بعد أن أصاب أجهزة هواتفنا الخلوية الملل من العبارات المتكررة التي نمررها من خلالها يوميا وننفق عليها مئات الملايين من الدنانير سنويا مثل أي ساعة طالعين ، وين صرتوا ، تنساش تجيب خبز وانت جاي ، أي ساعة بتخلص دوام ، خلص الغدا ولا بعده ، وما إلى ذلك من مواضيع ليس آخرها وصفات الطبخ في المكالمات المتداولة بين سيداتنا وبناتهن الفاضلات وانشالله انبسطتوا عنا مبارح ، بعد ذلك الملل والشكوى قررت بلدية السلط أن تتكفل بالفزعة المطلوبة لتسجل بأنها ليست فقط قادرة على إدارة ملف السلط مدينة الثقافة الأردنية للعام 2008 بل أنها ستجعل من السلط مدينة التكنولوجيا الأردنية أيضا وأعدت لذلك برنامجا تكنولوجيا متحضرا لا يقدر على ابتكاره إلا الراسخون في العلم وقامت بتخطيط جانبي معظم شوارع المدينة على شكل مستطيلات بألوان صفراء بهية لتكون مكانا لاصطفاف مركبات أهل المدينة و زوارها

لن أبحث هنا في ما يكابده المواطنون من غول الأسعار المجنون الذي يداهمنا مع كل سلعة أساسية و غير أساسية أو في صيغة التعاون المطلوب بين كافة شرائح المجتمع مواطنين وتجارا ومسؤولين لتجاوز آثار موجة الغلاء العالمي لكنني سأكتفي بالإشارة إلى أن أجور المواقف التي ستدفع حسب نظام الوقوف الجديد ستضاف على تكاليف كيلو البندورة والبصل وعلبة الحمص عند شرائها من السلط وأتسائل ما الحكمة باختيار هذا الوقت بالذات لتحميل المواطن أعباء إضافية .

أما في آلية تطبيق النظام فالعجب العجاب في تعليمات الاصطفاف التي يتندر أهل السلط بسهولتها ومواكبتها عصر السرعة والتكنولوجيا المتطورة حيث لا يلزمك سوى خمسة خطوات لمن يريد إيقاف سيارته على الشارع كما جاء بالنشرة الإعلانية التي توزعها البلدية على المواطنين في أرجاء المدينة وقد اقترح أحد الظرفاء إنشاء معهد للتدريب على استخدام تلك المواقف وفي ما يلي مختصر للخطوات اللازمة

- عليك أولا امتلاك هاتف خلوي مشحون برصيد كافي

- شراء بطاقة مواقف فون المدفوعة مسبقا من المحلات التجارية

- إرسال رسالة إلى رقم معين تكتب بها رقم البطاقة المشتراة أعلاه ورقم هاتفك الخلوي و رقم سيارتك

- الإتصال على هاتف أرضي محدد و تسجيل عملية الإصطفاف

- عند المغادرة الإتصال مرة أخرى بالهاتف الأرضي المحدد لتسجيل إنهاء الإصطفاف

ويتخلل ذلك قيام رجل السير بالإتصال عن طريق جهاز خاص للتأكد من تسجيل السيارة ليقوم بتحرير المخالفة إن لم تكن قد تمت عملية التسجيل بنجاح

أتمنى أن يكون في فزعة بلدية السلط ما يرضي خلوياتنا ويكف عنها شر الملل ويرفع فاتورة طق الحنك ولو بضعة ملايين إضافية من الدنانير .


mustafawaked@hotmail.com