facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الانسانية باقية لا تموت !! د. أسمهان الطاهر


17-12-2014 03:09 PM

كيف سيسجل التاريخ الحقبة الزمنية المتعلقة بالاربع سنوات السابقة ! ماذا سيكتب المؤرخون وماذا سيسطر المختصون في تطوير المناهج المدرسية عن ما يجري في عالمنا العربي ،اسئلة تتبادر الى ذهني هذه الايام ! كيف ستؤثر هذه المرحلة الزمنية على الشخصية العربية ! واين المنظرون عن مزايا الثورات العربية، في اي رمل دفنوا رؤوسهم!!!
ما نراه من تشجيع جلي على التجزئة والتقسيم ، انقسامَ المجتمعِات إلى جماعاتٍ عشائريةٍ أو جهويّة، أو طوائفَ ذات تبعية دينيّة ومذهبيّة ، كل هذه مؤشرات خطرة كريهة فمثلاً لو تحدثنا عن الطائفية وما اخطر وأسوء انتشار الطائفية!! حيث يعني لفظ الطائفية في هذا العصر التعصب والولاء لجماعة معينة دون غيرها، والواجب على المسلمين جميعاً أن يعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وينبذوا كل مظهر من مظاهر الطائفية التي ستمزقهم وتفرق جمعهم وتجعلهم شيعاً وأحزاباً.
أن انتشار الطائفية بمفاهيمها البشعة ،على شكل صراعِ مِنْ أجلِ المحاصصة وتحقيق المكاسب كانت تهدف الى الحصول على أكبرَ حصة ممكنة من الدّولةِ وتَرجمةً وَزنٍ ديموغرافي، أو قوّةٍ اقتصاديةٍ أو ثقافيةٍ، أَوْ تعويضً لغُبْنٍ تاريخيّ أو غيرِ ذلك، وحين يُستَخدمُ هذا التعويضُ عن الغُبنِ التاريخي أداةً لتحصيلِ امتيازاتٍ وليس حقوقًا مُتساوِية، أو مبرِّرًا للتحالفِ مع قُوًى أجنبيةٍ تصبُح كتابةُ التاريخِ معضلة حيث تصبح الاحداث والمجريات قائمة على مصالِحَ سياسيةٍ ومُيولٍ، وتزيد الشرذمة، وتتسع الفجوة بين ابناء الامة الواحدة، فما بال مع بقية الامم.
إن المتتبع للتاريخ يكتشف بثقة تامّةٍ عَلاقةَ الاستعمارِ بنُشوءِ الطائفيّةِ السياسيّةِ في بلادِنا. أن اشعال نيران الطائفية في الشرق الأوسط سيولد مشاكل ليس فقط سياسية بل اقتصادية، واجتماعية وثقافية. نحن نرفض قلباً وقالباً مقولة احد المنظرين في الشأن السياسي حين قال «ان الطائفية والاقليمية والعنصرية موجودة وراثيا في جينات الشعب العربي ، يمكن تجميدها ولكن ما تلبث أن تعود بسرعة وتطفو على السطح». نعم ! نرفض الطائفية بكل اشكالها واسبابها سواء اخذت شكل صراعات عرقية، صراعات قبلية ، او صراعات مذهبية ، جميعنا نحلم بمجتمع ديمقراطي ، نحلم بالعدالة ، والمساواة في الحقوق ، وبالتالي علينا أن نرفض كل مظهر من مظاهر الطائفية والعنصرية بدءاً بالاسئلة التقليدية التي تستخدم للتعرف إلى هويتك من أين أنت؟ وطن؟ منطقة؟ مدينة؟ وحتى من أي قرية؟
حيث أن لعبة التجزئة والتقسيم لن تولد الا الاذى لجميع اطرافها، فما أصعبها من لحظات عندما تستيقظ من نومك كل يوم ، لتبدأ يومك مع اخبار القتل والدمار والتفجيرات المختلفة في بلادنا العربية سوريا،العراق، مصر، اليمن ، ليبا ، تونس، وفلسطين التى سرقها اعداء كل الازمنة.
الصرخات تعالت وارتفعت الصيحات ، اوقفوا القتل! توحدوا على قلب واحد، نريد أن نبقى خير أمة اخرجت للناس ، نريد للاجيال القادمة أن تجد تاريخاً مشرفاً ، لا نريد أن نهزم هذه الاجيال وهى في ربيع العمر، احب شعر درويش جدا، لكن اجدني أرفض التسليم بمقولة « أن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا» ، ولا أريد لقلبي أن «يصبح حجرا » واخيرا مقالتي تعبر عن حالة ذهنية انسانية توكد أن الانسانية باقية لا تموت وان هذة الامة لن تحقق اهدافها أن لم تتوحد على قلب واحد نابض بذكر الله دائماً، ومؤمنا بأهمية القواسم المشتركة الاساسية التي تربط امتنا العربية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :