facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أوقفوا التصوير!


د. امل نصير
28-04-2015 06:45 PM

اتصل أحد المواطنين بواحدة من الإذاعات المحلية المسموعة؛ ليطلب من مذيع البرنامج التوجه بخطابه إلى متجمعين حول حادث سير مروع حصل للتو على أحد الشوارع الخارجية، وجوابا على سؤال المذيع إن كان التجمع للمساعدة في إخلاء المصابين؛ أجاب: المتصل: بل لالتقاط الصور!

أيّ صور؟! ولمن؟! ولماذا؟! أسئلة يمكن أن تُطرح هنا، وهل امتلاك إنسان لجهاز تصوير يبيح له استخدامه في أي زمان ومكان؟ فمثلا : هل يجوز لمن يدعى لحفل خاص التقاط الصور لأصحاب الحفل أو المدعوين إلا إذا كان من محارمهم أو سُمح له بذلك؟ وإلا، فهذا تعد صارخ على أبسط قواعد الأدب، واللياقة الاجتماعية.

من حق الناس أن يمارسوا هوايتهم في تصوير الطبيعة، وبراءة الأطفال ومناسباتهم الخاصة... لكن ليس من حقهم الاعتداء على خصوصيات الآخرين في تصوير أفراحهم أو أتراحهم.

فللموت حرمته، وللمصاب في نفسه أو أسرته حقوقه، فكيف إذا كان المصوّر يستمتع بالتقاط الصور، وصاحب الصور تنتهك خصوصيته؟! وكيف إذا كانت رغبة التصوير تعيق إسعاف المصابين، وعامل الوقت يمكن أن يكون سببا في إنقاذ حياتهم؟!

وهل وضَع المصور نفسه في الموقف ذاته، وسأل نفسه إن كان يفضل العجلة في نقله إلى أقرب مستشفى أو أنه يحب التقاط الصور له؟!

إن صفة الفضول التي تدعو الناس إلى التجمع عند حوادث السير وغيرها موجودة من قبل، لكن في الماضي كان يغلب عليها رغبة المساعدة، أما اليوم، فيغلب عليها رغبة التصوير!

والمثير في الموضوع أننا نسينا أو تناسينا مع سهولة التصوير حق الإنسان في احترام خصوصيته في لحظات ضعفه، أو وهو يعاني سكرات الموت ناهيك عن حالة الموت ذاتها.

وهذا الأمر ينطبق على وسائل الإعلام لاسيما المواقع الالكترونية، فانتشار صور الموتى عليها ليس له مبرر، وكثيرا ما تفاجئك هذه المواقع بعرض جثة معفرة، أو بصورة ميت وقد جهز للدفن، ويركزون على وجهه، ويتفنون في عرض الصور دون احترام لمشاعر أهله أو ذاته، فما هو السبق الإعلامي في ذلك؟!

نعم، إن إرفاق الصور مع الخبر يمكن أن يكون من باب تأكيد مصداقيته، لكن ليس في كل الأحوال، وإن كان لا بد من الصور، فمن المؤكد أن هناك أدبيات لنشرها يجب الأخذ بها.

ومن حقنا أخيرا أن نسأل هؤلاء المصورين إن كانوا يقبلون بنشر صورهم في حالة الوفاة، وإذا كان الجواب بلا، فقد آن الأوان ألا نفعل بغيرنا ما لا نحبه لأنفسنا.





  • 1 Yes 28-04-2015 | 06:56 PM

    مقاله رائعه، و تمس حياتنا. يجب توعيه الناس بهاذا الشيئ

  • 2 لبنى 29-04-2015 | 02:56 AM

    مقاله رائعة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :