عمون – محمد الخوالدة - ولدتا معا في مستشفى خاص بمدينة الكرك، جمعتهما غرفة واحدة في المستشفى، الاولى انجبت ولم تدفع فلسا واحدا، بل كوفئت واحسن المستشفى وفادتها، اما الثانية فدفع زوجها الغلبان مبلغا يفوق طاقته المادية، لم تكافأ لكن لم يأبه بها احد وكان المهم لدى ادارة المستشفى ان تسدد فاتورة الحساب.
الاولى لاجئة سورية والثانية مواطنه محلية، اللاجئة سددت فاتورة حسابها المفوضية العليا للاجئين والتي دفعت لها ايضا مبلغ 70 دينارا نقدا اضافة الى اكياس من الفوط والحليب وانواع من المنظفات التي تخص الاطفال حديثي الولادة، المبلغ النقدي والهدايا العينية التي قدمت للاجئة السورية قال عنها زوج المواطنة المحلية والذي دفع مبلغ 390 دينارا مازحا انها مكافأة لها لتحمل الام الولادة.
لم يكتف هذا الزوج بمزاحه ذاك بل تمنى متحسرا ان يأتي يوم ويكون فيه لاجئا لينعم بالعطايا والهبات النقدية والعينية دون عناء او مشقة، واضاف "من اصعب الامور ان يشعر الانسان بالغربة وهو في داخل وطنه" فلقد اصبح اللاجئون الذين يتدفقون على الاردن من كل حدب وصوب هم ابناء البلد ونحن الضيوف عليه لكن ضيوفا غير مرحب بهم على حد وصفه، فاللاجئ كما قال يغدق عليه بالعطايا ولهم المعاملة التفضيلية حتى من الحكومة الاردنية...
ما قاله الزوج المذكور لسان حال الاكثرية هنا في محافظة الكرك والذين يتساءلون، اذا كانت الحكومة تتقاضى عوائد مالية عن سيل اللاجئين المتدفق على الاردن منذ سنوات فينبغي ان تكون قد جمعت مليارات الدنانير والسؤال هو اين هي، ولماذا لم تنعكس على المواطنين الاردنيين الذين ينهش غالبيتهم الفقر والغلاء والحرمان فيما مديونية الوطن الى ارتفاع وموازنته من انكماش لاخر.
وتابع الزوج اياه "ذهبت مكرها برغم امكاناتي المالية البسيطة الى الاطباء الخاصين والى مستشفى خاص لتلد فيه زوجتي بعد ان عانيت وهي ماعا نينا عندما كنا نراجع عيادة النسائية في مستشفى الكرك الحكومي في بدايات الحمل، حيث الزحام امام عيادة الطبيب وحيث صعوبة عمل الفحوص المخبرية او صرف الوصفة العلاجية"، عشرات النساء الحوامل كما قال يتجمعن في المكان، البعض يغادر المكان فالانتظار يطول وقد لايستطيع في نهايته الحصول على الخدمة الطبية التي تريد، ثم هل سيؤدي الطبيب عمله كما يجب في ضؤ الحشد الواقف امام بوابة عيادته، او ربما يغادر البعض بحسب قوله احتراما لكرامته وتجنبا ل"بهدلة" الطوابير، وحتى في الطابور وفي صعوبة الحصول على الخدمة الطبية التي تريد قال الزوج المشار اليه فان للحوامل السوريات بصمه اذ لايقيدن بدور بل لهن الاولوية في الدخول الى الطبيب وفي الفحص المخبري وفي صرف العلاج على حساب الحامل الاردنية، "الامر لايطاق" ختم الزوج المذكور.