facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غياب تعاونيات الأعراس وأيام «الصبة»


د.مهند مبيضين
09-07-2013 03:52 AM

كان زمناً جميلاً بلا شك، لكنه لا صلة له اليوم بمؤسسات الطبيخ والكراسي والخيم وصالات الأفراح الثابتة والمتنقلة؟ فمنذ أزمنة قديمة رتب الأردنيون حفلاتهم ومناسباتهم مع الصيف والربيع، كان الشتاء مقتصرا على ما يداهمهم من ولادات ووفيات تقتضي القيام بواجبها وعقد (القِرى) لأجلها.

الربيع كانت أيامه مبجلة وحماسية لأجل البناء والتشييد وطهور الأولاد، كأنها الحياة تعيد ولادة نفسها، والصيف بقيضه وأيامه يكون ملائما للأعراس، وهذه الأعراس كانت نسبة الرضى الكاملة عن تمام الإجراءات فيها معدومة، ودائما هناك حزب من العاتبين وغير الراضين على والد العريس ووالدته.

عند العرس تعقد الولائم، وكانت الكراسي تعد أثاثاً حديثاً دخل القرية بداية الثمانينيات، وكان على كل عائلة أن تُمهر كراسيها بعلامة خاصة، مع أن كراسي القرى ليست على نسق واحد، ولكن العلامة وهي من « المناكير» هي لدرء اشتباهها، ولم يكن الوسم أو التمهير مقتصرا على الكراسي، بل السدور والقدور والطناجر التي تستخدم للطبيخ.

مع الاستدراك أن (الجنابي) والفرشات كانت منافساً للكراسي، فإن على كل أسرة من (خمسة الشخص) المعني أن تُسهم في ذلك التدبير، وكان الجيران غالبا أكثر طوعا وتبرعا في تقديم الخدمات اللوجستية لمؤسسة العرس أو العزاء، و كانت المشكلة الكبيرة التي تواجه الناس هي تدبير بيت الشعر، وغالبا ما يتبارى الناس بعدد (الوُّسَّط) في البيت، ولكن أحدا لم يكن يتقاضى أجرة بيت الشعر، ومن لا يريد إعارة بيته يقدم الأعذار الجاهزة.

العمل الاجتماعي كان ينمو ويتطور ويتبارى الناس أكثرهم مساهمة في تشييد بيت الشعر، وكانت القرى عند يوم «الصبة» غالبا ما تشارك صاحب الدار بنظام العونة، ولم يكن هناك عمالة وافدة أو خلاطات أو مضخات إسمنت جاهز، وكانت غالبية الدور مكونة من طابق واحد في القرى، وتبنى الغرف بشكل صف أشبه بالمدارس وعندا الدار الرئيسة يكتب عبارة» هذا من فضل ربي»، ومع مرور الزمن كان يُضاف لهذه الغرف صف آخر ليصبح شكل البناء مربع، ومع نهاية الثمانيينات انتشرت فكرة الطابق الثاني في بناء الدار، ومع بداية التسعينيات بدأت «موضة الخيم» وكان لانتخابات العام 1989 براءة التسجيل لحضور الخيم في محافظات الأطراف، ومن ثم بدأت أنواع جديدة المصرية والهندية والباكستانية تظهر معلنة انتهاء عصر بيت الشعر.

اليوم هُدمت الروح الجماعية، وغالباً ما يذكر الناس متبرعين بوظائف لا تقفز إلا في وقتها مثل الشخص الذي يصرخ على الأطفال ليحضهم على صب الماء في الأباريق على أيدي الضيوف، أو ينادي صائحا على الشراب» الجميد السائل» أو يطلب البشاكير. كان هذا أشبه بميسر اللقاءات التي تتم في عمل خلوات الاقتصاد اليوم.

ليته يعود هذا الزمن، ولكنها أمنية يصعب أن تتحقق، فما يحدث في المجتمع من تحولات وتغيرات وتطور وتضخم لا يمكن أن يسمح بعودة شيء مما مضى، وأخيرا نختم بالحديث عن الصالات، فلا أذكر أن الكرك كانت تشهد قاعة عامة غير قاعة الشهيد هزاع المجالي، ولكنها للمناسبات الرسمية، أما قاعات الأعراس فلم تكن موجودة، في حين يتحول المجتمع اليوم إلى نظام المباهاة بين العرائس في أي قاعة يُعقد لها حفل العرس !

Mohannad974@yahoo.com
الدستور





  • 1 مطلوب زمرة الدم وطن 09-07-2013 | 01:07 PM

    Dear
    This the Time Arrow

  • 2 كركي 09-07-2013 | 02:02 PM

    ايام الزمن الجميل

  • 3 خالد الخالد 09-07-2013 | 04:24 PM

    بعد التحية والسلام على الإعلامي المميز الدكتور مهند مبيضين فإنني أرى أن التغيرات التي حصلت في مجتمعنا لم يكن لنا إرادة بها وإنما كانت للتكيف مع الواقع الحاصل. تماماً كما هو الحال عندما ينزل المطر أو عندما ينزل الثلج لا ينفع أن نقول ما أروع أيام الربيع, ليت أيام الربيع تعود. نحن ليس لنا إرادة بنزول الثلج أو المطر, وليس لنا أرادة باختراع الموبايل ليحل محل الهاتف الثابت. نحن ليس لنا إرادة في ما يصل في العالم. المشكلة فيما يحصل هو أن النُخَب في المجتمع تبالغ في التكيف فيزول ما تعودنا عليه في حياتنا سريعاً. الكلام يطول في هذا الموضوع,......

  • 4 رولا مبيضين 09-07-2013 | 04:52 PM

    لقد كان هاذا المشهد صورة من صور التعاونيات والتي كانت تتولد بالفطره من غير تدريس او تعليم والان تدرس التعاونيات والانظمة التعاونيه ولكن دون تطبيق رجعتني يا دكتور لايام الثنيه بالسبعينيات

  • 5 عبدالله شديفات 09-07-2013 | 05:10 PM

    1) والله يادكتور رحت ايام الزراعه والفلاحه والخبز اللي كانت امي تخبزه ونقعد عند الصاج بجنبها والزيت والزيتون والقطيع وعلف المعز ونكش عشجر

    2) بسبه للعراس بطل في تعاون وظروف المعيشه((الغلاء)) تغيرت ظروف الحياه ونفسيات الناس تغيرت الناس مش ملحقه الكل بيركظ ومش ملحق
    وبنسبه للاعراس الله يسعد ايام زمان ايام ((القرب)) و((الجوفيه)) ويام ((المطبقانيات)))ههههههههههه
    امام الايام هااااي جيل مفسحل(((ساحل))بنطلونه مازط ((واكس))((قلاكسي)).... .....عجبهم هاظ كله من الدلال الزايد

  • 6 م.فهد شديفات 09-07-2013 | 06:55 PM

    مقال اكثر من رائع..من كاتب مبدع..على الاقل..يخرجنا ولو قليلا من مود المقالات السياسيه..ويعيدنا الى ذكريات الزمن الجميل....والا ليت الزمن يرجع..!!!!

  • 7 علي محمد داود الخرابشة 10-07-2013 | 01:57 AM

    هذه هي الاردن العالية الغالية اردن الكرم واردن استقبال الضيوف ولكن الضيف الذي لا يتقن او يعرف من الضيافة الا ان يتنكر للمعزب يجعلنا نقول اذا انت اكرمت الكريم ملكته وان انت اكرمت اللئيم تمردا ولكن الامر هو يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وانت رب المنزل ونحن لا نريد تملك الكرماء او تمرد اللؤماء اننا نريد وطننا عزيزا لنا وللضيوف وليس للنهب وشكرا يا مبيضين>ورحم الله القهوة وخبز الشراك ورحم الله الرجال والنساء الذين كانوا يتسابقوا للغانمات وليس للخلف كما هو البعض ممن تركوا الماضي بلا حاضر.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :