عمون - محمد الخوالدة - من الموروثات القديمة في محافظة الكرك وبلاد الشام بشكل عام "طاسة الرعبة" حيث استخدمها الاجداد ومازال البعض ولو على قلة يوقنون بهذا الموروث الذي يعتبر في عرف الشرع موروثا منكرا، بل وهو ضرب من الشعوذة، اذ يستخدم من يأخذون بهذا المعتقد طاسة الرعبة للتشافي من حالات الخوف والرعب التي يقع فيها الانسان وما قد يلازمها من اضطرابات نفسية وربما صحية في بعض الاحيان.

طاسة الرعبة عبارة عن وعاء دائري صغير مجوف مصنوع من النحاس منقوش في جوفه آيات قرآنية وتحديدا اية الكرسي التي تحمي الناس من كل اذى وشر فيما يزركش الوعاء من الخارج برسومات للحرمين المكي والمدني وغيرهما من مساجد واماكن دينية مقدسة، وللاستشفاء كانت تملأ الطاسة بالماء الذي يستقيه الشخص المصاب بالخوف والرعب كاملا وذلك بعد ان يتم وضع الطاسة وما بداخلها من ماء تحت ضوء القمر لليلة كاملة وتكرر العملية لسبع ليال متتالية كشرط لتحقق الفائدة، والاعتقاد بجدوى المعالجة بطاسة الرعبة ياتي من ان ملامسة الماء لكلام الله تعالى كفيلة باذهاب حالة الخوف والرعب.

كانت "طاسة الرعبة" والتي لازالت بعض الاسر الكركية تحتفظ بها وتباع ايضا في بعض محال بيع النحاسيات من ضروريات البيت الكركي القديم، اذ يعتقد البعض بقيمتها الاستشفائية بحسب ابو محمد الذي قال انه من الجيل القديم لكنه ورغم ما هو عليه من ثقافة ومستوى تعليمي مازال يعتقد بطاسة الرعبة.

وبين ابو محمد انه بحث عن واحدة منها حتى امكنه العثور عليها وشرائها، واكد ابو محمد "مازلت اتناولها كلما اعتراني خوف او هلع لاي سبب كان بل واحث ابنائي واولادهم على ذلك"، فهي أي طاسة الرعبة كما قال ابومحمد معتقد اذا كان لا ينفع فانه لا يضر، واذا كانت هذه قناعة ابي محمد بطاسة الرعبة وباهميته الاستشفائية فان البعض الاخر يحتفظ بها ضمن التحف النحاسية التي تحرص بعض الاسر على اقتنائها كموروث ساد ثم باد.

اما الطب النفسي الشرعي فيشير الى ان الاعتقاد بطاسة الرعبة كفيل باذهاب الهلع والخوف من النفس البشرية الذي لازال البعض يأخذ به بانه في حالة الخوف الشديد، فيرى الطب النفسي ان الانسان اكثر تقبلا للغيبيات طالما تؤدي الى شفائة وازالة الروع عنه ليظل الامر مرتبطا بايمان الشخص بهذا المعتقد وبمدى ثقافته، اما في هذه الايام فيشير الطب النفسي الى ان الناس عموما اصبحوا اكثر وعيا فيعمدون الى اطرق العلمية في ازالة مالديهم من قلق وتوتر وخوف او اية حالات مرضية اخرى نفسية كانت ام جسدية.

اما شرعا فان الايمان بطاسة الرعبة وسواها من اعتقادات مخالفة للشرع تماما اذ ان قراءة الفاتحة واية الكرسي واخر ايتين من سورة البقرة وكذلك سور الصمد والفلق والناس مع دعاء "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم" لثلاث مرات كفيل باذهاب الخوف والرعب من النفس.