facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خاطرة من عظمة الحياه


شحادة أبو بقر
16-11-2014 12:57 AM

كل شئ في هذا الكون المعجز ينطق بعظمة خالقه تبارك وتعالى ، ولو وطن الإنسان نفسه على التأمل مليا في موجودات هذا الكون من حوله ، لبدأ بالاكتشاف التدريجي لهذه العظمة التي لا تدانى ، ولتيقن تماما من حقيقة أنه غافل عن الحقائق المذهلة التى يعج بها الكون ، وكلها لم تكن يوما مثار لفت إنتباهه جراء غفلته وعدم إهتمامه ، وبعضنا يولد ويعيش ويموت ولا يكلف النفس وسط لجة الحياة مجرد التفكير بموجودات هذا الكون الذي فيه يحيا ، فهو غافل تماما لسبب بسيط جدا وهو أن إيمانه بالخالق العظيم جل في علاه ، سطحي لا عمق فيه حتى وإن كان ممن يؤدون العبادات .

ببساطة لو فكر المرء قليلا بالماء والهواء مثلا ، لوجد أن الماء وهو عصب الحياة على هذا الكوكب بلا لون ولا طعم ولا رائحة وانه يأخذ لون الإناء الذي يحويه ، فهل هناك مادة أخرى على الارض بهكذا مواصفات ، ولماذا خلق الله سبحانه الماء هكذا دون سائر مخلوقاته ، وكذلك الامر بالنسبة للهواء ، فنحن نستشعر الهواء ونحس به ، لكننا لا نراه ، ولا نملك ان نتلمسه بايدينا ، فلماذا كذلك خلق الله الهواء وهو شرط للحياة على هذا النحو ، ولماذا لا نراه ولا وهو يلامس أجسادنا ويمدنا بالحياه .

لنتصور لو ان للماء لون ، احمر او اخضر او اسود او اي لون آخر ، فكيف يمكن للانسان الذي يحتاج للماء على مدار الساعة كي يحيا ان يتأكد ان هذا الماء الذي يشربه نقي من الشوائب الضارة او القاتلة ربما ، اليست حكمة الله وإرادته ورحمته سبحانه من خلقت الماء بلا لون ولا طعم ولا رائحة كي يدرك الانسان ان هذا الماء الذي يشربه ماء نقي عندما يكون فاقدا لهذه الخواص ، والا فهو ماء ملوث وجب تجنب تناوله ، ثم لنتصور ان الهواء ذو لون هو الآخر ويمكن رؤيته ، فهل يمكن للانسان ان يبصر عندها ما دام هذا الهواء يشغل الحيز الفضائي كله ، وهل سيكون هناك ليل ونهار مثلا على النحو الذي ماثل في الكون .

نعم كل ما في الكون من حولنا ينطق بعظمة الصانع وهو الله جل في علاه ، وكل ما في الوجود من أحاسيس إنسانية هي دلائل ماثلة في نفوسنا وفي الآفاق على أن لهذا الكون خالق عظيم هو الله ، فألالم والخوف مثلا هما نعمتان عظميان من نعم الله ، وبدونهما لا تستقيم او تستمر الحياة ابدا ، ولنتصور مثلا أن الاحساس بالالم غير موجود ، وان الاحساس بالخوف كذلك ، فكيف يمكن للمريض او المهدد بخطر ان يسارع الى الطب او المكان الآمن كي يقي نفسه ، وما هي هذه الاحاسيس اصلا وكيف تخالط النفس البشرية ، اليست حالات معنوية غير مرئية او ملموسة ولا تدرك بالحواس الخمس ، فالانسان مثلا يرى الافعى في طريقه ، ولو لم يخالطه او يداهمه الشعور بالخوف لما تجنبها ، والانسان يمرض ولو لم يشعر بالم لقتله المرض دون ان يدري .

إنها نعم من كم هائل من نعم الله التي لا تحصى حتى وإن كانت غير مستحبة لقصور بشري في إدراك اهميتها ، فالله جلت قدرته ارحم بنا من انفسنا ، ولهذا فقد انعم علينا نحن البشر بنعمة الالم والخوف والحب والكراهية وغيرها كي نقي انفسنا ونحب ما يجب ان نحب ونكره ما يجب ان نكره ، الى آخر هذه المنظومة من القيم والاحاسيس إن كان لها نهايه .

هذه ملاحظات بسيطة لا عمق فيها ربما ، لكنها مدخل يدعونا نحن الغافلين ممن يمرون عبر هذه الحياة العظيمة بكل تجلياتها وتفاصيلها مرور الكرام كما يقال ، دون ان نفكر ولو قليلا بها وباسرارها وعظمة خالقها الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شئ ، فنحن ننظر الى التراب مثلا في الجبال والسهول والاودية ولا يلفت انتباهنا ان هذا التراب اغلى واثمن من كل ثمن قيم ، ففيه عناصر الحياة كلها التي عرفتها الانسانية حتى الآن ، وفيها سبب بقائنا احياء نحن والحيوان والنبات على حد سواء ، وبعضنا يرى في التراب شيئا رديئا وبعضنا الآخر يقبله احيانا ليس لانه مخلوقا عظيما وإنما لانه تراب الوطن الذي يعتز به ويتفانى في حبه لهذا السبب فقط .

إنها حياة عظيمة في كل موجوداتها المادية والمعنوية لكن الناس او معظم الناس عن عظمتها غافلون ، والسسب هو انهم مساكين سلبيا غافلون جنحت بهم ليس الحياة وإنما زينتها ومغانمها حتى عن مجرد التفكير فيها وما اصلها ومن اوجدها والى اين هي نهايتها ، فالاحياء منهم يعتقدون ان الآخرين جميعا سيموتون لا محالة ام هم فيعيشون الى الابد ، ولهذا فلا شأن لهم في هذا الوجود العظيم الا بقدر ما يجنون منه من مكاسب ومنافع ورغبات وشهوات ومتع ، وما عدا ذلك فهم عنه غافلون ، وبعضهم لا يؤمنون بالله اصلا ويجادلون عبثا في عدم الايمان بالغيب ، ولا يقرون الا بالمحسوس ، ولو سألتهم إن كانوا يؤمنون بأن لهذا الفضاء الذي يغلف الكون حد ام هو بلا حدود لقالوا إن لكل شئ حد في هذه الطبيعة ، ولو اضفت للسؤال تساؤلا آخر عما هو موجود خلف الحدالذي به يقولون لما وجدوا جوابا سوى انه غيب . والحمد لله رب العالمين .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :