عمون - محمد الصالح - ولد في بيت سلطي واتخذ من العمل العام وخدمة المواطنين والوطن نهجا لسير حياته ولم يتخذه طمعا في منصب أو جاه.

أبوه وامه لم يكونا إلا نبعا من العطاء المستمر ولم يدخرا جهدا لتنشئته مع اشقائه الخمسة على حب خدمة الناس وحب الوطن حتى استشهد والده الدكتور محمد عبد الرحمن البشير العواملة وهو وزير للصحة اثناء تأديته لواجبه الوطني برفقة ملكة احبها الأردنيون كثيرا وهي الملكة علياء قبل 38 عاما.

والوزير الأب – رحمه الله – والد النائب المهندس عامر البشير لم تخذله زوجته ولا ابناؤه الستة، فالزوجة صاحبة الايادي البيضاء والتي انخرطت في العمل العام والخيري منذ 50 عاما كما كانت مدرسة حقيقية لأبنائها وابا واما.

النائب البشير "ابو فيصل" اول ما يفخر به في حياته قبل انجازاته الشخصية بوالده ووالدته هيفاء البشير التي سهرت وتعبت واجتهدت حتى وصل اثنان من ابنائها لمنصب الوزارة وهما الدكتور الطبيب عوني وشقيق عامر التوائم الدكتور صلاح، إضافة إلى ان شقيقيه مازن وعبد الرحمن اللذين انتهجا مع الطبيب عوني طريق والدهما في دراسة الطب، ودرس ابنها بلال الدكتوراه في هندسة البيئة.

النائب والمهندس المعماري عامر يعتز بمسيرة والدته التي يعتبرها المحفز والشمس التي انارت لهم طريقهم حتى اصبحت "أماً لوزراء ونواب" حتى نذرت الأسرة جميعها لخدمة الأردن، ويؤكد أن والدته لعبت الدور الاساسي في توجيههم وتعليمهم.

وفي حديثه عن طقوسه في شهر رمضان المبارك يقول "ابو فيصل" في حوار مع "عمون": هذا الشهر شهر الروحانيات وهو فرصة لصلة الرحم والتواصل مع العائلة والأقارب، إضافة إلى الاستمرار في العمل العام وخدمة الوطن.

ويضيف "أن العائلة الكبيرة، اشقاءه وزوجاتهم وابناءهم، تجتمع على مائدة الإفطار، خصوصا بوجود من كان خارج الوطن وعاد في العطلة الصيفية بحضور الوالدة التي تسكن جارة له في السكن، إضافة إلى زوجته وابنائه "فرح، فيصل، والصغرى سما".

ويفضل "ابو فيصل" تناول وجبة "المقلوبة" في افطار الشهر الفضيل من اعداد زوجته "ام فيصل".

أما بخصوص وجبة السحور فيفضل ان تتكون من اطباق الالبان والاجبان والتمر وبعض العصائر.

ولا يمانع النائب البشير في دخول المطبخ ليساعد في اعداد بعض الوجبات الخفيفة التي يحبها والتي تتكون من الخضراوات الورقية من بينها "الخبيزة"، اضافة إلى بعض السلطات التي تحتوي على خضراوات غنية بالألياف.

وبخصوص الاطباق المفضلة لوالدته كونها دائمة الحضور على موائدهم يقول :"والدتي تفضل الشوربة وقليلاً من الأرز مع اليخنة فقط".

ويتبادل "ابو فيصل" مع اشقائه الدعوات على موائد الافطار طوال الشهر الفضيل، اضافة لإجراء بعض الزيارات للأقارب.

وعن مزاجه في الشهر المبارك يقول البشير :"طبيعي هادئ في رمضان ولكن افتقد شرب القهوة في اول 3 ايام من الشهر، وانا لست مدخناً، واقلعت عن شرب الأرجيلة في البيت منذ بداية العام بناء على شكاوى الأبناء وخصوصا ابنتي الصغيرة، علما بأنني كنت اشربها لمدة 10 سنوات".

وعن شعوره عند تسلم شقيقه التوأم لمنصب وزاري يقول "أخي صلاح صار وزيراً ولأ أرى بالأمر الشيء الغريب خصوصا انه يكبرني بثلث ساعة".

وعن بداية مشواره في العمل العام يؤكد أنه تأثر بمسيرة والديه في هذا المجال وكان يقوم بالاعمال الخيرية والاجتماعية قبل عام 2003 أما بعد هذا التاريخ فانتقل إلى مرحلة اخرى بعد نجاحه في مقعد في مجلس امانة عمان الكبرى واصبح نائبا للأمين لمدة تصل إلى 8 سنوات على مدار دورتين متتاليتين.

ولا يخفي البشير انه يتبادل الخبرات بين اشقائه كل بحسب تخصصه، خصوصا أن ما يجمعهم هو أنهم نذروا أنفسهم للعمل العام جميعا.

وعن الفارق بين عمله كعضو منتخب في مجلس امانة عمان وعضويته في مجلس النواب السابع عشر يقول :"تجربة الحكم المحلي من خلال الامانة تجربة رائدة واقرب لشخصيتي كونها قريبة من تخصصي الهندسي، أما العمل البرلمان فهو يتعامل مع شقين التشريعي وهو جانب جامد نوعا ما والشق الرقابي".

ويشير إلى انه بالرغم من اعتزازه بانضمامه إلى كتلة "مبادرة" النيابية، إلا ان العمل البرلماني ما زال عملا فرديا.

ويشير إلى أن العمل البلدي مبني على استراتيجيات واضحة للتنفيذ، أما العمل البرلماني فما زال يفتقد للبنية التحتية السياسية المبينة على مشاركة حزبية.

ويتمنى أن يتم تعديل قانون الانتخاب لتتوسع قاعدة المشاركة الحزبية، ليصار إلى تشكيل حكومات برلمانية اعضاؤها بالاساس حزبيون.

وعن رأيه بمبدأ اللامركزية يؤكد أنه مع هذه المرحلة ضرورة في ظل وجود جمود وتأخر في الادارة العامة وآلية فرز السياسيين ولتنتقل القرارات المحلية إلى مرحلة جديدة مبنية على المشاركة الشعبية الحقيقية.

ويتوقع أن تخرج اللامركزية العمل العام من الجمود والأسلوب القديم في اختيار الساسة لتعتمد طريقة اكثر دقة وحرفية ومبنية على اساس سياسي اصح حتي يصبح المجتمع مدنيا والعاملون في الحكومة تكنوقراط والنواب منتخبين على اساس القاعدة الديمغرافية وليست الجغرافية بما يحقق عدالة التمثيل.

وردا على سؤال حول ما يقال إن حكومة الدكتور عبد الله النسور ابن محافظته جهوية في التعيينات يقول البشير "اعتبر تجربة ابو زهير تجربة غنية وتراكمية في العمل العام ولا وجود للجهوية في ادائه نهائيا".