facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مزاجية


علاء الطراونه
19-04-2008 03:00 AM

عندما يفصح شاب جامعي لفتاة جامعية عن حبه لها أول ما تبادره باعطائه لمحة عامة عن صفاتها وكيفية تفكيرها مما يشكل رسائل أوليه للعاشق حتى تدفعه للتعامل معها وفقا لما تحدده هي لا استنادا الى طبيعة العلاقة وشكلها , وتتضمن تلك اللمحة الأولية قولا شائعا معروفا وهو " أنا نرفوزه كتير وعصبية ومزاجية لدرجة ما بتتصورها " , من هنا يبدأ العاشق بمداراة كافة انفعالاته أمامها خوفا من قيامها بحجب اتصالاتها الهاتفيه وبعضا من دلعها الذي كان يحظى به أساسا بالتقسيط الممل.

وليس من الغريب أن تعمد الحبيبة الى اغلاق الهاتف في وجه ذلك المسكين ليس لمصيبة أو خطأ اقترفه بل لأن كمية السكر في فنجان قهوتها ليست كما تحب وتهوى , وها هو العاشق تراه ينسدح أمامها أيما انسداح قائلا : ول على روحي أنا , يا ريتني ملعقة سكر , أقولك يا ريتني القصبة الى استأصلو منها السكر اللي أجا بفنجان قهوتك .... الخ .

وفي كل مرة يكون دافعه الى الانسداح هو مزاجيتها التي يفترض أن تكون مبررا لكافة سلوكاتها الفظة وقلة احترامها للآخر , مخاطبا نفسه بالعبارة ذاتها : يالله ما هي حبيبتي مزاجية ولازم أتحملها .

وما ينطبق على قصة العاشقين ينطبق بذاته على مختلف أشكال العلاقة الانسانية , فالزوجة المستورة يجب أن تلتزم الصمت أمام تصرفات زوجها المزاجي والذي قد يقيم الدنيا ولا يقعدها اذا تأخر موعد الغداء خمس دقائق , والصديق المزاجي يفرض على اصدقائه حالة من الكآبة والحزن لمجرد ولوجه في مشكلة تافهة وعادية جدا جدا والاستاذ الجامعي المزاجي يجعل الطلبة يتعوذون ألف مرة من الشيطان الرجيم قبل قدوم موعد حصته .

ونظرا لوجود شريحة من المزاجيين فهذا يستدعي بالضرورة وجود شريحة مقابلة من غير المزاجيين والذين يتميزون بأنهم ذلك الطرف المتفهم القادر على استيعاب المزاجيين وهفواتهم , وما ينطبق في مفهوم المزاجية بين الاشخاص يسري أيضا على مزاجية أكبر وأعم وأشمل بين الدول فالمتتبع لمعظم الخلافات بين الدول العربية تحديدا يجدها مزاجية بالدرجة الأولى .

ومن هنا تصبح المزاجية مؤسسة بذاتها تقيد وتحكم كافة التعاملات الرسمية فالمواطن يسأل مدير مكتب النائب عن مزاجه (أي النائب) واذا كان (رايق) وعنده قابلية لاستقبال أبناء دائرته المزعجين , والموظف رغم وجود مظلمة له ينصفه القانون والنظام فيها , نجده أيضا يستشعر مزاج المسؤول لأنه وبكل بساطه قد ترد مظلمته برمتها اذا كان المسؤول قد رأى حلما مزعجا في الليلة السابقة أثر على مزاجه ولم يفلح أكثر من عشرين فنجان من القهوة في الحفاظ على توازنه .

وتعدى مفهوم المزاجية بعض الأطر المذكورة ليغلف قرارات مصيرية تتحكم باتجاهات شعوب بأكملها ومسيرة وطن , فمثلا كانت الحكومة السابقة مزهزه معها ومزاجها في العلالي ووافقت على فكرة اقامة كازينو في البحر الميت لتتبعها حكومة ذات مزاج حاد نوعا ما نسفت فيه فكرة الكازينو بالتأكيد مع بعض التنازلات التي جاءت على مزاج المستثمر الكردي ( لاحظو لم تتعدى المسألة برمتها أمزجة وشخصيات ) .

وبعد خبصة المزاجية السابقة والتشريق والتغريب في مفهوم نتداوله كثيرا دون أن يستوقفنا , أوجه سؤالا حائرا , هل يوجد في الأردن من هم معنيون بمعرفة مزاج أكثر من خمسة ملايين عاشق وعاشق ؟؟ ولماذا لا تنقلب الأدوار وتدلعنا الحكومات مرة واحدة في حياتنا ؟؟ لانها كما تعرف وتشاهد تكمن المصيبة في تغير أمزجة الشعوب وعدم قدرتها على تحمل الدلع الزايد والمنجقه الحكومية التي تقودنا من سئ لأسوأ .

ملاحظة : أرجو أن يكون مزاج العزيزين سمير الحياري وباسل العكور معدولا وقهوتما على الكيف حتى لا ينسفا هذا المقال كما فعلا بسابقه . (Aladin_6666@yahoo.com)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :