اعتقد ان الإصلاح المطلوب في وزارة التربية والتعليم بحاجة الى اكثر من التوجيهي فلا يمكن ان يكون الاصلاح انتقائيا في قضية وترك باقي القضايا ولا يجب ان يكون مزاجيا وفق اهواء معينة ولقضايا محددة دون كل القضايا.

العملية التعليمية كلٌ لا يتجزأ واصلاحها يجب ان يكون وفق منظور ورؤيا شاملة ان اراد الوزير الحالي ان يترك له بصمات على العملية التعليمية لا ان تكون بصماته سريعة الزوال .

صحيح ان التوجيهي مهم اصلاحة لكن التوجيهي مترابط وهو راس الهرم في العملية التعليمية ولا يمكن ان ناتي لاصلاح راس الهرم والقواعد مهترئة.

المدرسة بحاجة الى اصلاح شامل والعملية تحتاج الى خطط واعتقد ان دور الوزير وضع العناوين وبعدها يستعين بجميع اطراف العملية دون استثناء من مدرسين ونقابتهم الى الاطر العاملة في الوزارة الى الاكاديميين والخبراء الى القطاع الخاص التعليمي وان تكون الخطط لكل المراحل من الروضة وحتى التوجيهي.

ويجب ان يشمل الاصلاح البيئة التعليمية بجميع مكوناتها من البناء المدرسي الى الغرف الصفية الى المعلمين فالروضة والمرحلة الابتدائية والمراحل الاخرى والمنهاج واليات التدريب المعتمدة ويجب ان تكون نظرة الوزير نظرة الراعي للكل لا ان يهتم في جهة او موضوع ويترك الجهات الاخرى.

لفت انتباهي قيام الوزارة ببرامج تدريبية لمعلمي الصفوف الاولى الاول ،الثاني، الثالث على المنهاج الذي اقرته الوزارة مؤخرا والذي للاسف لم يتم الانتهاء من توفيره لغاية الان للمدارس حيث لاتزال الكتب قيد الطباعة والعام الدراسي بدأ فعليا ولكن ما اريد ان اوضحة هو ان الوزارة تعقد دورات للمعلمين في مدارس الحكومة وتتعامل مع المدارس الخاصة وكانها خارج اطار الوطن .

أليس التعليم بكل تفاصيله مسؤولية الوزارة ؟أليس طلبة المدارس الحكومية والخاصة اردنيين؟، لا ادري لماذ توضع برامج تدريب للقطاع الحكومي ولا توضع للقطاع الخاص، حتى لو كانت على حساب المدارس الخاصة .لماذا تكون البيئة التعليمية المطلوبة للمدارس الحكومية تختلف عنها في المدارس الخاصة من حيث الساحات والاعداد والغرف الصفية؟؟ .العدالة تقتضي ان تتقارب حاجات الطلبة على الاقل ان لم تتساو فلا يعقل ان يكون في المدارس الخاصة ساحات واسعة والمدارس الحكومية ساحات طلبتها الشوارع والازقة والحارات.

العدالة مطلوبة ايضا لمن يسعى للعدالة، فالعدالة للعملية التعليمية ليست التوجيهي فقط رغم اننا قدرنا ذلك للوزير ولكن ما نطلبه ان تكون عدالته في كل شيء، فالتعيينات الاخيرة للمسؤولين التربويين لم ترق الى ما نعرفه عن الوزير من توجهٍ للاصلاح ويبدو ان ضغوطات الواسطة والمصالح لا تزال تشكل اطار الصورة المشوشة، فمن تم التجاوزعلى حقوقه لا يمكن ان يكون معك يا معالي الوزير.واخيرا اقول، إن التوجيهي كان بادرة هامة ولكننا نحتاج الى مبادرة لإصلاح شامل.
(الدستور)