facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكمت


بسمة النسور
16-01-2008 02:00 AM

لشديد الأسى، فأنه لن يكون آخر الضحايا، ذلك الفتى الجميل حكمت قدورة الذي قضى دهسا وهو يهم بقطع الشارع إلى الجهة المقابلة، حيث كان على وشك تناول وجبة الفطور بصحبة رفاق الصف في فسحة مدرسية أصبحت خانقة وفادحة وغادرة، بأمل حياة انقطع عنوة.ستتواصل مآسي من هذا العيار، طالما إن العقلية السائدة، تنحو باتجاه الاستخفاف والاستهانة وعدم تقدير عواقب الأمور.

إضافة إلى ذلك الاطمئنان الجمعي الذي نركن إليه استنادا إلى إننا شعب متسامح ميال إلى العفو حتى لو لم تتوفر المقدرة! وبذلك نساهم من حيث لا ندرك في اغتيال تلك الأرواح الغضة.

موت مجاني وعبثي على الطرقات، غير إن خبراء الهندسة المرورية يؤكدون إننا نمتلك بنية تحتية متقدمة قياسا إلى دول مجاورة، كما ان الحالة الفنية للسيارات المرخصة تتميز بمستوى لائق وفقا للمقاييس والمواصفات العالمية.

أين الخلل إذن إذا لم يكن في العقلية التي تتحكم بسلوكنا المروري وتجعلنا نحتل تلك المرتبة المرعبة في العالم من حيث حوادث السير؟ علينا الاعتراف بأن ما يميز السلوك المروري في الاردن هو شيء من العدائية والتنافسية والنزق غير المبرر، اذ يفترض بعضهم ان الشارع هو حلقة سباق عليه ان يتغلب فيها على خصومه من سائقين ومشاة! إضافة إلى أنانية مستفحلة تدفع بالسائق للتركيز على الذات حصريا باعتبارها مركز الكون.

ضمن توصيف كهذا لن تصلح قوانين سير مهما بلغت من صرامة وتشدد، ومن خراب اعترى الشخصية وأحالها إلى نموذج عدائي متوتر غير مكترث بمصائر بالآخرين.

وبألم كبير وتعاطف اكبر مع ذوي حكمت الذين تكبدوا خسارة العمر الفادحة، في صغيرهم الذي قصف عمره زورا وبهتانا، لمجرد أن شخصا منزوع الضمير والوجدان غير مؤهل، امتلك في لحظة مجحفة مفتاح سيارة!

إننا ندعو الجهات الأمنية وكذلك الأهل المنكوبين بإبداء أقصى درجات التشدد في مواجهة الجاني، وان لا يرضخوا إلي أي محاولات تسوية قد تطرح عليهم.

والى أولئك الأخوة ذوي القلوب المتسامحة حين لا يتعلق الأمر بصغارهم، والذين سيدعون إلى العفو والتسامح، استمرارا لثقافة ممعنة في سلبيتها واستخفافها بالحياة تدفعنا كأفراد اختبروا فقدان أحبة نتيجة للحظة طيش وتهور مارسها احدهم، إن نصر على عدم الرضوخ لسياسة التخجيل العشائري والاجتماعي الذي يضطلع بها رؤساء جاهات من وجهاء المجتمع وشخصياته البارزة، سوف ينجم عنها دائما مزيد من الهدر لدماء تسفح ظلما وعدوانا.

والى رفاق حكمت الذين حملوا شموعهم النازفة حزنا وصدمة لفقدان رفيق طفولتهم في لحظة اشد قسوة من الغدر، لدموعكم التي انسابت في صقيع ليل عمان.. كل التعاطف الممكن.

ولحرقة قلبك أيتها الأم المتوجعة التي انتظرت عودة صغيرها مثل جميع الأمهات، لك العزاء الذي لن تحتمله طاقة اللغة، ولتحل عليك نعمة الصبر.

ويا والد حكمت المسلوب: لن يتفهم لوعتك إلا من فقد الضنى والأحبة، ولعل بعض العزاء يكمن في حقيقة أنكما لستما وحيدين في مصابكما، وكأسكما شديد المرارة هذا تجرعه الكثيرون.

ويا حكومتنا ومجلس نوابنا أنها لحاجة ملحة ولضرورة قصوى العمل على الخروج بقانون سير ناجز ومتشدد حريص على حماية الأرواح، وهذه أمانة نتوقع منكم حملها ايفاء لالتزاماتكم الوظيفية والإنسانية والأخلاقية، ومن دون تباطؤ وتأجيل واعتبارات بيروقراطية من شأنها ان تؤدي إلى مزيد من الخسارات.

ولنتذكر دائما أن مستوى تقدم وحضارية أي دولة يقاس بمدى تشدد قوانينها المرورية، لأنها تعكس حرص تلك الدولة على توفير كل أسباب الحماية لمواطنيها العزل.

ويا من تقودون سيارتكم بسرعة الموت نفسه، قليلا من الرأفة بصغارنا الذاهبين صباحا إلى مدارسهم بنية العودة إلى دفء بيوتهم، لأن ذلك هو الأصل في الحكاية!

egales_60@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :