facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تهديدات الصواريخ البالستية الإيرانية


موسى القلاب
10-05-2008 03:00 AM

التصريحات التي أطلقها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، والتي نقلتها وكالة فرانس برس-أ.ف.ب يوم 5 مايو 2008، بأن إيران ستواصل برنامجها النووي بالرغم من تهديدات القوى العظمى، يدل دلالةً واضحةً على إصرار القيادة الإيرانية على الاستمرار في برنامجها النووي المثير للجدل. ولعل ما يشجع إيران على سلوك هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، أنها تمكنت من تجهيز البنية التحتية الأساسية اللازمة لهذا النوع من أسلحة الدمار الشامل، بامتلاكها منظومة هجومية من الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى. إذ تعد هذه الصواريخ إحدى وسائل نقل (حمل) الرؤوس الحربية، سواءً التقليدية منها أو غير التقليدية.

جاء الاهتمام الإيراني بتطوير المنظومة الصاروخية البالستية لقواتها المسلحة كونها الوسيلة الأكثر ملائمةً للظروف المحيطة بإيران، وبسبب إمكانياتها وقدراتها العسكرية المحدودة في مجال استخدام طائرات قاذفة متوسطة المدى، حيث أن مثل تلك الطائرات، بلا شك، غير قادرة على العمل بحرية تامة ضمن محيط منطقة الخليج المقابلة لإيران من الجهة الغربية للخليج، والتي تنتشر فيها قوات بحرية وبرية وجوية أمريكية ذات دفاعات جوية استراتيجية وتكتيكية.

يضاف لمبررات توجه إيران نحو تقنية الصواريخ البالستية صعوبة وصول طائراتها المقاتلة خارج مجال منطقة الخليج لضرب أهداف منتخبة داخل إسرائيل—كما صرح مسؤولون إيرانيون على مختلف مستوياتهم القيادية—وذلك بسبب عدم توفر طائرات تزويد الوقود الجوي وطائرات القيادة والسيطرة، وطائرات الحراسة والمرافقة بعيدة المدى، اللازمة لهكذا عمليات جوية.

وبما أن القوات الجوية الإيرانية غير قادرة حتى اليوم، ولا في المدى المنظور، على إحراز سيادة جوية مطلقة تحت أي ظرف من الظروف خارج نطاق مجالها الجوي، فإن القيادة الإيرانية، ومن هذا المنطلق، ما زالت تعتبر أن قدراتها الصاروخية البالستية تمثل الوسيلة الأفضل التي لا بديل لها، لتتمكن من إيصال قنابلها النووية والكيماوية والجرثومية إلى الأهداف المراد تدميرها.

وبناءً على ذلك، أعلنت إيران من دون أي تحفظ مراراً وتكراراً، عن عزمها القيام بالرد الصاروخي البالستي والتكتيكي المكثف ضد أية أهداف استراتيجية أمريكية وخليجية وإسرائيلية، تقع ضمن مدى صواريخها لاسيما البالستية منها، إذا ما نفذت القوات الأمريكية في منطقة الخليج، أو أية قوات حليفة لها، ضربةً عسكريةً ضد منشآتها النووية، أو أية مواقع عسكرية استراتيجية داخل إيران.

لقد أثارت القدرات الفنية للصواريخ البالستية الإيرانية بعض الجدل والنقاش من قبل عدد كبير من الخبراء العسكريين والمختصين بالشؤون الدفاعية على الساحة العالمية. حيث أجرت إيران من عام 1998 إلى عام 2005 عدة اختبارات وتجارب إطلاق على صاروخ شهاب-3، الذي يصل مداه إلى 800 ميل جوي. كما أعلنت إيران بعد تجربة يونيو 2003 أن الصاروخ قد دخل الخدمة الفعلية وأصبح قادراً على ضرب أهداف داخل إسرائيل.

وفي أكتوبر 2004، أعلنت إيران أنها تمكنت من تطوير مدى الصاروخ البالستي شهاب-3، بحيث أصبح مداه 1200 ميل، وأضافت في مطلع شهر نوفمبر 2004 أنها قادرة على إنتاج المزيد من هذا النوع الذي أطلقت عليه شهاب-4.

وفي الرابع عشر من سبتمبر 2005، صدر تقرير عن صحيفة الوول ستريت جورنال، ذكر أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن إيران تسعى لتطوير صواريخ شهاب-3 بحيث تصبح قادرةً على حمل رؤوس نووية. كما ذكرت تقارير صحفية لاحقة أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانت قد ضبطت في منتصف عام 2004 جهازاً حاسوبياً إيرانياً تبين لها من خلاله وجود خطط إيرانية لصنع رؤوس نووية بهدف تركيبها على صواريخ شهاب-4.

وفي يناير 2006، أجرت إيران تجربة ناجحة على صاروخ شهاب-4، حيث أكدت تلك التجربة وكالة فرانس برس في السادس من فبراير 2006. وفي الحادي والثلاثين من مارس 2006، أعلنت إيران عن إجراء تجربة على صاروخ بالستي من نوع (BM-25) متعدد الرؤوس الحربية بمدى يصل إلى 1500 ميل، ويُعتقد بأنه نسخة مطوّرة عن شهاب -4.

يُذكر في هذا السياق أن رئيس الاستخبارات الإسرائيلية كان قد صرّح في السابع والعشرين من أبريل 2006، بأن إيران تسلمت شحنةً من كوريا الشمالية تألفت من صواريخ (BM-25)، والتي يُعتقد بأنها قادرة على حمل رؤوس نووية. وقد أيد تلك المعلومات تقرير صحيفة الواشنطن بوست، في السادس من يوليو 2006، حيث بيّن التقرير أن تقنية هذا النوع من الصواريخ مبنية على قاعدة فنية تـعود للصـاروخ الروسي (السوفييتي سابقاً) من نوع (SS-N-6).

واستكمالاً لمشروعها الصاروخي البالستي، صنعت إيران نوعين آخرين من الصواريخ البالستية بمدى 1200 ميل، وهما "عاشوراء" الـذي أعلنت عنه في نوفـمبر 2007، و"قـادر" الذي تمت مشاهدته في العرض العسكري الإيراني الذي جرى في سبتمبر 2007. وفيما إذا ثبتت صحة مدى هذين النوعين من الصواريخ، ثم أنتجت إيران المزيد منهما، فإن مساحات واسعة من منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة جنوب شرق أوروبا، بما في ذلك القواعد الأمريكية الموجودة في تركيا، ستكون ضمن مدى وتهديدات هذه الصواريخ.

وفي معرض الاهتمام الإيراني بصناعة وتطوير الصواريخ البالستية، ذكرت مصادر رسمية أمريكية تابعة لـ"إدارة الصواريخ العابرة للقارات" في وقتٍ سابق بأن إيران من المحتمل أن تكون قادرة على إنتاج صواريخ عابرة للقارات بمدى يصل إلى 3000 ميل بحدود عام 2015.


موسى القلاب: مدير شؤون الدفاع في مركز الخليج للأبحاث في دبي. هذا المقال برعاية "مصباح الحرية"، www.misbahalhurriyya.org





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :