رسالة الى سيدة أمهات الشهداء الشباب ،،، معاذ الكساسبه ،،،،
معاذ ايها الساكن دارا خيرا من دارنا .... ايها الاكرم منا ... ماذا نقول لأمك ؟
ماذا نقول لسيدة الكبرياء ، وسيدة امهات الشهداء ؟
اي دم زرعت في معاذ ؟ اي حليب ارضعتيه ؟ اي عبق هذا اللذي يفوح في كل ارجاء الوطن ؟
هل لك يا امي ان تعلمينا كيف يكون الايمان بالقدر وتمدينا بجرعة من الصبر ؟
هل تعلمي أن البطن الذي أنجب معاذ والأب الذي رباه هما أغلى ما يملك الأردنيون الشرفاء اليوم ....
هل تعلمي يا غالية ان فلذة كبدك غدى اليوم سيد الشباب والشياب والشهداء ...
هل تعلمي ان حلاوة الشهادة أذاقت الجراذين الخنازير حرارة الهزيمه فأحرقتهم قهرا ، وأرعبتهم خوفا ومزقتهم غيظا ...
ام معاذ وأمنا ... ان كان الموت يصنع عبرتا فاستشهاده صنع بداخلنا قوة زاخرة غامرة ، أراد له الله أن يستشهد واقفا صامدا ليقول لنا جميعا انا فداكم فلا تحزنوا ولا تهنوا ولا تنحنوا الا لله ، وبلغوا تحياتي لوالدتي ووالدي فهذا اقل ما يمكن ان أقدمه لكم وسامحوني ان قصرت ....
كنا يا معاذ نخاف اللحظة بأننا سنفقدك في أي لحظه ، كنا ننتظر قدومك وباطننا لا يصدق أنك عائد ، ولكنك أبيت الا أن تعود ، وأي عود أحمد من عودك ، النيران من حولك والقردة الجراذين الملتحية المملوءة بالقمل والجهل والبشاعة من حولك ، وبنادقهم اللعينة موجهة الى قفص أسد رأسه ممشوق الى أعلى وعيناه تطال حد السماء ، اقترب لهيبهم اللعين نحوك فلم ترتجف عيناك ولم تنحني هامتك ، لله درك فبدل ان يرعبوك ارعبتهم وبدل ان يحرقوك احرقتهم ....
أرادوا لك فلما سينمائيا معتقدين انهم أبطاله ، لكنك أبيت الا أن تكون البطل الأوحد والأسد الأوحد في قفص تحيطه جراذين لم تعرف في حياتها الا القذارة والسطو والزنا والعهر ، أما ركامهم يا معاذ فكان فوقهم لا فوقك ..
لم يخطر ببالهم انهم أوصلوك الى أعلى مراتب المنى والشرف والعز ، لم يعلموا ان اسمك سيبقى خالدا راسخا في التاريخ وصدورنا الى ابد الدهر ..
معاذ جاء موعدك مع الملائكة لاصطحاب روحك الطاهره الى بارئها ، فهنيئا لك بذلك الموعد واللقاء
أما موعدك معنا فقد تم الغائه ،،، لانك لم ولن تغب عنا ما حيينا ،،،،،

النائب السابق : باسل العياصره ، الامارات العربية المتحده ، دبي 4/2/2015م