facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فـــي الــوصـــول إلـيـهـــم


د. هند ابو الشعر
13-02-2014 02:49 AM

تدور كل أساليب التدريس عبر العصور حول معضلة واحدة كما نراها ، وهي كيفية توصيل أسلوب تفكير الجيل المتعلم إلى الجيل الباحث عن العلم والمعرفة ، وهذه بالطبع معضلة كبيرة ولا تنتهي ، وخلاصتها أن الفجوة بين المتعلم والمعلم تقوم على قناعة لا تفسير لها في ذهن المعلم ، فهو يريد إقناع المتعلم وهو الآخر ، باسلوبه في التفكير ، دون أن يعرف كيف يفكر هذا الطالب أصلا .. وماذا يريد ..؟ هذه الحقيقة البسيطة لا نصل إليها في مناهجنا ، التي نضعها على مقياسنا نحن ، وننسى أننا نخاطبهم هم .. الخلل كما نراه يبدأ من هذه القاعدة العجيبة التي تجعل التعليم حالة نملكها نحن الكبار ، وكأننا منهل المعرفة ومصدرها ، وكأن الطالب صفحة بيضاء خالية ونحن الذين نملؤها بما نريد .

مهما قيل في التطوير التربوي ، ومهما حاولنا تطوير مناهج المعرفة ، فإن المعضلة ليست في إقرار المناهج ، بقدر ما هي في عقول وخلفيات الذين يقومون عليها في المؤسسات التعليمية ، ما زلنا نفترض أن المعلم هو مصدر المعرفة ، ونحن في زمن انفلتت فيه المعرفة من عقالها التقليدي وتسربت في كل الخلايا الضوئية والكهربائية ودخلت خلايا أدمغتنا بجسارة وحرية .. ولكن قاعدتنا غير الذهبية ما زالت تسود مدارسنا ، وأظن أننا في عالم التربية والتعليم ما زلنا نخاف أن نفقد مصداقيتنا باعتبارنا مصدر المعرفة والسلطة ، نخاف على وصايتنا الكلية .. وكأننا ما زلنا نعيش ما قبل التقنيات الفائقة .

قرأت ذات يوم مقولة وأستذكرها هنا بإعجاب ، ولا أدري من هو صاحبها ، تقول : ( لنقنع الآخرين باسلوب تفكيرنا ، يجب أن نفهم أساليب نفكيرهم ) ببساطة إذن ، علينا أن نبدأ بالوصول إليهم في مدارسنا وجامعاتنا بمعرفة أساليب تفكيرهم قبل أن نعلمهم أسلوبنا في التفكير ، ودعونا نتذكر أن أطفال عالمنا اليوم يعلموننا بقدر ما نعلمهم .. التكنولوجيا الرقمية في أيديهم مصدر معرفة خارق قد يتجاوزنا ، فلنصل إليهم بلا مشاعر فوقية ولنغير من الوصاية ، لكن لن نتنازل عن الوصاية التربوية ، التربية والتعليم فن ودراية والتزام ، وما نراه اليوم هو مع الأسف بداية تنصل المؤسسات التعليمية عن دورها التربوي وهو مقتل لا يمكن السكوت عليه ، يجب أن نستمر في الوصول إليهم بكل الطرق التربوية المقبولة ، لنعرفهم أكثر ، ونفهمهم أكثر وأكثر ، ونحبهم لأن الحب هو أساس التربية والتعليم .
(الدستور)





  • 1 ابو العلاء المعري 13-02-2014 | 01:14 PM

    أحسنت د. هند. المأزق الحقيقي الذي يمر به التعليم هو اسلوب حشو العقول بالمعلومات دون تحليلها وعرضها على المنطق والعقل. وفي عصر المعلومات هذا, اصبحت المعلومة متاحة للجميع ولم يعد هنالك داع لحشوها اصلا. ولكن برز مع توفر المعلومة مشكلة كبيرة وهي عدم التأكد من مصداقيتها. اذا لا بد ان يتكيف دور المعلم مع هذه الحالة ويصبح دوره تعليم التفكير ومهارات النقد ليتسنى لطالب العلم التميز بين الغث والسمين والضار والنافع والكذب والصدق.
    وشكرا لك على الكتابة بموضوع مهم كهذا.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :