facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في خطاب الملك عبد الله الثاني أمام الكونجرس الأمريكي


جودت مناع/ لندن
08-03-2007 02:00 AM

الخطاب الشامل الذي ألقاه الملك عبد الله الثاني تميز بنسيج من الجرأة والشجاعة والصراحة والانتماء القومي المعتدل إلى العالم العربي والإنسانية عموما وتناول في مضمونه الخفي والمعلن قضايا المنطقة حين قال بأن أصل المشكلة هو إنكار العدالة والسلام في فلسطينفالعبارات التي جاءت في سياق نسيج متوازن لم تسمع من أي مسؤول عربي قبل هذا التاريخ إلا من أولئك الذين قدموا التضحية من أجل إرساء مبادئ الحرية في منطقة الشرق الأوسط حيث الظلم والقهر والاضطهاد الاجتماعي والسياسي والأمني منذ نصف قرن. لكن الشمس غابت عن عيونهم فووروا تحت التراب مثلما هي الحرية التي نادوا بها قبل ثلاثة عشر عاما.. لازالت بعيدة المنال؟

اصطحاب الملك لعدد ممن كانوا ضحايا الإرهاب إلى قاعة الكونجرس لا بد أن يكون حافزا لقراءة خطاب الملك بإمعان مستفيض من قبل أعضاء الكونجرس الذي يتمتع بأغلبية الديمقراطيين وللبحث عن مخرج للحروب التي تقودها الولايات المتحدة وليس بوسع أحد التنبؤ بنتائجها في غمرة الإرهاب والعنف المتبادل الذي ألم بشعوب العالم.

ولئن ذكر الملك بالحريات التي تعهد بها روزفلت بتقديم الدعم الأمريكي للحريات الأربع..الحرية من الخوف، والحرية من الحاجة، وحرية التعبير، وحرية الدين في كل مكان في العالم فإن مراده وضعها على المحك في زمن لم يعد يفتقدها الفلسطينيون فحسب بل أضحت مطلبا لشعوب تعاني مرارة العنف الطائفي أو الاحتلال الأجنبي.

لقد عبر الملك في خطابه أمام الكونجرس عن الخوف الذي أبرز انقساما يتملك شعوب العالم نتيجة لغياب الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية .. فهل الخوف صفة غريزية في الإنسان المركب من جملة استعدادات، أم أنه عارض طارئ تحدثه في الإنسان المؤثرات الخارجية.


فثقافة الخوف، تهيئ الشروط والظروف لنماء الاستعداد لتقبل الخوف لدى المتلقي، فهي تستهدف فيه شل إرادته، وإعادة تكوينه إنسانا سلبيا محاطا بشبكة عنكبوتية من النواهي ولئن اختلف المصطلح فإن النتائج التي يحدثها الخوف لا تقل عن تلك التي يحدثها الإرهاب.

وينتهز الملك حضورا ملموسا للإرادة الدولية في حل القضية الفلسطينية إذ وصل الخطاب إلى درجة تحذير الإدارة الأمريكية من القادم حين حث على قيادة عملية سلام تحقق نتائج لا العام القادم، ولا الأعوام الخمسة القادمة، ولكن هذا العام وقيام دولة فلسطين المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة.

ولا يفوته التلميح في ثنايا خطابه إلى سعي دول عدة لامتلاك أسلحة تحمل في ثناياها أخطارا لا يمكن درء نتائجها إن وقعت لا سيما وأن أرضية الصراع تركن إلى المعتقدات وهو ما يشجع حالة الاستقطاب لدائرة النزاع.


لقد استمد الملك مواقفه من الإرث السياسي الواقعي في علاقاته التاريخية بفلسطين وشعبها وانتمائه الأصيل للعالم العربي فجدد تأييده للمبادرة العربية مذكرا بأهمية إيجاد تسوية عادلة لقضية اللاجئين الفلسطينيين إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة ما يظهر ردا على تصريحات مسؤولين إسرائيليين دعوا مؤخرا إلى تعديل هذه المبادرة وشطب حقوق اللاجئين.

وبلغت ذروة الصراحة في مضمون الخطاب حين قال "لا يمكن أن ننتظر أكثر من ذلك، فقد جئت اليوم لأقف وأتحدث أمامكم. يجب أن نعمل معاً لاستعادة فلسطين، بلد يغرق في اليأس دون بارقة أمل. وعلينا أن نعمل معاً لاستعادة السلام والأمل والفُرص للشعب الفلسطيني." صراحة لم تعهد من قبل.

لعل خطاب الملك عبد الله الثاني يلقى أذنا صاغية من الإدارة الأمريكية وهي مطالبة للكف عن الصمت الذي ترجم إلى انحياز تام لإسرائيل خلال أكثر من نصف قرن دفع خلاله الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة ثمنا باهظا لذلك فإن الانحياز يمكن تفهمه إذا ساهم في إنجاح مفاهيم نظرية الاعتدال الواقعي في زمن غابت عنه القيم والأخلاق.

Jawdat_manna@yahoo.co.uk





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :