facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مثقفون يعاينون علاقة القصيدة الشعرية بالفضائيات


29-05-2013 03:48 PM

عمون - تيسير النجار - للادب دور ثابت واصيل في الحفاظ على القيم الانسانية بشكل عام , والهوية الثقافية بشكل خاص لأي أمة كانت..

لهذا ظل الادب بحاجة الى وسائط تسعفه للوصول الى قطاعات واسعة من الناس باعتبار ان الاعلام هو الأداة الفاعلة لإيصال رسالة الادب بكل مكوناته والشعر منه على نحو خاص , اذ غدت الفضائيات منبرا مهما لايصال صوت الشعراء.

الناقد والشاعر أحمد زكارنة يؤكد لـ(بترا) ان علاقة الادب بالإعلام، هي ذاتها علاقة الجسد بالروح، فلو اعتبرنا أن الإعلام هو ذلك الجسد الذي تطرز عليه كل الفنون ، لتقدم للمتلقي بالشكل اللائق، فحتما سنجد أن الأدب تحديداً هو روح هذا الجسد. ويشير الى انه حينما نقول الأدب ، فنحن نعني الرواية والقصة والمقالة والشعر ديوان العرب الذي يلمس شغاف القلوب ، ويوجه بوصلة الحق والحرية والقيم الإنسانية، مبينا أن لا أدب دون إعلام، ولا أعلام دون إبداع أدبي يتكىء على الموروث الإنساني.

ويقول الشاعر والناقد عبدالله رضوان ان ثورة الاتصالات اتاحت خلال العقدين الأخيرين انتشارا غير مسبوق للعديد من المحطات الفضائية الرسمية والخاصة عبر تنوّع بانورامي يأخذ بالألباب .

ويضيف " حين نتحدث عن فضائيات ثقافية , فان ذلك يعني بداهة برامج تغطي ساعات النهار والليل بشكل متواصل ، وبالتالي تحوّل مجمل القضايا المعرفية بغض النظر عن محتواها وموضوعاتها الى سلعة اعلامية ، الى بضاعة ، وهنا يكمن سر التجارة الدولية وثورة الاتصالات،وبالتالي أصبح الشعر واحدا من هذه السلع المطلوبة لملء الفراغ الفضائي" .

ويبين رضوان "خطورة ذلك عبر تداخل الجيد مع الرديء ، والجديد مع القديم والشاعر مع مدّعي الشعر في خلطة عجيبة , فالشعر هنا يصبح في الفضائيات - إلاّ في الحالات القليلة حيث إشراف المثقف نفسه على البرنامج - مجرد سلعة لا تأخذ الاهتمام والتقدير إلاّ بما يخدم حاجة الفضائية ويحقق لديها التنوع البرامجي المطلوب ".
ويؤكد " ان الاهتمام بالشعر في عهد الفضائيات تراجع بشكل ملحوظ ، ويمكن ان نقيس عليه باقي أجناس الإبداع ، فالثقافة والإبداع لم تعد مطلبا حقيقيا , لقد أصبحت مجرد سلعة في سوق لا ينحاز إلاّ للربح فقط ".

وتقول أستاذة النقد الأدبي الحديث في جامعة البترا الدكتورة رزان ابراهيم : في الحديث عما يمكن أن تكون الفضائيات قد قدمته للشعر, لا بد من تذكر أهمية تقديم جنس أدبي مهدد بالموت بوسائل تتواءم وروح العصر الحديث , فالوسائل لا تكون قطعاً ثابتة , بل إنها تتغير بتغير الزمن والسياق.

وتضيف ان ما لاحظناه عبر البرامج المخصصة للشعر , انها تطبيق عملي لنظرة تؤكد ما يمكن أن يسمى ثورة دائمة في تاريخ الأدب, فكل تطور جديد هدفه التصدي لما هو معتاد ومألوف.
وتنظر رزان الى ظاهرة الفضائيات والشعر نظرة ايجابية وتجدها فرصة جميلة لاعادة الاعتبار للشعر بل وايقاظ احاسيس لطيفة تجاه جنس ادبي يكاد يندثر في وقتنا الحالي ,وهو ما تاكد لها من خلال لقائها بشبان تحدثوا عما تسرب إليهم من خلال هذه البرامج من نبض حي وائتلاف انفعالي يؤكد نجاح هذه البرامج على الصعيدين الوظيفي والجمالي.
ويتساءل استاذ اللغة العربية الدكتور ابراهيم خليل : ما الذي أصاب الناس في هذا الزمن وهل صحيح أن التطور في القطاع التكنولوجي سواء على مستوى الهواتف المحمولة والثابتة أو على مستوى الكومبيوتر والإنترنت أو على مستوى الفضائيات الرسمية والخاصة هو السبب في أن كثيرا من الناس ومن بينهم المثقفون سئموا استعمال عقولهم واستراحوا لبرامج ومسابقات الفضائيات التي تدور حول الشعر. ويبين انه على الرغم من أنه لا يهيم عشقا بهذه البرامج فقد صدف أن وقع نظره على بعض المشاهد في بعضها فلم ير فيها إلا كوميديا مضحكة بريئة من الشعر ونقده مشيرا الى عتبه على بعض الأكاديميين الذين قبلوا لانفسهم أن يكونوا في موضع كهذا.
ويتساءل خليل كذلك " منذ متى كان تقدير الشعر والحكم بجودته متروكا لتصويت عامة الناس وكأننا أمام صندوق اقتراع محكوم عليه سلفا بالتزوير" .
وتقول الناقدة والروائية مايا ابو الحيات انها تشعر بالحزن عندما ترى برامج الشعر التي تقدم على الكثير من الفضائيات، على الرغم من انها لا تستغرب ذلك بالطبع، فهذه البرامج تُخضع الشاعر للذائقة العامة بدلا من إخضاع العامة لذائقة الشعر.
وتصف ابو الحيات هذه الثقافة بالخطيرة لأنها تروج للبسيط والساذج أحيانا، الذي يرضي الذائقة العامة على حساب منتج الوعي الجديد والمتمرد , وهو الدور الذي لا بد للثقافة ان تلعبه في المجتمعات .
وتقول الناقدة اماني ابو رحمة : تعد الفضائيات والانترنت رافعة بعد ما بعد الحداثة التي وضعت حدا لمرحلة ما بعد الحداثة ورافعتها الأساسية العولمة.

وتضيف انه وفي ظل انتشار الثقافة الرقمية سواء كمنتجين لها أو مستهلكين فان أدواتها ومن بينها الفضائيات تعد جزءا أساسيا من هذه الثقافة , لدرجة أن هناك من بات يتحدث عن الأدب الرقمي في الألفية الثالثة ويؤسس طبعا لمدارس أدبية ونقدية خاصة به.

وتقول ابو رحمة ان الشاعر الذي كان يقصد الأسواق الأدبية ونحوها ويتبع القوافل والجموع ليشدو بشعره ، أصبحت وجهته الفضائيات ومسابقاتها وبرامجها وإعلاناتها وأسواقها الشعرية ومهرجانتها , مشيرة الى انها لا ترى في الأمر مضرة أبدا لا للشاعر ولا للشعر , فهي وسيلة والحكم للمتلقي الذي ربما اختلفت ذائقته وهذا موضوع آخر ,لكن من حق الشعر والشاعر أن يتوجه إلى ما يسبب له الانتشار والحضور بين الجمهور شريطة أن يعتني بما يقدم وما يعرض.

وتعرب الشاعرة ندى ضمرة عن خوفها وقلقها على الشعر من تلك الفضائيات التي تشترط مثلا مشاركة القصيدة الكلاسيكية ولا تعترف بأي نوع اخر من اشكال الشعر حتى لو كانت القصيدة العمودية لا معنى لها.

وتقول ان ما يثير انزعاجها ان يكتب الشعر من اجل المنافسة في مسابقة ونيل حفنة دولارات , فالشعر ان لم يدفع الشاعر حالة شعورية لكتابته لا معنى له . وتدعو ضمرة اصحاب الشأن واهل الادب والثقافة لان يقفوا معا ضد تمييع الشعر وضد التجارة به وتسويقه بتلك الطريقة , قائلة " اظن ان الشاعر الحقيقي لا يقبل النقد بتلك الطريقة التي نشاهدها وللاسف بعض لجان التحكيم ليس لها علاقة بالنقد ولا بالشعر".

ويرى الشاعر والقاص علي طه النوباني ان هناك فضائيات انشغلت على نحو مهين مع الشعر والشعراء ، ففي الوقت الذي منحت فيه الكثير من الفضائيات أكثر من تسعين بالمئة من وقتها لمطربي الدرجة العاشرة الذين أفسدوا الذوق العام، ودمروا علاقة الإنسان مع الغناء والموسيقى, قامت فضائيات أخرى بتنظيم مسابقات اعتمدت منهجا ساذجاً في التعاطي مع الشعر، فجعلت من شعراء طوابير تقف أمام بعض النقاد المأجورين.

ويتساءل النوباني ما الذي منع العديد من الفضائيات من تقديم التجارب الشعرية المنوعة المنتشرة على مدى ساحتنا العربية بطريقة تحترم خصائص كل منها , وتستبعد الغث دون ازدراء وتعلي من شان السمين دون استعراض رخيص .

ويقول الشاعر محمد المعايطة إنّ العلاقة بينَ الشِعر والإعلام بشكل عام تمتدّ لعصورٍ مضَت, وكانت المهرجانات والإحتفالات الشعريّة وكذلكَ الأسواق والمُبارزات تُقام في أكثرِ الحضارات تمدُّناً وتحضُّراً وها هيَ اليوم تأخذُ شكلاً آخَر بعدَما يسّرَ وقـَرّبَ العلمُ هذا النوع من الفنون .. للعلَن .. وقد أتيحَ إلى جمهرةِ شعراء هذا العصر أن يُشاركوا عبرَ مبارزاتٍ شعريّة.

ويقول المعايطة : خلَقَت هذه الصيحة في عالمِ الإتصالاتِ والفضائيّات فرصة ً للمواهب الشعريّة بصقلِ موهبتهِم عبرَ أشخاص متخصصّين وجمهور ذوّاق ..

وهذا أتاح ايجاد حالة من الإبداع, والتنافُس بينَ الشعراء وقد يُتيح ذلك رفع الذائقة الشعريّة لدى جمهور الشِعر لترتقي ِالحالة الشعريّة في وطننا العربيّ وترفَع المستوى الإبداعي لدى الجمهور .
ويضيف : ولا بأسَ أن يكون الشِعر مُفردَة أو ايقونَة كمادّة لبرامج قد تأخذُ شكلاً يجمعُ بينَ روح الفكرة وحداثة الهيئة .. ليرتادَ مُحبّوه تلكَ البرامج بسهولةٍ ويُسر عكسَ ما كانَ يحدثُ في الماضي .. عندَما كان مُحبو الشِعر يشدونّ الرحالَ لأجله .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :