 ابو سند 26-02-2013 | 01:47 PM

    نظرية من نظريات الرفاق التي عفا عليها وعليهم الزمن ...انتهى زمن البالة السياسية

  • 3 صريح 26-02-2013 | 02:50 PM

    كلام جميل يحتاج لمزيد من العمل عليه ...

  • 4 مراد 26-02-2013 | 08:49 PM

    احسنت ايها الكاتب , كلام واضح لا ينكره الا من لا يتابع الاحداث , او لا يريد ان يتابعها .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :