اتفق مجموعة كبيرة من المستثمرين العرب والدوليين على أن هناك كثيرا من الأرصدة والأموال العربية متوفرة للاستثمار في المنطقة لكن افتقارها للفرص الاستثمارية التي تحافظ على بقاء تلك الأموال في المنطقة عدا عن عدم قدرتها على اجتذاب أموال كبيرة من الخارج للاستثمار في المنطقة تشكل بحد ذاتها الأسباب الحقيقية وراء عدم قيام الاستثمار المنشود . جوهر المشكلة التي تواجهها المنطقة تكمن بالضعف في مخاطبة المستثمرين وعدم امتلاك آليات الوصول الجاذب الفعلي للاستثمارات بإشكالها المتعددة خاصة مع معرفتنا بوجود نحو أكثر من مليون مليون (تريليون) دولار من الأرصدة والأصول التي يجري استثمارها خارج منطقة الشرق الأوسط ، فالأسباب لا تنحصر في كون المستثمرين قرروا تنويع استثماراتهم والهروب إلى الخارج بحثا عن الأماكن الأكثر آمانا وفق ما يزعمون ولكن السبب الأكثر أقناعا هو في الواقع عدم توفير كميات من الفرص المتاحة للاستثمار الداخلي وإمكانيات ووسائل عرضها بصورة مقنعة ومشجعه أمام المستثمرين . فالمسألة محصورة في أبعادها بتوفير الفرص المعروضة التي تلبي القدر الأكبر من المطلوب حتى يتم إلامداد بالأموال المخزنة في البنوك العالمية خارج منطقتنا ، مما يؤكد أن توفير الاستعداد الكامل المتمثل بعرض اكبر قدر من الفرص الاستثمارية بالتزامن مع التسارع العالمي الذي لا يعرف التوقف سيكون الركيزة الأساسية في توظيف أموال المنطقة واستثمارها داخليا .
تشير الإحصائيات المتوفرة إلى أن المنطقة لا تنال إلا واحدا بالمائة من إجمالي الاستثمار المباشر من حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة مما يدل بوضوح على أن التغييرات المطلوبة لا تتم بسرعة كافية تلاحق التطورات على الساحة الاستثمارية الدولية.
أننا بحاجة ماسه وسريعة إلى ما يمكن أن نطلق عليه التجدد العربي الفعلي الذي سيساعد إلى حد كبير في التعجيل بالتطور والتحول وانفتاح الفرص الاستثمارية الضرورية أمام المستثمرين .والتي سيكون لها الأثر المساعد في تنمية اقتصادياتنا الذاتية واجتذاب المستثمرين العالميين.
في اعتقادي أن زيادة أحجام التبادل التجاري بين دول المنطقة وسيلة لجعل الاستثمار في المنطقة أكثر جاذبية ، كذلك إزالة كل الحواجز المعيقة التي تكثر بدلا من أن تنقص سيشكلان حوافز أكيدة تشجع المستثمرين العالميين وتروّج للعالم العربي على أنه منطقة استثمارية خصبة متعافية آمنه تستحق أقامة الاستثمارات فيها.
Email :dabbas1970@hotmail.com