facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نرفض ولكن


بلال حسن التل
02-04-2014 11:28 AM

كثيرة هي القضايا، والقرارات، والمواقف التي يرفضها الأردنيون في غالبيتهم الساحقة. وكثيرة هي المخاوف التي تنتاب الأردنيين وتؤرقهم على مستقبلهم، ومستقبل وطنهم وآخرها ما صار يُعرف بخطة كيري، التي جددت مخاوف الأردنيين من عقد صفقة تحل قضية فلسطين على حسابهم شعبًا وأرضًا ودولة، مما يجسد أمامهم من جديد شبح الوطن البديل، الذي قيل لهم ان اتفاقية وادي عربة قد كفنته ودفنته إلى الأبد، لتثبت الأحداث في قضية فلسطين وتطورات هذه القضية، في ظل التعنت الإسرائيلي والخوّر العربي ان لا شيء كُفن، وان لا شيء دُفن، وان خطر الوطن البديل ما زال ماثلاً أمام الأردنيين.

ومثل خوفهم من خطة كيري، واحتمالات تمرير صفقة على حسابهم، فإن الأردنيين يرفضون كل إجراءات العدو الصهيوني، خاصة تلك المتعلقة بالقدس، وبمحاولات تهويد المسجد الأقصى، وتطبيق سيناريو يشبه السيناريو الذي طبق على الحرم الإبراهيمي في الخليل من حيث التقاسم لأجزاء وأيام الحرم، تمهيدًا للسيطرة الكاملة على الأقصى، لتحقيق الحلم التوراتي بإقامة هيكل سليمان مكانه، وهذا ليس من الأسرار المخفية فكثيرة هي التصريحات الإسرائيلية حول هذا الهدف، وكثيرة هي الإجراءات المتلاحقة لتحقيقه. مما يزيد من مخاوف الأردنيين وقلقهم لأسباب كثيرة في طليعتها الطبيعة المتدينة للأردنيين التي تجعلهم يتعلقون بأولى القبلتين وثالث الحرمين. بالإضافة إلى العلاقة الوطنية الخاصة التي تربط الأردنيين بالقدس حيث صعد من على أسوارها شهداء أردنيون كُثر كانوا يدافعون عنها وعن مقدساتها.

ومخاوف الأردنيين وقلقهم لا تأتي كلها من جناحهم الغربي في فلسطين. فالأردنيون قلقون أيضًا مما يجري على جناحهم الشمالي، فسوريا ليست مجرد جار جغرافي للأردنيين، بل هي امتداد جغرافي، وتاريخي وحضاري ومصالح يومية متشابكة وناشطة، وامتداد دم ونسب وصهر فكثيرة هي العائلات والعشائر الأردنية الموزعة بين المدن الأردنية والسورية، ومنها أهلي وعشيرتي «التل». فأبناء عمومتنا وامتداد عشيرتنا يعيشون هناك في «الزبداني» مصيف دمشق الشهير، وفي غيرها من المدن السورية. لذلك فمصير سوريا يهمنا ويؤثر علينا، والتطورات في سوريا تقلقنا وتثير مخاوفنا، مثلما يحزننا هذا التقتيل لأهلنا في سوريا والتدمير لكنوزها الحضارية. كما اننا نخشى من نزوح التطرّف والتكفير من سوريا إلينا، ونتائج هذا التكفير أخطر واشد فتكًا من تبعات اللجوء في «الزعتري» وغير «الزعتري».

ومثلما تثير مخاوفنا كأردنيين التطورات في شمالنا السوري، وغربنا الفلسطيني، فإن قلقنا من التطورات في شرقنا العراقي هي الأخرى تثير الكثير من مخاوفنا، وفي كل الأحوال دفعنا ثمنًا لكل ما جرى في العراق، وسوريا، وفلسطين، ليس في هذه الهزات السكانية وتدفق مئات الاف اللاجئين بما شكله ذلك وما زال من ضغوط أمنية، واقتصادية، واجتماعية، بل مما يشكله من خطر على الهوية والوجود العربي المستهدف بكل هذه المؤامرات والفتن، والحروب التي يرفضها الأردنيون، ويخافون من نتائجها. لكن رفض الأردنيين لما يجري في بلدهم وفي امتداد وطنهم العربي خاصة دول الجوار أعني فلسطين، وسوريا، والعراق، لا يجدي بهذه الصورة فهو رفض سلبي، لن ينفذنا مما نتوجس منه. لذلك فإن المطلوب هو الانتقال إلى الرفض الايجابي المؤثر والفاعل. وأولى خطوات ذلك ان تجري مصارحة وطنية شاملة وجريئة بحيث يضع المسؤولون في الدولة كل حقائق الموقف أمام الأردنيين الذين من حقهم ان يعرفوا حقيقة التهديدات والمخاوف التي قد تشكل مصادر تهديد للأمن الوطني للأردن والأردنيين وللتماسك الاجتماعي لبلدنا وشعبنا، وعلى أساس هذه المصارحة لا بد من بناء جبهة وطنية أردنية متماسكة، يتحمل فيها كل أردني مسؤوليته ويتحول فيها كل مواطن إلى غفير، وهذا يحتاج إلى العمل على بلورة الهوية الوطنية الأردنية وحمايتها وتنقيتها من كل الشوائب، حتى لا نفاجأ بما فوجئ به المسلمون يوم أحد عندما انزاح زعيم المنافقين بثلث الجيش النبوي. لذلك لا نريد ان ينكشف ظهرنا في لحظة حاسمة.
وحتى يؤتي رفض الأردنيين للكثير من المواقف والسياسات التي تُهدد وجودهم وهويتهم الوطنية أكله. فإن ذلك يستدعي منهم الانخراط في بناء جبهتهم الداخلية المتماسكة، متناسين خلافاتهم الداخلية الثانوية، منخرطين جميعًا في أطر وطنية جامعة أهمها: بناء أحزاب قوية فاعلة، والتخلص من الجهوية والمناطقية، والمطالب المادية المحدودة، فعندما يكون الوطن بخطر لا تفيد كل المكاسب المادية لهذه الفئة أو تلك.

خلاصة القول: إنه حتى يكون رفض الأردنيين لأي قرار مؤثرًا، وحتى يكون موقفهم من أي قضية فاعلة، لا بد من ان يأخذوا بأسباب ذلك كله وأهمها: وحدة الرأي ورص الصف، وعدم المواربة في وضع الحقائق أمامهم والحديث بصراحة عن كل ما يشغل بالنا كأردنيين. الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :