facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاخوان بين الرئيس التركي و" بدران والمصري و النسور"


السفير الدكتور موفق العجلوني
18-09-2014 05:03 AM

يبدوا ان الرئيس التركي السيد رجب طيب اردوغان أخذ بنصيحة رئيس الوزراء الاسبق دولة السيد مضر بدران , والذي ترك السياسة منذ ان غادر دار الرئاسة و لم يقتصر الامر على ابو عماد , فقد غادر نجله الزميل عماد بدران وزارة الخارجية أيضاً منذ التسعينات بلا رجعة , و قد اكتشفت سر هذه النصيحة هذا اليوم بعد تصريح السيد اردوغان استعداده استقبال قادة الاخوان المسلمين في تركيا بعد ان طلبت منهم دولة قطر بالمغادرة نتيجة هبوب رياح غربية شمالية متوسطة يصحبها الرعد احياناً . كيف تم ذلك ؟!

بينما كنت اقدم واجب العزاء لدولة السيد مضر بدران و دولة الدكتور عدنان بدران بوفاة شقيقهم المرحوم الدكتور بسام بدران رحمه الله في الاسبوع الماضي ,لفت انتباهي وجود فضيلة الشيخ الاستاذ همام سعيد , رغم ان زيارة فضيلته هي من باب الواجب الديني اولاُ وما جرت عليه عاداتنا و تقاليدنا الاردنية الحميدة بالمشاركة بالافراح والاتراح و تقديم واجب العزاء, الا انني و هذا رأي الشخصي ايضاً علاوة على الواجبات السابقة فان هذه الزيارة تأتي من باب رد الجميل الى دولة السيد مضر بدران لرعايته في تشكيل حكومته الرابعة والاخيرة واخذ خاطر جماعة الاخوان المسلمين - التي رافقت مجلس النواب الحادي عشر و صاحبة قوانين الانفراج في الحياة السياسية الاردنية العامة ، وهي الحكومة التي قدمت عددا من حقائبها الوزارية لجماعة الاخوان المسلمين.

و تركت هذه الحكومة العديد من البصمات في ذاكرة الاردنيين ، خاصة انها رافقت تصاعد فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الاولى ، كما رافقت عملية اجتياح العراق للكويت والحرب التي شنها التحالف الدولي على العراق.

و تعود بي الذاكرة الى احد اللقاءات لدولة السيد طاهر المصري و الذي علق فيها قائلاً:"عندما جاء مضر بدران رئيساً للحكومة، كان مجلس النواب الرابع عشر لعام 1989 قد أخذ دوره الواضح الذي كنا نتحدث عنه، الإخوان المسلمين كانوا قوة قوية لهم حوالي ثلث المجلس ولا بد من التعامل معهم بانفتاح... قرر مضر بدران مع جلالة الملك بأن يدخل الإخوان المسلمين في حكومته، هذا الكلام تم في نهايات التسعين، أيامها كان احتلال الكويت والأزمة الاردنية مع العرب وكان مطلوبا تقوية الحكومة الأردنية بإدخال كافة العناصر. في 29 كانون الأول 1990 – وكنت نائباً- طلبني مضر بدران لحمل حقيبة وزارة الخارجية بالتعديل الذي طرأ على حكومته، فأبديت رغبتي لأبي عماد أن اكتفي بكوني نائباً، معتذراً عن قبول الحقيبة الوزارية.

سألني عن السبب فاخبرته أنه يريد إدخال الإخوان المسلمين ولا يريد أن يأتي بقوى قومية موازية لهم مما يجعل خط الوزارة مائلا. في 1/1/1991 اتصل معي ابو عماد الساعة 9.30 صباحاً لنلتقي وكنت حينها في الشونة .

التقينا الساعة 11 صباحاً، وكان قد أخبر جلالة الملك عن اعتذاري لكن جلالته طلب مشاركتي فوافقت أن أكون وزيراً للخارجية. علمت أيضاً من الرئيس بدران انه يريد التحدث مع الدكتور عبدالله النسور الذي اشترط أن يكون نائباً لرئيس الوزراء. اعتذر الرئيس بدران واعتذر د. النسور، وعدت أنا وزيراً للخارجية مرة أخرى من 1/1/1991. يومها دخل خمسة من الإخوان المسلمين في حكومة مضر بدران ".

يبدوا ان الرئيس التركي اخذ الدرس و الحكمة من رجل الامن الاردني القوي ورئيس الوزراء الاسبق دولة السيد مضر بدران , حيث بادر بتصريحه بعد مغادرته دولة قطر بأنه على استعداد لاستقبال قادة الاخوان المسلمين .يبدوا ان الرئيس التركي اعجبته خطوة دولة السيد مضر بدران و لو اختلف الشكل و لكن المضمون واحد وخاصة في ضوء الوضع السياسي المتأزم في المنطقة و في ضوء الذكاء الاردوغاني اولاُ في رفض الالتزام باتفاق جده و ثانياُ باستغلال وضع الاخوان المسلمين و الذي يتعاطف معهم البعض في العالمين العربي و الاسلامي و خاصة بعد ان تولى السيد السيسي الرئاسة المصرية والاجراءات التي اتخذها بحق الاخوان المسلمين و الذين هم مكون اساسي من المجتمع المصري , علاوة على التعاطف مع دولة قطر في تخفيف الضغوطات السياسية الدولية عليها بخصوص اقامة قيادات الاخوان المسلمين في قطر.

يبدوا و كما يقول البعض, ان التاريخ يعيد نفسة , و ما حدث في التسعينات يكرر الان , لا بل ربما افضل .فعلي سبيل المثال اصر الدكتور عبد الله النسور علي قبول المنصب الوزاري بشرط ان يكون نائب لرئيس الوزراء , فرب ضارة نافعة للاخوان المسلمين خروجهم من قطر و مغادرتهم الى تركيا بضيافة السيد اردوغان ... ربما يكون ذلك مؤشر طيب و يعود الاخوان للساحة الدولية بنفس عودة الدكتور عبدالله النسور لرئاسة الوزراء ولكن عليهم ان يمروا بنفس المرحلة التي مر بها دولة الدكتور عبدالله النسور خلال ال 24 سنة الماضية حتى وصل الى رئاسة الوزراء, و ربما بشروط السيد اردوغان ... لان من واجبات الضيف ان يحترم شروط الضيافة .

و لكن هل يحدث مفاجأه بحيث يأخذ دولة الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء نصيحة سلفه الاسبق دول السيد مضر بدران على غرار رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بنفس المضمون و لكن بقالب أخر يصب في المصلحة الاردنية ؟! على ايه حال علينا ان نأخذ بنصيحة طرفه بن العبد حيث قال :

ستُبْدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً * ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ
ويأتيكَ بالأنباءِ من لم تَبعْ له * بَتاتاً ولم تَضْربْ له وقتَ مَوْعد





  • 1 ابو سند 18-09-2014 | 03:35 PM

    مبدع يا دكتور دائما الله يعطيك العافية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :